كما شدد على ضرورة الوقوف بوجه جميع السلوكيات التي تتقاطع مع الدستور .
وان العراق الجديد بحاجة الى خطوات تعزز دور المواطن وتوفر له الخدمات وتحقق التوزيع العادل للثروة على المحافظات حسب النسب السكان والمساحة الجغرافية ومقدار الضرر الذي لحق بها ، مما سيوفر فرصة تنموية كبيرة في جميع المحافظات ويساعد على التقليل من احتكار الصلاحيات .جاء ذلك لدى لقاء سماحته بجمع غفير من ابناء محافظة السماوة الذي حضر من جميع اقضيتها ونواحيها ويمثل شيوخ ووجهاء وابناء العشائر في المحافظة ونخبها وكوادرها ظهر الاثنين 19/1/2009 في محافظة السماوة التي يزورها حاليا ناقلا تحيات ودعاء سماحة السيد الحكيم .وخاطب سماحته الحشود قائلا : السلام عليكم يا ابناء محافظة المثنى ايها المؤمنون المضحون ، يا ابناء ثورة العشرين يا ابناء التضحيات والشهادة ولا يفوتني الحديث عن ابنكم البار الشهيد السعيد محمد علي الحساني محافظ السماوة السابق الذي سقط شهيداً مظلوماً و ذهب الى ربه يشكو ظلم من ظلمكم وظلمه ، كما استذكر سماحة السيد عمار الحكيم الشاعر الحسيني الكبير المرحوم الشيخ ياسين الرميثي صاحب القصيدة الشهيرة (ياحسين بضمايرنا) والذي كثيرا ما خلد ذكرى الامام الحسين (ع) في قصائده معتبرا سماحته ان الامام الحسين يمثل الهوية لكل محبيه واتباعه ، كما استحضر سماحته دروس الرعاية التي قدمها الامام الحسين (ع) وشمل بها الاطفال والنساء وما قدمه اخيه ابي الفضل العباس (ع) في هذا المجال من نموذج سامي حين أستأذن الامام الحسين (ع) وهو حامل لواءه ، وذهب الى المشرعة ليملأ القربة بالماء ورغم قطع يديه اليمنى واليسرى الا انه لم يعبأ بذلك فقد كان همه ايصال الماء الى الاطفال والنساء ، وردد سماحته هتاف :نعم نعم لرعاية النساء والاطفال نعم نعم للحسين ابد والله ما ننسى حسيناه هيهات منا الذلة .ورددت الجموع الحاضرة الهتاف معه ، ثم اكد سماحته مخاطبا ابناء محافظة السماوة : ايها الاعزاء اننا بحاجة اليوم الى هذا الدرس العظيم من الامام الحسين (ع) في بناء تجربتنا ، واننا بحاجة الى روح المحبة والتسامح وأشاعة روح الرعاية والاهتمام ولذلك اهتم دستورنا بهذه القضية وحدد النظام الذي يؤسس لدولة المواطن ودولة المؤسسات ، مشددا على ان المواطن اولا هو الشعار الذي يجب رفعه كل يوم و ان نعمل لأجل خدمته وحريته ورفاهيته وندعه يمارس دوره في ادارة بلده ، يجب الاهتمام بتعليم الموطن وصحته وامنه واستقراره وحقوقه وان هذه المفاهيم والاسس المهمة يجب اعتمادها في بناء دولة المواطن . فالمسؤول في الدولة ليس مسؤولا متسلطا انما هو خادم للناس وهو موظف بدرجة رفيعة واستذكر سماحة السيد عمار الحكيم قول شهيد المحراب (قده) عند دخوله الى ارض الوطن وزار محافظة السماوة والتقى ابناءها حيث كان يقول ( اتمنى ان انزل لكم واحتضنكم واحداً واحداً واقبل ايديكم واحداً واحداً ) مشيرا سماحته الى ان هذه الاخلاقية هي التي تبني دولة المواطن كما استحضر مواقف سماحة السيد الحكيم حين يدعو (اللهم وفقني لأكون خادم للناس ما دمت حياً) ، وعبر سماحته عن اسفه الشديد لعدم استكمال بناء دولة المواطن رغم مرور خمسة اعوام على سقوط النظام البائد، وان السلوكيات العامة والقوانين والضوابط والتعليمات التي حكم بها بعض المسؤولين هي قوانين دولة المسؤولين وليس المواطنين وان الامكانات والمميزات والصلاحيات كلها للمسؤول ودور المواطن يعاني من التهميش ولفت سماحته الى