قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة ان هذه الجموع التي تزحف بالملايين من شيعة اهل البيت الذين لم يبالوا ببرد ولا حر وتهددهم الأحزمة الناسفة والمفخخات والصواريخ ولايبالون وبذلك هم يثبتون ما ثبته قبلهم الرواد من العصور السابقة . لقد كان في عهد صدام المجرم عهد " 17 تموز " يعتبر الولاء لأهل البيت ع جريمة عقوبتها السجن أو القتل وشعائر اهل البيت ع من اشد الصور قسوة على البعثيين , وهنا اذكر الذين يقولون " ياليت لو ان البعثيون يعودون " فأنا اذكرهم بهذه الأيام ليعرفوا معنى هذه الكلمة .
لقد كان عشرون الف زائر نعتبره امرا كبيرا وكلهم من المتحدين للنظام , وفي سنة 1975 عندما خرج موكب التحدي في كربلاء كان يرشون الملح على رؤس المتطبرين اضافة الى ما رأيتموه منهم خلال المسير والمراسم الأخرى اضافة الى المراقبة الشديدة حتى على القصائد التي تقرأ . واليوم جاء هذا الرد الذي اخرس الجميع واسقط حجج الجميع بهذه الحشود المليونية التي تزداد اصرارا على مبادئها . نحن نقول للبعثيين لقد هاجمتمونا في القرى فصارت القرى اشد واقوى وهاجمتمونا في المساجد فصارت المساجد اكثر قوة وهاجمتمونا في كل مكان وبقي الشيعة يهتفون هيهات منا الذلة .
وأضاف سماحته : ان البعثيين هم رأس الداء وان لم تتخلص الدولة منهم فأنهم سيظلون يحيكون المؤامرات الواحدة تل والأخرى . وقد اشرت في الجمعة السابقة الى رسالة " عزة المجرم " الذي يسمي نفسه قائد همام حيث يقول ان المعركة هي معركة بغداد وعندما قيل له ان الأمريكان قد انسحبوا قال نعم ولكن الأيرانيون قد احتلوها ويقصد بقوله ( السيد الحكيم والمالكي والجعفري ) . لقد قلتها سابقا واقولها الآن ان الذين قاتلوا ضد شيعة اهل البيت ليسوا اهل السنة , فالسنة براء من هذا اذ ان هؤلاء المجرمين هم من قتلوا اهل السنة ايضا , فالشيخ عبد العزيز البدري والشيخ طه حمدون والشيخ ناظم العاصي وغيرهم من قتلهم ؟؟؟ .
وقال الشيخ الصغير : كنا في منطقة العطيفية ونحن نائمون في سطح المنزل اخترقت الطائرات جدار الصوت , فقال لي المقدس الوالد رحمه الله " انزل الى ساحة البيت واستمع الى الراديو " وبالفعل عرفنا ان هناك انقلابا ، وعندها قال الوالد رحمه الله " ان ما نخشاه ان يأتينا اليمين البعثي " ونحن في ذلك الوقت لم نعرف ما كان يقصد . وعندما حدث ما حدث في الثلاثين من تموز ورأينا تلك الوجوه قال كلمة واحدة ( ان هؤلاء سيذيقونا الويل ) .
وبالفعل لم تمر الأيام حتى خرجوا لنا ببيان يعتبرون فيه اولاد الأمام السيد محسن الحكيم جواسيس . وقال لي والدي انه في ايام مرض السيد محسن الحكيم والناس تتوافد عليه في بيت الحاج عباس في الكاظمية قلنا له لماذا لا تأمر الناس بالخروج لتأديب البعثيين فأجابنا ( اذا جد الجد لن تجد من هؤلاء احد ) وبالفعل بعد البيان الذي اصدره البعثيون لم يبق احد من تلك الحشود الزائرة .
لقد نسوا صورة البكر عندما جاء في سنة ثلاث وستين والحرس القومي . ومن رأى فأنه يتحمل وزر 17 تموز فهم قلة ولكنهم جندوا كل الناس لأيذاء كل الناس واستمروا بالجرائم اذ ان حكمهم من البداية الى النهاية هو عبارة عن سلسلة من الجرائم الكبرى .
وحذر الشيخ الصغير من البعثيين اذا عادوا فأنهم سيعودون بنفس الأحقاد ويمارسون عمليات الذبح والتفجير والقتل الجماعي والتفخيخ الذي يمارسونه الآن . وأعاد الى الأذهان الندم والخسارة التي تسبب بها عدم اكتمال الأغلبية المطلقة للأئتلاف بفارق ثمانية مقاعد فقط مما جعلنا لا نتمكن من اتخاذ القرارات وسن القوانين مما ترتب عليه تأخر وفقدان الفاعلية لأرادة التغيير . وأكد على ان الأنتخابات القادمة هي معركة حقيقية بسبب الأجندات الدولية التي لا تريد لنا ان نشكل قائمة كبيرة تقود البلاد الى الأستقرار والأعمار .
وأشار سماحته : ان دور اللجان البرلمانية هي العنصر الفاعل في المحاسبة والمتابعة ولكن عملهم غير مرئي , وان هناك الكثير من البرلمانيين لا يقدمون ولا يؤخرون ولكن بالمقابل هناك على الأقل خمسة وعشرون عضو فاعل ويتكلم بقوة , لذا عليكم ان تجعلوا من اولئك النواب هم قادة البرلمان القادم .
وحذر الشيخ الصغير من الأنجرار وراء الفتنة الطائفية التي يريدون للعراقيين ان يقعوا فيها قائلا : اياكم ان تغفلوا لأن اي غفلة ستعيدنا الى المربع الطائفي , وان عملية ضرب الكنائس والجوامع والحسينيات لا يقوم بها السنة وانما عصابات البعث والتكفيريون الذين قتلوا السنة ايضا . وحتى لو رأيتم بأعينكم فلا تصدقوا اعينكم لأن القاتل والمجرم معروف .
وتحدث الشيخ الصغير عن المدعو ابو عزام قائلا : ان المجرم ابو عزام ثامر التميمي هو بطل جريمة منشأة نصر وأتساءل " هل تريد عشيرة تميم من عشائر الضحايا الثمانون ان تقاضيها عشائريا " . ونحن في الأئتلاف نفتخر ان نكون موضع اتهام لمثل المجرم ابو عزام وعزت " ابو الثلج " .
وقال سماحته ان الأخوة في التيار الصدري متجهون بقوة للأنضمام الى الأئتلاف أضافة الى الكثير من الأخوة السنة وحتى من المسيحيين الذين يريدون الدخول الى الأئتلاف , وقد انجزنا في اليومين الماضيين جزءا كبيرا من العمل وفي الأيام القليلة المقبلة ستظهر الصورة واضحة الى الجميع .
واختتم سماحته الخطبة الثانية بقوله : ان اعداءكم يريدون تفرقكم وتشتتكم فعليكم التمسك بالمرجعية وبطريقها القويم حتى نستطيع مواجهة المؤامرات التي لا يمكن ان تنال منكم اذا كنتم متحدين ولو تظافرت الدنيا عليكم .
https://telegram.me/buratha