أجرى مراسل صحيفة الواشنطن بوست الامريكية في 24/10/2009 لقاءاً صحفيا مع سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي تناول فيه العديد من المواضيع والقضايا في الساحة العراقية والمسائل الاقليمية والدولية التي تهم الشأن العراقي .
وفيما يلي نص المقابلة ...
المراسل / ماذا عن الازمة بشأن قانون الانتخابات ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نعتقد ان من مؤشرات النظام الديمقراطي هو اجراء الانتخابات والالتزام بالمواعيد المحددة لها وبذلك نقدر العديد من الاشكاليات القائمة في التعاطي مع الملف العراقي كقضية كركوك ، الا اننا نعتقد ان ربط هذه الملفات بقانون الانتخابات واجراءها قد يكون امراً صعباً ، هذه الانتخابات تأخذ وقتاً ستوقتأ طويلاً حتى تعالج في اغلب البلدان ، استغلال وقت الانتخابات والضغط لحل مشاكل معينة واخذ امتيازات معينة لهذا الطرف او ذاك في اجواء العملية الانتخابية نعتقد انه امر غير صحيح ، نحن مع مراعاة حقوق جميع ابناء كركوك ولكن قانون الانتخابات يجب ان يمضي ضمن حلول توافقية لحل المشاكل وبعد الانتخابات يمكن تشكيل لجان ودراسة المشاكل . المراسل / هل تتوقعون اجراء الانتخابات في تأريخها المحدد ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نحن حريصون على اجراءها في الوقت المحدد وعدم تأخيرها ولو ليوم واحد . المراسل / كيف ترون التوافق والوصول لحل المشكلة ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نعتقد ان كل طرف من الاطراف يطرح أسقف عالية ومن الصعب تحقيق كل مطاليب الاطراف المتعددة ومن المنطقي الاعتماد على جهة محايدة للوصول الى حل وسط ونرى في الامم المتحدة الجهة المحايدة التي يمكن ان تساعد للوصول الى نتيجة توافقية مقنعة للأطراف ، القاعدة ان لا نرى في هذه الحلول حلول جذرية وانما حلول وقتية ومن ثم تجلس الاطراف وتتناقش . المراسل / هل سيوافق الاكراد على نظام الكوتا الذي طرحته الامم المتحدة لقضية كركوك ؟سماحة السيد عمار الحكيم / انا لا اعرف موقف الاطراف المختلفة تجاه المقترح ولكن كشخصية معنية بالشأن العراقي اعتقد ان الاطراف ليست قادرة على الوصول الى نتيجة موحدة ولا بد من الاعتماد على جهة محايدة نستفيد من مقترحاتها ونطور هذه المقترحات بشكل أفضل . المراسل / الامل الذي لديكم على الولايات المتحدة ام على الامم المتحدة ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / الامم المتحدة هي الطرف المعني بأعطاء الرأي في مثل هذه الامور ودور أصدقاء العراق في المنطقة والعالم الطرف المكلف بتقديم المشورة والمعونة في هذه الامور هو الامم المتحدة . المراسل / هل يوجد حل مطروح حالياً لحل المسألة ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد لو كان هناك مخرج واضح لما كان الملف ينتقل من البرلمان الى المجلس السياسي واذا اردنا ان نكون حريصين ، حساسية الموضوع تفقد الفرصة لمبادرات تقوم بها أطراف عراقية ، أي اقتراح قد يفسر على انه أنحياز للسنةاو التركمان او العرب او الكرد وبالتالي ليس الاطراف العراقية مشجعة في ان تقدم أقتراحات والا فأن القضية ليست معقدة للغاية . المراسل / أئتلاف دولة القانون يتهم الاطراف السياسية بمحاولة اطالة فترة المداولات لتأخير الانتخابات ، فما تعليقكم على ذلك ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / قد يكون لدى البعض نوايا حيال هذا الموضوع ولكننا لسنا بصدد تقييم نوايا الآخرين . المراسل / نحن رأينا مشاكل حصلت كالدستور مثلاً ، بالنسبة لهذا الموضوع مامدى حجمه قياساً بتلك المشاكل ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / الموضوع قد يكون حجمه أقل ولكن حساسية الموضوع وتأثيره المباشر على اجراء الانتخابات بمواعيدها المحددة أخذت اهمية كبيرة ولا شيء جديد ، الخلافات كانت قائمة منذ سنوات ، يمكن قضية بسيطة تخاطر أنطلاق صاروخ الى القمر ، حجره صغيره تتحول الى مشكلة كبيرة لأنها تؤثر على شيء كبير . المراسل / هل كركوك هي الحجرة الصغيرة ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / ليست كركوك المشكلة وانما المشكلة بأرتباط كركوك بقانون الانتخابات هي (الحصوة) والفرق بين كل الاطراف على هذا القول او ذلك القول هو الفرق على مقعدين او ثلاث مقاعدة على أقصى التقادير من 275 مقعد ، فلذلك اقول ان ارتباط كركوك في الانتخابات هي المشكلة وليست كركوك نفسها ، لأن كركوك من الملفات المهمة في الوضع العراقي . المراسل / هل باستطاعتك ان تقول من يقف وراء القضية ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان مطالب العرب والتركمان مبالغ فيها الى حد ما ، الاخوة الكرد يقولون ان شئتم نرجع الى الوضع الذي كانت عليه كركوك عام 1957 قبل كل هذه المتغيرات ، او تريدون ان نرجع الى الوضع الذي حصل في بداية سقوط النظام ، وفي الواقع هناك غالبية كردية نسبية في كركوك ، الطرف الاخر لايعترف بها ويريد ان يأخذ ما أخذه الكرد ، هذا هو جوهر المشكلة بحسب تصوري . المراسل / سيادتكم سيدخل الانتخابات لأول مرة ، ما هو حجم التحدي الذي ستواجهه ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / ومن قال لكم اني سأدخل في الانتخابات ، انا شخصياً لا انوي ان ادخل في العملية الانتخابية واعتقد ان موقعي يعطيني فرصة لخدمة المواطنين ، وأفسح المجال للآخرين كي يأخذوا فرصتهم في مجلس النواب ، والمطلوب ان نكون جميعاً في كل مكان ، وانا بالتأكيد أتحمل مسؤولية في هذه العملية وسنعمل ما في وسعنا للتعريف ببرنامجنا للناس لأنتخاب الائتلاف الوطني العراقي ، ونحن نلمس تجاوباً كبيراً من الناس ، والانتخابات التمهيدية التي اجريناها لأول مرة كانت فرصة للأنفتاح على شرائح واسعة من الشعب العراقي والى الان رشح في الانتخابات التمهيدية أكثر من 800 شخصية والكثير منهم ليسوا من اعضاء المجلس الاعلى . المراسل / كم سيكون عدد الاعضاء الجدد بعد الانتخابات التمهيدية ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / الناس هي التي تقرر ولست انا ولكن اعتقد انه ستكون هناك وجوه جديدة ومهمة في القائمة هذا العدد عندما يتنافس بالتأكيد الاشخاص الذين لديهم قواعد شعبية فأن هذه الشخصيات سوف تتقدم .
