الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم بعدها قدم سماحته التعازي لامام العصر والزمان ومراجع الدين العظام والامة الاسلامية والشعب العراقي بذكرى شهادة الامام محمد الجواد (ع) . مستذكراً شذرات من حياته واهم المراحل التي مر بها . وكذلك بين سماحته . ان الكرامة التي خصوا بها ائمة اهل البيت (ع) . هي الشهادة في سبيل الله وعلى ايدي اعداء الله عليهم لعائن الله تعالى . فهم قالوا (عليهم السلام ) . ما منا الا مقتول بالسيف او مسموم . وكما قال الامام زين العابدين (ع) . ( الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ) . هذا وقد بين سماحته المظلومية التي تعرض لها الامام الجواد (ع) . عندما تصدى للامامة وهو صغير السن . والطعن الذي تعرض له آنذاك . وصموده امام اللابتلاءات والامتحانات الكثيرة والكبيرة .
اما في خطبته الثانية فقد تلى سماحته الاية الكريمة . بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا . ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام . ........)) . مؤكداً على ان ما تتعرض له البلدان وكذا الشعوب . من آفات وامراض مختلفة ومتنوعة . تفتك بالبنى التحتية لذلك البلد . وكذا الاجتماعية . وتنخر في جسده . مما تجعله يعاني من مشكلات عديدة . كل واحدة منها تسبب له عجز في مجال معين . وبالتالي ينتشر في بدنه ذلك المرض . وتلك الافة . ومن هذه الامراض الفتاكة هو الفساد بمختلف انواعه .
مبيناً سناحته انواع الفساد العديدة ومنها : الفساد الاخلاقي والفساد الاجتماعي والفساد الحكومي والفساد المالي والاداري وكذلك الفساد الاقتصادي وحتى الفساد السياسي والفساد الديني . مشيراً الى ان العراق يعاني من جميع انواع الفساد وأمراضه وآفاته . فان العراق كان وما زال وسيبقى يعاني من امراض كثيرة ويتعرض لآفات متعددة . بعد ان اصبح مرض الفساد هو الشغل الشاغل للجميع والمرض المداهم للجميع والمشارك به الجميع والمسؤول عن علاجه الجميع . وان الجميع مشارك والجميع يمارس وكل حسب موقعه ومن مجاله .
موضحاً سماحته اهم الاسباب التي ادت الى انتشار الفساد والذي عبر عنه بالاخطبوط القاتل والافة المدمرة . وهو سوء استخدام المناصب . وخصوصاً الحكام وعدم شعورهم بالمسؤولية وضعف الواعز الديني والوجداني لديهم وكذلك الجانب التربوي . وتهيئة المناخات والاجواء لانتشار هذا المرض . كذلك عدم اتخاذ الاجراءات والتواطئ والتساهل . كما علق عن الفساد الاخلاقي مؤكداً انه يرتبط بمختلف الانحرافات الاخلاقية والتفسخ الخلقي واشاعة الفحشاء والمنكر وانحراف السلوك والتعامل اليومي وغياب القيم والمثل وفقدان الحياء والعفة . وهذا كله بسبب غياب المصلحين والتربية وعجز المؤسسات التربوية بل فسادها هي نفسها .
اما عن الفساد الاجتماعي . فقد بين سماحته ان انتشار المنكر والمحرمات والظواهر المخالفة للناموس وتعاطي المجتمع معها سواء في الاسواق او الشارع او اي مكان اخر .
بعدها تناول سماحته موضوع الفساد الحكومي والحاكم والمتصدي ومن بيده زمام الامور والذي يتلبس بالفساد ويمارسه ويسهل انتشاره في جميع المؤسسات الحكومية ومن يساعده بذلك هم من فئته واقربائه وحواشيه ويصبح هو من ينهب اموال الدولة وثروات الشعب كما ان الفساد المالي والاداري له علاقة مع الفساد الحكومي او فساد الحاكم فيمارس الفساد من قبل الموظفين والمسؤولين واستغلال المناصب والمسؤوليات والصلاحيات . حينها تمارس اعمال السرقة والرشوة والاختلاس والغش ...... الخ .
وعن الفساد السياسي فقد بين سماحته ان هذا الفساد يعد من اخطر انواع الفساد مما يؤدي الى فساد كيان او تيار او حكومة او دولة . وهذ طبعاً يبين سياسة الغاية تبرر الوسيلة . مهما تكن الوسيلة حتى وان كانت محرمة فهو يمارسها من اجل تحقيق الغاية . فتراه يعمل لحزبه او فئته او قوميته وجماعته لا لوطنه ولا لشعبه . هذا واشار سماحته الى الانواع الاخرى من الفساد ومنها الفساد الديني وكذلك الاقتصادي .
وفي موضوع آخر يخص الانتخابات وقانون الانتخابا والنقض الاخير الذي حصل من قبل نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي فد بين ان نقض القانون لم ياتي بدافع وطني ولا من الحرص على المصلحة العليا وانما جاء لاهداف سياسية واهداف بعثية ودعاية انتخابية .
مشيراً الى انه لايوجد في الخارج 4000000 ملايين مهاجر وانما هم اقل من هذا العدد بكثير وقد ابدى استغرابه من تخصيص مبلغ 30 مليون دولار الى المهاجرين . مؤكداً على انه يمكن جلب هؤلاء المهاجرين الى العراق ويعالج الموضوع بشكل افضل . وعبر سماحته عن رفضه القاطع من ممارسة الدعاية الانتخابية على حساب المصلحة العليا .
وفي موضوع آخر استنكر سماحته استغلال المواقع الحكومية والمناصب وتسخير الاموال العامة لغرض الدعاية الانتخابية والترويج لبعض السياسيين . منتقداً ما تقوم به شبكة الاعلام العراقي من انتهاك لحرمة الاعلام والترويج لشخصيات معدودة ووجوه متكررة على حساب المهنة . متناسين ان هذه الشبكة هي ملك لجميع العراقيين وانها للشعب العراقي وليس لحزب او جهة معينة . وخصوصاً ما تعرضه علينا الفضائية العراقية . مطالباً مجلس النواب العراقي بان ياخذ موقفه تجاه ما يمارس من انتهاك في هذه القناة .
بعدها تناول سماحته موضوع البطاقة التموينية ومفرداتها . مطالباً الحكومة بتوفير كافة مفردات البطاقة التموينية والنظر الى الفقراء والمحتاجين الذين انهكتهم الدنيا ومرارة العيش ويتطلعون الى العيش الكريم في بلدهم العراق الذي فقدوا فيه الكثير واعطوا له الكثير . وعلى جميع المعنيين في الحكومة ووزارة التجارة ان يعملوا من اجل توفير هذه المفردات البسيطة والتي لا تعني شيء مقابل الاموال التي تهدر وتسرق لاغراض الترويج والدعاية الانتخابية وكذلك الفساد .
https://telegram.me/buratha
