شارك سماحة السيد الحكيم التجمع الجماهيري الكبير الذي اقيم في نادي الصناعة ببغداد لتأييد قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة (290) . وعلت صيحات الجماهير المحتشدة والتي لم يتسع لها ارض الملعب علت صيحاتهم بالهتافات والاهازيج مجددة العهد للمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف والمتمثلة بالامام السيد السيستاني دام ظله ولشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم قدس سره . كما عاهدت الجماهير السيد عبد العزيز الحكيم بمواصلة المسيرة على نهجه وخلف رايته المباركة في الحفاظ على المقدسات وبناء العراق الجديد.
وفيما يلي نص كلمة سماحة السيد الحكيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.السلام عليك يا ابا عبد الله..السلام عليكم ايتها الجماهير المحتشدة في هذا المكان.السلام عليكم وعلى كل العراقيين في كل مكان.احييكم يا أبناء بغداد الحبيبة، وأُجدّد معكم عهد المحبة والوفاء، وانتهز هذه الفرصة الطيبة لاشكركم على حضوركم في هذا المكان، مع كل ما غمرتموني به من العواطف النبيلة، ويطيب لي في هذه الفرصة ان ابادلكم نفس مشاعر المحبة والاخلاص.ايها المؤمنون الحسينيون.نجتمع اليوم هنا في بغداد لنتحدث اليكم حديث القلب الى القلب، حديث الهموم والتطلعات والآمال المشتركة.فقد كنّا وما زلنا ننظر الى بغداد ـ بتاريخها وحضارتها وصيتها الذي طار في الآفاق ـ نظرة الاحترام والتقدير والاعجاب.بغداد هذه التي كانت يوماً ما عاصمة لاقوى دولة في العالم، تعرضت الى ما تعرضت له مدن العراق الاُخرى من الدمار والتخريب، والغزوات تتبعها الغزوات المدمِّرة، حتى تحوّلت مرات عديدة الى مدينة خرائب وأشباح.لكنها كانت على الدوام تستعيد عافيتها ورونقها، وعنفوانها وانطلاقتها من جديد لتمارس دورها البنّاء في الحياة العراقية والإسلامية والعربية.هذه المدينة المتنوعة الأعراق والألوان والانتماءات أضافت إلى العراق تنوعاً آخر اكثر شمولاً ففيها يجتمع العراق بكل تلاوينه المذهبية والقومية والدينية، والناس فيها جميعاً يتعايشون كالأهل والأحبة، وقد ربطت بينهم اواصر المحبّة ما يفوق احياناً وشائج القربى والنسب والدم.بغداد الحضارة والأدب ومعاهد العلم يجب أن تعود إلى سابق عهدها، مركز إشعاع وعطاء، تعود الى مجالسها الأدبية والعلمية وندوات عوائلها المعروفة حيث مطارحة الأفكار في العلم والأدب والشعر والسياسة.وإذا كنا نريد لبغداد أن تنعم بالإعمار والأمان والتقدم والازدهار، كما نطلب ذلك لبقية المحافظات، فإننا حريصون أيضا على عودة بغداد الى موقعها الطبيعي بين عواصم العالم المتحضر لتمارس دورها البنّاء في محيطها العربي والإسلامي.بغداد عاصمة العراق، بل هي وجه العراق وبوابته على الدنيا، إنها رسالة العراق المهمة الى العالم، وعلينا جميعاً ان نحرص على حسن أداء هذه الرسالة وإغنائها بالدلالات المعبرة عن مضمونها الحضاري والانساني العريق.ان بغداد لا يمثلها شارع جميل هنا وجسر ضخم هناك، بل هي بكل مكوناتها في المركز والأطراف، وعلينا ان نعمل بكل جهدنا كي نحول المناطق المحيطة بالعاصمة إلى مناطق لا تختلف في إعمارها وأمانها وتطورها عن المركز.علينا ان نجعل من مدينة الصدر والشعلة والشعب والحسينية والكمالية والعبيدي والغزالية والكرخ والطارمية وغيرها من المناطق المحرومة في بغداد مدناً جميلة لا تختلف عن مركز بغداد وغيرها من مدن العراق.