توفي في بغداد مساء اليوم الاثنين العلامة د.حسين علي محفوظ، على إثر أزمة قلبية بالعاصمة بغداد. وكان العلامة محفوظ الملقب بـ”شيخ بغداد” يعاني من أزمة صحية منذ نحو اسبوع، قبل أن يفارق الحياة مساء اليوم الاثنين في مستشفى ابن البيطار بالعاصمة بغداد.
والدكتور محفوظ من مواليد عام 1926، وهو عالم متخصص باللغات الشرقية وله العديد من المؤلفات والإسهامات الفكرية والثقافية، حيث شغل كرسي الأستاذية في كلية الآداب جامعة بغداد، فضلا عن منحه العديد من الشهادات الفخرية من جامعات أجنبية.والفقيد من أسرة علمية عريقة في مدينة الكاظمية شمال غربي العاصمة بغداد، تعرف بال محفوظ وتنتمي لقبيلة بني أسد العربية، وأكمل دراسته الأولية والجامعية ما بين الكاظمية وبغداد، في حين أكمل دراسته العليا في إيران وكذلك في إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
وفضلا عن الدراسة الأكاديمية، فان العلامة محفوظ مجاز من الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، وبذلك يكون قد جمع بين التخصصين العلمي والديني وعلى أرفع مستوى. والعلامة محفوظ عاشق لبغداد، وكتب الكثير جدا من المؤلفات والمقالات عنها وعن مدينته الكاظمية، وكان في أيامه الأخيرة يعتز كثيرا بلقب “شيخ بغداد”.
ويعد العلامة محفوظ من أعمدة المجالس الأدبية والثقافية البغدادية، ومنها الخاقاني، الشعر باف، السيد هبة الدين الشهرستاني، منتدى بغداد الثقافي، الربيعي، الصفار، على سبيل المثال لا الحصر. وكانت للفقيد محفوظ الكثير جدا من الإسهامات الصحفية، ومنها مثلا، في جريدة الجمهورية، ومجلة المصور العربي، ومن آخر ما نشر له مقال عن بيت الحكمة أمس الأحد بملحق بغداديات بجريدة الدستور. ويعد العلامة محفوظ حجة ومرجعا في علم الأنساب، وهو أيضا من عشاق التراث العربي والإسلامي ومن كبار المعنيين والمتخصصين بحفظ الوثائق والتعامل معها.وقد عاصر كبار علماء ومثقفي وأدباء عصره، ومن أقربهم إلى نفسه عالم الاجتماع العراقي الأبرز د.علي الوردي، اتلذي يمت له بصلة قرابة.وكان الفقيد محفوظ يعاني في سنواته الأخيرة من الوحدة، إذ توفيت زوجته قبل سنوات في لندن، حيث يعيش ولده الوحيد “علي” ويعمل طبيبا هناك. ويؤمل تشييع جثمان الفقيد غدا الثلاثاء الساعة الثامنة صباحا حيث سيدفن في النجف الأشرف.
https://telegram.me/buratha