ان الصلاحيات محتكرة بيد الحكومة ومؤسساتها والمواطن ليس امامه الا ان يتحول الى عامل في مؤسسات الدولة وان كل جهد خارج ذلك يحاصر بسيل من القوانين ، وتساءل سماحته لماذا لا تمتلك الاراضي لمصلحيها ، كما اشار الى مشاريع الصحة والتربية والتعليم تقر بعيداً عن مشورة مجالس المحافظات ، ثم وجه خطابه قائلا :انني من هذا الموقع وبأسمكم اقول كفى احتكاراً للأمكانات والميزانيات والصلاحيات ، كفى استغلالاً للمال العام والمواقع الحكومية من قبل هذا المسؤول او ذاك .ثم اكد سماحته على اننا بحاجة الى ان نقف بوجه كل الخروقات الدستورية وان نرشد المسار ونصحح الاتجاه ونعمل على اطلاق الصلاحيات وتفعيل دور المواطن واحداث حالة التنمية الشاملة في البلاد والوقوف بوجه كل انواع الفساد الاداري . كما دعا الى تفعيل مبادرة السيد الحكيم المتمثلة بالحملة الوطنية لمكافحة الفساد الاداري حاثا جميع منظمات المجتمع والواجهات الاعلامية ان تتحمل مسؤولية مضاعفة في ذلك . واكد على اننا بحاجة الى خطوات تعزز دور المواطن وتوفر له الخدمات وتحقق التنمية الشاملة والتوزيع العادل للثروة على المحافظات حسب النسب السكان والمساحة الجغرافية ومقدار الضرر الذي لحق بها مما سيوفر فرصة تنموية كبيرة في جميع المحافظات ويساعد على التقليل من احتكار الصلاحيات ولذا ندعو الحكومة الموقرة الى اعادة موازنة 2009 من مجلس النواب لصياغتها على هذا الاساس ومن ثم ارجاعها اليه ، كما دعى الحكومة الموقرة الى تفعيل نظام التأمين الصحي وشمول جميع المواطنين به . ثم وجه سماحته خطابه الى ابناء محافظة السماوة قائلا : ايها الشرفاء ان المرحلة المقبلة تحمل في طياتها تركيزاً متزايداً على مسألة الخدمات وتوفير مستلزمات الرفاه وتشغيل العاطلين واستصلاح الاراضي وتوفير المياه والاسمدة و ان ابناءكم من تيار شهيد المحراب جادون وعازمون على بذل الجهود الكبيرة لأسعادكم وتوفير الخدمات الضرورية لأبناء المحافظة وانها لفرصة ثمينة ان يتصدى ابناء المحافظة لأدارة شؤونها مؤكدا ان البصمات التي تركها الشهيد الاستاذ محمد علي الحساني ستستمر بخطى ثابتة ولن يتخلى ابناءكم في تيار شهيد المحراب عن الالتزام الشرعي والاخلاقي والوطني . ان الانتخابات المقبلة في المحافظات تتطلب مشاركة واسعة فاعلة أخرجوا اليها مجتمعين مكبرين مهللين اخرجوا ببيارقكم واهازيجكم ، نساءكم ورجالكم ، اجعلوها ملحمة وطنية شاركوا بكثافة ودققوا في خياراتكم ، كلنا استمعنا الى البيان الذي اصدره مكتب الامام السيد السيستاني (دام ظله) والذي يؤكد على اهمية المشاركة في الانتخابات والتدقيق بالخيارات .ثم اكد سماحة السيد عمار الحكيم قائلا : معكم معكم على نهج شهيد المحراب ونهج المرجعية ونهج الحسين في بناء الوطن ، واشار سماحته الى مؤتمر القمة الذي يبتدا اعماله في الكويت هذا اليوم بعد عدة اجتماعات عقدت في الدوحة وشرم الشيخ معبرا عن تطلع الشعب العراقي الى قرارات ايجابية بشأن الشعب الفلسطيني والظلامات التي يتعرض لها قطاع غزة .واختتم سماحة السيد عمار الحكيم كلمته قائلا : ايها الاعزاء احييكم جميعاً يا ابناء المثنى من حضر ومن لم يحضر ، من يتفق معنا و من لم يتفق ، احيي العلماء الاعلام واحيي العلامة الشيخ مهدي السماوي ، احيي العشائر العراقية وعوائل الشهداء والمنكوبين والمحرومين واحيي الارامل والايتام واحيي المراجع العظام وفي مقدمتهم الامام السيستاني .
https://telegram.me/buratha