وإننا بهذا الصدد نشير الى أن خطة (10×10) التي تهدف الى تطوير مدينة الصدر وجعلها في مصاف المدن الحديثة، هي من المساعي الخيرة التي تبناها وخطط لها اخوانكم من تيار شهيد المحراب ( رض)، ايمانا منهم بضرورة الوقوف الى جانب المحرومين. علينا ان ننظر الى بغداد على انها نسيج واحد، مدينة واحدة، رسالة واحدة، علينا ان نقضي على كل ما من شأنه الايغال في الطبقية الاجتماعية التي تحجز على المواطنين الشعور بالدرجة الواحدة من المواطنة.وبغداد النسيج الواحد، فيها الكاظمية المقدّسة بما تعطيه من المشاعر ومعاني الانتماء، وذكريات الشيخ المفيد والشريفين الرضي والمرتضى، والشيخ الطوسي شيخ الطائفة، وبغداد مقر السفراء الاربعة للامام المهدي عجل الله فرجه الشريف.بغداد التنوع هذه، فيها الاعظمية وفيها مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني، وفيها مراقد الأولياء والصالحين من كل المذاهب الاسلامية، وهي كلها تعطي للمدينة الكبيرة طابع الانتماء المتعدد الذي ينصهر في الانتماء الموحد للوطن العراقي.بغداد التي نريدها، هي التي تعطي للجميع حقوقهم، ولا يتعالى فيها أحدٌ على أحد، بل الجميع يشعرون بالشراكة الحقيقية والواقعية والوطنية في كل الواجبات والحقوق.لقد أراد النظام البائد لبغداد ان تكون مصدراً للتمايز والتمييز بين العراقيين، فقد ارادوا لها ان تكون موطناً لوافدين من مدن دون أخرى، وبهذه السياسة العنصرية ارتكب جريمته الكبرى ضد اخواننا من الكرد الفيلية، فشرّدهم عن بلادهم واحتجز شبابهم في سجونه حتى انقطعت اخبارهم في تلك السجون، ومنع آخرين من السكن وشراء الأراضي فيها بحجج مختلفة، لكن واقع بغداد رفض ذلك ووقف بوجه الطغيان فكانت بغداد بحقّ مرجل الثورة والرفض والغضب الذي يغلي على الدوام ضد ذلك النظام البغيض.وكانت الشعائر الحسينية المنطلق الكبير والأساس في تحريك المواجهة بين النظام البائد وبين اهالي بغداد الكرام.هذه الشعائر التي أينما وُجِدَت حرّكت في الجماهير قوّة المواجهة ضد الظلم والطغيان والإرهاب، وقد استمرت هذه السياسة البغيضة في محاربة الشعائر من قبل التكفيريين والصداميين، لكن الجماهير الحسينية استطاعت ان تصمد بوجه كل عواصف الإرهاب الهوجاء، فكانت هذه الشعائر الزلزال الذي قضى على كل فلول الإرهاب الأعمى.ان شعائر الامام الحسين( ع)، هي رمزنا وعنوان كرامتنا وهويتنا، وعلينا المحافظة على هذه الرمزية والكرامة والهوية، مهما حاول الأعداء منعها او محاربتها بشتى الصور.واننا حين نتحدث عن الشعائر الحسينية لانفعل ذلك لهدف انتخابي، فقد كنا نفعل ذلك على الدوام قبل الانتخابات، لأننا نعتبر إحياء الشعائر الحسينية التزاماً بتوصيات أئمة أهل البيت عليهم السلام.إن تيار شهيد المحراب أيها الأعزاء يتعرض إلى هجمة واسعة من قبل أطراف متعددة، ولكننا ـ مع ذلك ـ لن نتراجع عن مبادئنا ومنهجنا في الارتباط بأهل البيت عليهم السلام، وقد تعرّض شهيد المحراب قبلنا الى ألوان من التُهَم الباطلة، ولكنه استمر في منهجه في المواجهة حتى شهادته المباركة، ونحن سائرون على نهجه، فما يهمنا هو أن نعمل من أجل شعبنا، ولن يهمنا إطلاقاً هذه التهمة الباطلة أو تلك من هذه الفضائية أو تلك، المهم عندنا العمل وشعبنا هو القادر على تقييم الرجال الصادقين الذين عملوا بكل جهد واخلاص.إننا حين نتحدث اليوم عن بغداد علينا ان نستذكر سفرات المرجع الأعلى الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره الشريف) اليها واهتمامه بمختلف سكانها واللقاءات المتعددة بهم وبالخصوص الطبقات المحرومة والفقيرة، ومن ناحية اخرى كان يمثل مطالبات الناس من الدولة والحكومة.أيها الأعزاء الكرام.لقد أعلنّا يوم الأول من صفر يوماً اسلامياً لمناهضة العنف ضد المرأة، وإنني هنا أجدد الدعوة إلى كل العلماء من أصحاب الفكر والأُدباء والشعراء ومؤسسات المجتمع المدني والمرأة العراقية إلى الاهتمام بهذا الموضوع الذي هو من صلب عقيدتنا الدينية والانسانية.