يعد شارع محمد مهدي ألجواهري او ما يعرف اليوم في مدينة النجف الاشرف بشارع " الروان " احد أهم المعالم التجارية الرئيسية التي تشهد إقبالا واسعا من قبل أهالي المدينة للتبضع والتسوق أو لارتياد احد مطاعمها المتميزة ، بل تعد الأمر أكثر من ذلك حيث نشهد إقبالا واسعا من الزوار القادمين الى المدينة المقدسة خاصة من الدول المجاورة للعراق حيث يشهد جانبي الشارع وخاصة في وقت الذروة بالتحديد من عصر كل يوم الى ما بعد المغرب بعد ساعات حركة غير طبيعية وازدحاما شديدا سواء اكان من المارة والمتبضعين او من السيارات مما يتسبب الوضع ببضع الإرباك وتعطيل واضح لحركة السيارات في فترة الذروة تلك لكن سرعان ما ينفرج الامر مع نهاية هذا الوقت .
يواجه اصحاب المحال التجارية اليوم مشكلة يعتبرونها كبيرة جدا وهي قيام مديرية مرور مدينة النجف بقطع الشارع ذو الاتجاهين وتحويلها الى شارع ذا اتجاه واحد .
القرار المروري أصاب المحال التجاري وما يحيطها بالدهشة والاستغراب والاستنكار أيضا لان القرار – وحسب قولهم – أدى الى شلل الحركة التجارية بنسبة 70% مع إصابة مختلف الأعمال التجارية بالتوقف حتى أدى الى البعض بعرض محالهم الى البيع او حتى الإيجار.
مراسل المركز الإعلامي للبلاغ قام بجولة تفقدية للشارع للاطلاع على معاناة أصحاب المحال التجارية ولأخذ بعض الآراء المختلفة من بقية الأطراف المعنية .
السيد أثير صاحب محل تصوير في الشارع قال ": لقد ادى قرار الحكومة المحلية بجعل شارع الروان ذو اتجاه واحد الى ضرر كبير في عملنا اليوم حيث تقلص استقطاب الزبائن الى محالنا مما انعكس على القدرة الاقتصادية لدخلنا اليومي" مذكرا بان ان ايجار العديد من المحال في الشارع قد ارتفع ومنذ مدة ليست بالقليل الى أضعاف هائلة فمثلا ارتفعت اغلب الإيجارات السنوية لمحال الشارع من مبلغ 7 ملايين دينار الى 20 مليون دينار ."
مضيفا ": نطالب الحكومة المحلية من مجلس محافظة ومحافظ المدينة ومدير مرور النجف الى مراجعة قرارهم بشأن الشارع وإعادته الى سابق عهدته في حركة السير ، مؤكدا ان " الشارع لم يشهد حدوث اية خروقات امنية او تداعيات او حتى مشكلة صغيرة ، حيث ان الشارع كان ذو منفعة كبيرة لمواطني المدينة وعوائلهم التي تتجه للتبضع فيه وهو يعكس حالة اجتماعية حضارية اقتصادية كبيرة للمدينة المقدسة ."
حسين فخر الدين صاحب محل لبيع الساعات قال ": نحن نعتبر قيام مديرية مرور النجف بغلق الشارع وجعله ذو اتجاه واحد ، قد أصابنا بأضرار بالغة جدا ، حيث ادى الى قلة ورود الزبائن الى محلاتنا ."
السيد فخر الدين يؤكد – حسب قوله – ان ": اغلاق الشارع جاء لخدمة مسؤولي المدينة وضيوفهم ، بل حتى موظفي ومدراء الدوائر الحكومية الذين يستغلون وظائفهم وسياراتهم لخلق الازدحام والارتباك في الشارع من خلال وضع سيارتهم في أماكن وقوف غير منتظمة مما يتسبب باراك حركة السير في الشارع حيث لا يستطيع معظم المواطنين العاديين فعل ذلك ."
فيما شدد صاحب مطعم جنة الحارس بقوله ان ": قرار جعل الشارع ذو اتجاه واحد هو قرار غريب ، فمن الناحية الامنية ان الشارع ومنذ افتتاحه اصبح كواجه تجارية واسعة ولم تحصل فيه منذ اربعة اعوام اية حالة غير طبيعية او خرق امني ."
