الديوانية - منتصر الطائي
ما ان تناهت انباء التداعيات الأمنية الأخيرة وحظر التجوال في محافظة بغداد الى مدينة الديوانية حتى عمّت الإشاعات وأخذت تتضارب هنا وهناك في عموم الشارع الديواني.
اولى تلك الإشاعات التي دخلت الحرم الجامعي في كلية التربية الرياضية في جامعة القادسية، كانت قد وصلت الى مسامع الاستاذ الجامعي ليث الموسوي الذي قال "جاءني احد الطلبة وقال لي، هل علمت ما الذي جرى يا استاذ؟، فسألته ما الذي جرى؟. قال هناك محاولة اغتيال فاشلة لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي دبرها احد الضباط الكبار في مكتبه والمسؤول عن حمايته".
وتابع الموسوي سرد قصته مع إشاعة محاولة اغتيال الهاشمي، قائلا "سألته وقتذاك ومن الذي أخبرك بهذا الخبر الخطير، فقال لي: لقد سمعت ذلك من سائق سيارة الأجرة الذي اقلني الى الجامعة، وبدوره نقلها لي عن احد الركاب الذي استأجره قبل ساعتين".
وأضاف الموسوي "في بادئ الأمر صدقت الموضوع وكأن خبر محاولة الهاشمي حقيقة وليس مجرد إشاعة، فهرعت نحو التلفاز متنقلا بين المحطات الفضائية فلم أتوقف عند فضائية واحدة فضلا عن البقية تؤكد هذا محاولة الاغتيال".
وأردف "بل ما طالعته عبر هذه القنوات ما يؤكد ان عملية حظر التجوال التي شهدتها بعض مناطق محافظة بغداد لم تكن إلا إجراءات وتدابير امنية لملاحقة بعض الإرهابيين والقبض عليهم والاستيلاء على أكداس من الأسلحة ومواد التفجير الخطيرة".
لم تكن هذه الاشاعة الوحيدة التي شهدها الشارع الديواني يوم امس، إذ أن احد الركاب الذي استقل سيارة الأجرة من منطقة حي الفرات شمالي الديوانية بإتجاه السوق أكد أن "ثمة معلومات شبه مؤكدة تفيد مصرع الأمين العام للحركة الوطنية العراقية صالح المطلك بعبوة ناسفة صباح هذا اليوم". هذا ما قالته ربة البيت (كافي القريشي/45 عاما).
وأوضحت القريشي إنها "في اقل من ساعتين وأثناء تجولها في سوق الديوانية قد سمعت خبرين أو إشاعتين كاذبتين تفيد الأولى منهما مصرع المطلك فيما تؤكد الثانية حصول انقلاب عسكري في بغداد على الحكومة العراقية".
ولعل اخر ما سمعته كافي القريشي حول حصول الانقلاب العسكري في بغداد هو الاشاعة الاكثر حظا في الانتشار في الشارع الديواني.
حيث ذكر الكاتب السياسي حسين العسلاوي ان "شائعة الانقلاب هي الاكثر حظا بين الشائعات الاخرى التي انتقلت وانتشرت في الشارع الديواني انتشار النار في الهشيم في غضون سويعات قليلة".
وكشف العسلاوي انه "رغم ان معظم القنوات العراقية وخاصة قناة الدولة الرسمية وهي قناة العراقية قد نفت ذلك، الا ان كثيرا من المواطنين كانوا يتوقعون صدق اشاعة الانقلاب خاصة وبقية الاشاعات عامة".
وبرر العسلاوي الاصرار على تصديق هذه الاشاعات بأن "البعض منهم ليس لديه رؤية سياسية واعية عن حقيقة ما يجري، اضف الى ذلك بان الشارع العراقي عموما يعد بمثابة ارض خصبة لزرع بذور الإشاعات وتناقلها بسرعة كبيرة وخاصة اننا مقبلون على انتخابات ربما ستغير تضاريس خارطة العملية السياسية فستزول وجوه وتستبدل بوجوه أخرى".
فيما يعتقد الطالب الجامعي احمد كريم انه "قد استمع الى الكثير من الاشاعات وقد رجحها جميعا سوى اشاعة انقلاب النظام".
وفسر كريم استثنائه الانقلاب بقوله "من المحال ان يحدث انقلاب عسكري في العراق والقوات الامريكية موجودة، فمن ذا الذي يملك الجرأة والشجاعة ان يقف بوجه امريكا".
ولفت الى ان " الولايات المتحدة الامريكية من اشد المؤيدين للعملية السياسية في العراق وما افرزته من حكومة ومجلس نواب ودستور وغير ذلك ، وقد خسرت الكثير من اجل التغيير العراقي وهي ليست مستعدة ان تضحي بكل ذلك وتسمح بحدوث الانقلاب العسكري ".
https://telegram.me/buratha