كما أدعو العلماء والمفكرين الى التأصيل النظري لهذا الموضوع والاسترشاد بالقرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة وسيرة أهل البيت عليهم السلام والتي حرمت كلها الظلم والعدوان، ووضعت العقوبات الرادعة لمن يمارس العدوان ضد الآخرين.إننا نقف اليوم هنا ولا يفصلنا عن يوم انتخابات مجالس المحافظات سوى يومين، وإنني أنتهز هذه الفرصة الثمينة لأتحدث بالأمور التالية:1ـ إن هذه الانتخابات مهمة جدّاً كونها تمثل حدّاً فاصلاً بين مرحلتين، وعلى جميع الإخوة والأخوات ان يشاركوا فيها بشكل واسع، وعلى الجميع ان يقاوموا كل الضغوطات وعمليات التهديد التي تحاول منعهم من المشاركة فيها.2ـ أدعو الأجهزة الأمنية إلى بذل كل جهودها ومساعيها من أجل تأمين انتخابات آمنة، والتجاوب مع شكاوى المواطنين ضد أي عمليات تهديد أو منع من المشاركة في الانتخابات.3ـ أدعو المفوضية العليا للانتخابات التي بذلت جهوداً كبيرة من اجل إجراء هذه الانتخابات الى التعامل السريع والعاجل مع الحالات التي تبرز اثناء الانتخابات، وهي الحالات التي قد تمنع أو تعرقل مشاركة قطاعات واسعة أما بسبب بُعد المراكز الانتخابية عن الناخبين، أو بسبب وجود المراكز في مناطق غير آمنة، وذلك عبر ارسال محطّات سيّارة او أي معالجة أُخرى مناسبة.4ـ أدعو كل المواطنين الكرام إلى التحرّي والتمحيص الدقيق ليمنحوا اصواتهم إلى المرشحين الأكْفاء المخلصين الذين يضعون خدمة المواطن في أول أولوياتهم.5ـ إن التزوير هو آفة كل انتخابات وهو يمثل سرقة من أقبح أنواع السرقات، فهو سرقة للعقل والإرادة والرأي، ولذلك أُحذّر من هذه الآفة وأدعو الجميع إلى العمل على منع التزوير، لأنه مهما كان فسوف يتضح ولو بعد حين، كما أدعو المفوضية الموقرة الى إتخاذ التدابير الحازمة والحاسمة في منع التزوير ومعالجته ـ إذا وقع لا سمح الله ـ ضمن القانون.6ـ إنني أُؤكّد على مبدأ المحاسبة والمتابعة، و أعلن هنا لكم وأمام الجميع، إن مرشحينا في بغداد وفي كل المحافظات سيكونون أول من نحاسبهم اذا أخلّوا بالتزاماتهم التي قطعوها للناس ولنا، وهي التزامات كانت سبباً رئيسياً في اختيارنا لهم ليكونوا عوناً لكم في توفير الحياة الحرة الكريمة.7ـ مرة أُخرى نؤكد هنا اننا نمد يد التعاون لكل القوائم الفائزة والمرشحين الفائزين في كل المحافظات العراقية، لأن هدفنا بناء دولة المشاركة، وليس دولة الانفراد والتسلط، نريد ان نبني دولة المواطن وليس دولة المسؤول، دولة الأُلفة والمحبة والتعاون وليس دولة القطيعة والبغضاء والتناحر.نريد ان نبني عراقاً لكل العراقيين، ومثل هذا العراق لا يمكن ان يتحقق من دون مساهمة الجميع في بنائه، وهذا هو الذي نسعى اليه.وقضية اخرى لابد من الاهتمام بها وهي تحويل مدينة بغداد الى اقليم مستقل حسب ما ورد في الدستور، ولابد ان يتم العمل به بعد اجراء الانتخابات.وختاماً لا يسعني إلاّ أن أُعبّر لكم عن شكري واعتزازي بكم وبمشاعركم الفياضة النبيلة، سائلا الله عزوجل أن يحفظكم ويرعاكم ويجنبكم كل مكروه، وان يتقبل أعمالكم وجهودكم.كما أسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ كل مراجعنا العظام وفي مقدمتهم سماحة الامام السيد السيستاني( دام ظله العالي)، وأن يتغمد المراجع الشهداء ولاسيما الصدرين الكبيرين، وشهيد المحراب الخالد، وكل شهداء العراق وأموات المؤمنين والمؤمنات برحمته الواسعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
https://telegram.me/buratha