المراسل / هل تتوقع ان يكونوا نصف الاعضاء وجوه جديده ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نصف او اكثر .المراسل / ماهي علاقة المجلس الاعلى بالتيار الصدري حالياً ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / العلاقة طيبة وهناك تنسيق في المواقف ونحن اليوم نعمل تحت خيمة واحدة ونوحد رؤانا لكيفية ادارة البلاد في المرحلة المقبلة ونقدم برنامج مشترك . المراسل / ما هي نظرتكم للشيخ حميد الهايس ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / نحن ننظر بأحترام الى الشخصيات الوطنية من كافة المكونات العراقية ، الشيخ الهايس والسيد نصير الجادرجي وهو من الشخصيات السياسية والاسر السياسية السنية في العراق تأريخياً وكذلك الشريف علي بن الحسين راعي الحركة الدستورية . المراسل / سمعنا ان الشيخ الهايس واجه انتقادات من قبل المجتمع الذي يعيش فيه ، هل تعتقد انه شجاع لكونه اتخذ مثل هكذا قرار ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد يجب علينا ان ننظر الى ان العراق لم يتجاوز كلياً الحساسيات الطائفية والقومية ، هناك تطور ايجابي ولكننا مازلنا لم نصل الى خط النهاية ولذلك لا أستبعد ان يكون البعض من هذه الشخصيات قد تعرض الى ضغوط من مناطقها لأنها تكون في عمل مشترك مع مكونات اخرى . المراسل / هل تتوقع ان يكون الشيخ الهايس شجاع ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / انا ليس لدي أي احتكاك مباشر مع الشيخ الهايس وبكل تأكيد حينما يأتي ويدخل بالأئتلاف فهذا بحد ذاته خطوة مهمة وجريئة . المراسل / عندما انضم الشيخ حميد الهايس الى الائتلاف ، هل هذا يعني انه وطني ام انه انتهز الفرصة ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / الجميع يشارك في العملية السياسية والانتخابات لخدمة المواطنين واعتقد اننا يجب ان نرفع شعار الجميع وطنيون مالم يثبت خلاف ذلك والتخويف والتشكيك في النوايا لا اعتقد انه أسلوب صحيح لبناء عراق متماسك وقوى متلاحمة . المراسل / انا عندما اتكلم عن الشيخ الهايس لا اعنيه هو كشص وانما اعني الوضع الطائفي الموجود ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / الحقيقية نحن بعيدين شيء ما عن تلك المحافظات ولانعرف ماذا يجري في اجواءها لطبيعة الاعتبارات الامنية وقلة التواصل مع المحافظات وغالباً ما نلتقي بهذه الشخصيات ببغداد ولكن في بغداد وفي جنوب بغداد لانجد أي تحسس للآخر ، ولم اتعرض لملامة من احد لأننا فتحنا ابواب الائتلاف واليوم نجد المسيحي والسني والمكونات الاخرى . المراسل / هل تتوقع ىفوز حميد الهايس في الانبار ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / يجب ان نسأله لأنه اعرف بجمهوره وقواعده الشعبية . المراسل / هل هذا يعني صعوبة فوزه ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / المنافسة محتدمة في كل مكان ونتمنى له ولغيره ان تكون له فرصة الفوز . المراسل / توقعاتكم اين سيحصل الائتلاف على عدد اكبر من الاصوات ، في الجنوب ام في الفرات الاوسط ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد وبشكل طبيعي ان وجوه كبيرة من الائتلاف لها قواعد في بغداد وفي جنوب بغداد وبعض المحافظات الشمالية لبغداد . المراسل / أي محافظة شمال بغداد ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / ديالى مثلاً وصلاح الدين . المراسل / في الوقت الذي يتعرقل فيه صدور قانون الانتخابات ، هل انتم في أزمة ؟ سماحة السيد عمار الحكيم / طبعاً ، الوقت ضيق والقانون متعطل وبالتالي هناك مشكلة ان لم تكن أزمة .
https://telegram.me/buratha
