وول ستريت جورنال : عندما زار نائب الرئيس الامريكي جو بايدن العراق، كان تركيزه على التقدم السياسي والمصالحة في العراق. كيف يؤثر برأيك دستور اقليم كوردستان (المسودة التي اقترحت مؤخرا) على هذه الجهود ؟ هل تشعر ان هناك حسن نية من جانبهم للتعاون الحقيقي مع بغداد ؟
نوري المالكي: لدي بعض الافكار والحلول التي قدمناها الى السيد بايدن. وقال بانه سيتحدث مع الكورد حول هذا. وقلت له بانه يجب ان يتركوا الاستفتاء على الدستور لان ذلك سؤدي الى مزيد من المشاكل ويخلق الكثير من الخلافات. وهذه الامور يجب ان تحل عن طريق الحوار. وول ستريت جورنال: لقد اقترب الكورد من الخطوط الخضراء (حدود العراق - إقليم كوردستان) وقد قلت بأنهم عبروا الحدود في بعض الأحيان. ولكن من جانب أخر، تحدثوا عن قلقهم بشان حملة أنفال أخرى وهي الحملة التي راح ضحيتها نحو أكثر من 100000 كوردي عندما قاد صدام حسين هذه الحملة ضد الكورد في ثمانينيات القرن الماضي). لماذا انت واثق من ان ذلك يمكن حله من خلال الحوار فقط وبدون قتال حقيقي؟
نوري المالكي: ان الحقائق الموجودة على الارض تدل على ان ضبط النفس هو احد الاشياء التي نحتاجها في هذه المرحلة.. هناك الكثير من الخلافات. ولكن هذا لا يعني ان هذه الخلافات صعبة للغاية او لا يمكن حلها. هذه خلافات فقط، ويمكن أخضاعها للدستور. نحن مستاؤون حقا بانهم اجتازوا الخط الاخضر ولكن نحن لسنا قلقين لان هناك دستورا ونستطيع ان نقول لهم بانهم انتهكوا ذلك. وهناك محاكم اتحادية.
انا اناضل من اجل وحدة العراق، ولا يمكن تقسيم العراق الى جزأين.
وول ستريت جورنال : ستذهب الى الولايات المتحدة قريبا وستكون هذه زيارتك الاولى منذ تولي الرئيس باراك اوباما منصبه. انا اعلم بان لديك علاقة وثيقة مع الرئيس جورج بوش. هل تشعر بالقلق ازاء الادارة الجديدة، وانهم لا يزالون لا يفهمونكم او يفهمون الحكومة العراقية ؟ هل تشعر بالقلق بان تكون لدى الادارة الجديدة افكار نمطية حول كونك شيعي تتحكم فيه ايران او لان مسلم، ويريد حكومة اسلامية ؟
نوري المالكي : لا، لا توجد هناك حاجة الى تفسير كل الامور من البداية. ( السادة) اوباما وبايدن من الحزب الديمقراطي، ولكنهم كانوا اعضاء في مجلس الشيوخ من قبل، وانهم اناس يعرفون تفاصيل العراق. ولكن اذا كانوا يريدون التأكد من بعض الامور، واذا كانت لديهم بعض الاستفسارات، فسأقوم بشرح كل شيء. وانا اعرف بان علاقاتي مع اوباما لاتزال حديثة، ولكنها ليست اقل مما كانت عليه مع السيد بوش وبالطبع فان ( السادة) بوش واوباما يريدون مصلحة أمريكا، وانا أبقى أريد مصلحة العراق.
وول ستريت جورنال : ما هي الرسالة التي تريد ان تنقلها اثناء زيارتكم للولايات المتحدة، لا سيما انها تاتي بعد انسحاب القوات الامريكية القتالية من المدن العراقية في الثلاثين من حزيران ؟
نوري المالكي :الرسالة ستكون تاكيد علاقاتنا وصداقتنا، وهي علاقات إستراتيجية طويلة الامد. وهناك مجالات عديدة في هذا الخصوص مثل التجارة والاستثمار. وسوف انقل رغبة العراق باقامة صداقة مع الولايات المتحدة.
لدينا انتصار موحد ضد الارهاب، وكانت هناك تضحيات من كلا الجانبين والتي ادت الى نتائج مثمرة والديمقراطية في العراق. وسنؤكد ايضا على الاتفاقيتين، اتفاقية الاطار الاستراتيجي واتفاقية الانسحاب ( الاتفاقية الامينة). لقد التقيت ايضا بالعديد من المسؤولين من الولايات المتحدة. ولكن لا تزال هناك حاجة الى الاجتماع لان الصداقة يجب ان تكون واضحة. اذا قمنا بالمزيد من الاجتماعات ولدينا بعض الاستفسارات في اذهاننا، نستطيع ان نسألهم ونجيبهم شخصيا لذلك ستكون صداقتنا واضحة.
https://telegram.me/buratha