منوها بقوله الى " ان مشكلة صغيرة حصلت قبل شهر تقريبا مع احد ضباط المرور مقابل مطعمنا نشعر انها السبب او بداية المشكلة في الشارع ، واستدرك قائلا " بدون الدخول في تفاصيل المشكلة نؤكد ان الشارع ومنذ 10 سنوات لم يدخل أي مرحلة اعمار او تغيير تؤدي الى توجيهه الى مصاف الشوارع التجارية ، بل ان الشارع ومنذ سقوط النظام لم تكلف الاجهزة الحكومية المحلية التي تحاول جذب الاستثمار في المحافظة ، ان تقوم بتغيير الشارع او تغيير معالمه التي تتناسب والحركة التجارية فيه كرصف الشارع او عمل أي شيء اخر غير التسبب بالضرر للمواطنين ، نؤكد ان الشارع لايوجد فيه سوى محولة كهرباء واحدة فقط على طوله الذي يبلغ حوالي ال500 متر ، انا اتسائل هل يعلم المسئولون في المدينة ان الشارع ليس فيه الا محولة كهرباء واحدة ؟؟!!! .
مدير مطعم جنة الحارس دعا أيضا القيادات الامنية والمسؤولين في المدينة الى اختيار الشخصيات او لنقل الضباط الكفوئين الذين يمتلكون خبرة ودراية واسعة في التعامل مع المواطنين خاصة في الشوارع الرئيسية بالمدينة ومنها شارع الجواهري " الروان ".
من جانبها تؤكد مصادر رسمية من الحكومة المحلية ومجلس محافظة المدينة ان قرار جعل شارع الروان ذو اتجاه واحد ليس قرارا نابعا عن تصرف شخصي ومزاجي بل ان الامر نابع من دراسة تنظيمية امنية للعديد من شوارع ومرفقات المدينة تطلب معها اتخاذ اجراءات حازمة خاصة فيما يخص حركة السيارات من خلال عدم وجود بؤر او حالات ازدحام في أي مكان في المدينة خاصة في المواقع الخدمية والاستراتيجية والتجارية منها بما فيها شارع الروان ."
رجال المرور المتواجدين في الشارع وخلال عملهم اليومي في الشارع اشاروا الى ان اصحاب المحال التجارية غير راضيين مع انهم من المشكلة حيث ان عرض معظمهم للبضائع على الرصيف المخصص للمارة والمواطنين جعل من الناس تنزل الى الشارع للمشي مما تسبب بجزء من الازدحام ، ثم ان هذا الازدحام لايحصل في الشارع الا في اوقات الذروة وهي تبدا من ساعات العصر الى مابعد المغرب ثم ينتهي الازدحام .
وقد شدد رجال المرور على انهم محرجون من استغلال الكثيرين من موظفي ومنتسبي بل ومسؤولي الدوائر الحكومية مناصبهم لاماكن نعتبرها ممنوعة لايقاف سيارتهم يشاركهم العديد من المواطنين هذه المخالفات مم يجعلنا في حرج وتوتر دائم مع المواطنين .
من جانب اخر اكد مصدر في اللجنة الامنية – رفض الكشف عن اسمه – ان قرار تغيير الشارع الى اتجاه واحد ليس له علاقة بالمسائل الامنية على الاطلاق.
ومع الاخذ والرد في قضية شارع الجواهري او الروان كما يسمى اليوم ، يطالبون اصحاب المحلات التجارية والمواطنين على حد سواء من الحكومة المحلية ايجاد صيغه شفافة ودراسة جدوى مركزة لمثل هكذا قرارات تتخذ في الاماكن الاستراتيجية في المدينة لكي لاتنعكس على خلفيات ومشاكل يكون الجميع في غنى عنها من جهة ومن جهة اخرى ان ابراز معالم المدينة المقدسة من السياحية منها والدينية بشكل لائق من كافة الجوانب .
https://telegram.me/buratha