تدرس الحكومة العراقية مشروع قانون لإقامة العاصمة الاتحادية للبلاد في المنطقة الخضراء وذلك بعد أسبوع من إعلان انسحاب القوات الأميركية منها وفقا للاتفاقية الأمنية لانسحاب القوات الأجنبية التي وقعها العراق والولايات المتحدة. وقال عضو مجلس مدينة بغداد صلاح عبد الرزاق "ندرس حاليا إقامة العاصمة الاتحادية للعراق الجديد في المنطقة الخضراء وهناك مشروع قانون يجري الأعداد له".
وذكر أن هناك فكرتين للعاصمة الاتحادية هل هي بغداد بكل قواطعها؟، أم هي فقط المنطقة الخضراء، التي ستكون العاصمة الاتحادية؟". وأضاف عبد الرزاق -الذي يشغل منصب مسؤول العلاقات والإعلام في مجلس محافظة بغداد- "قدمنا مشروع قانون لتشكيل العاصمة الاتحادية، يعني شيئا يشبه مدينة واشنطن وهذا يحتاج إلى خدمات ورئيس بلدية ورئيس مجلس بلدي ومجلس محلي يرتبط بأمانة مجلس الوزراء ولها ميزانية خاصة وتكون خارج سلطة مجلس محافظة بغداد".
وحول التبعية الإدارية للمنطقة قال "المنطقة الخضراء تابعة حاليا إلى محافظة بغداد ولدينا داخل هذه المنطقة حي التشريع وحي كرادة مريم وهذه المناطق كانت متروكة ولا يمكن الدخول إليها وخدماتها لا تدار من قبل الجانب العراقي بل الجانب الأميركي". وفيما يتعلق بالأملاك الموجودة في المنطقة أوضح أن قسما منها يعود إلى أمانة بغداد ومحافظة بغداد ولا توجد حتى هذا الوقت سلطة فعلية عليها ونأمل أن يكون هناك تعاون بين أمانة مجلس الوزراء المسؤولة عن أملاك المنطقة الخضراء لحسم هذا الموضوع".
وقال عبد الرزاق "هناك طلبات لإعادة ملكية الدور السكنية إلى أصحابها وهي كانت مؤجلة لأن الكثير من هذه الأملاك تم الاستيلاء عليها من قبل الجانب الأميركي وشركات أجنبية وجماعات أخرى بدون إذن من أصحابها الشرعيين وبدون بدلات إيجار وهناك خطط للحكومة العراقية بإخلائها وفق ضوابط".
وأعرب عبد الرزاق عن الأمل في "أن تفتح كل الشوارع المغلقة داخل المنطقة الخضراء وفي محيطها بعد تحسن الوضع الأمني الذي تشهده بغداد، ولم يعد هناك مبرر لإبقاء هذه الشوارع مغلقة خلال العام الحالي، بالإضافة إلى رفع الكتل الإسمنتية". ومن المنتظر أن تتولى قوات عراقية مسؤولية الإدارة الأمنية داخل المنطقة الخضراء إلى جانب عدد محدود من القوات الأميركية.
وبحسب مصادر أمنية عراقية فإن السلطات الأمنية ستشرع بإزالة الكتل الإسمنتية وإعادة افتتاح الشوارع المحيطة بالمنطقة الخضراء بالقرب من فندق الرشيد باتجاه ساحة النسور في جانب بغداد الكرخ والاستعداد لإعادة افتتاح شوارع أخرى وفق المقتضيات الأمنية على الأرض.
ورغم التحصينات والإجراءات الأمنية المشددة فإن هذه المنطقة تعرضت خلال أكثر من خمسة أعوام لعمليات قصف صاروخي وانفجارات بأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة استهدفت بواباتها وراح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح غالبيتهم من العراقيين العاملين في مجالات خدمات البناء والتنظيف.
وتتميز المنطقة الخضراء بوجود بوابات ضخمة بنيت على شكل أقواس وبطراز إسلامي وأخرى بنيت على شكل قبة تمثل بيت المقدس في القدس، واقتطعت القوات الأميركية مساحة مائة هكتار في جانب شارع الكندي من المنطقة الخضراء لتشييد أكبر سفارة للولايات المتحدة في العالم حيث تضم 27 مبنى بارتفاع أربعة إلى خمسة طوابق تضم مساحات خضراء وملاعب ومناطق ترفيهية وقاعة للألعاب الرياضية يعمل فيها 1200 موظف معظمهم من الأميركيين وعدد غير قليل من العراقيين.
وتتسع هذه السفارة لأكثر من عشرين ملحقية تهتم بشؤون العلاقات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والعلمية والهجرة والثقافة والفنون والشؤون القنصلية. وتولت شركة كويتية تنفيذ مشروع بناء السفارة الأميركية في فترة استمرت ثلاث سنوات بكلفة بلغت حوالي ستمائة مليون دولار
https://telegram.me/buratha