يبدي الموصليون اندفاعهم للمشاركة في انتخابات مجلس محافظة نينوى المقبلة، بعد أن قاطعوا انتخابات البرلمان ومجلس المحافظة التي جرت في 31 كانون الثاني يناير 2005، ويقولون إن تلك المقاطعة جرت عليهم الويلات حيث الوضع الأمني المتردي وتراجع الخدمات والاعمار بشكل كبير.
وقال جاسم ذنون (42 عاما) يعمل سائق تاكسي “أنا نادم لأني لم اشترك في الانتخابات السابقة وهناك فرصة لتصحيح ذلك الخطأ لأني سأشارك في الانتخابات المقبلة”، وأضاف لـ (أصوات العراق) أن مقاطعة الانتخابات السابقة “كانت خطأ ارتكبه أهالي الموصل”، وتابع أن “مقاطعتنا للانتخابات السابقة تسببت بتشكيل مجلس لم يمثلنا ولم يقدم لنا شيئا، وعلى أهل الموصل ان يصححوا ذلك بالمشاركة هذه المرة”. وبرر ذنون مقاطعته للانتخابات الماضية بكونه “لم يكن متأكدا من تأثيرها على أوضاع المدينة بهذا الشكل”.
ويؤمل أن تجرى انتخابات مجالس المحافظات في عموم العراق باستثناء كركوك وإقليم كردستان، يوم 31 كانون الثاني ينتير 2009 الجاري. وهناك الكثير من المؤشرات الدالة على أن لدى أهالي محافظة نينوى الرغبة القوية بالمشاركة في الانتخابات المقبلة حيث حققت المحافظة المركز الأول على مستوى محافظات العراق بما في ذلك العاصمة بغداد في عملية تحديث سجل الناخبين التي جرت في تموز يوليو الماضي.
وقال مدير مكتب نينوى لمفوضية الانتخابات عبد الخالق الدباغ لـ (أصوات العراق) إن عدد الناخبين الزائرين الذي شاركوا في تحديث بياناتهم “بلغ 575,543 ألف ناخب وهي أعلى نسبة مشاركة لمراكز التسجيل بين المحافظات بما فيها بغداد”. وأفاد أن ثقافة المواطن الموصلي باتجاه الانتخابات “تكاملت في الوقت الحالي”، مشيرا إلى أن هذا الناخب “أصبح على قناعة أنه بدون المشاركة بالانتخابات لن تجري الرياح بما تشتهي سفنه”، على حد تعبيره. وتابع “لأن محافظة نينوى أصابها الحيف الكثير وإقناع المواطن لموصلي بالعملية الانتخابية أصبحت متكاملة 100%”، وأردف أن “اقتناع الناخب الموصلي بالعمل الانتخابي جاء على خلفية ارتباطه بمستقبل مدينته ووعيه بالتفاصيله اللازمة لإعادة المدينة إلى دورها الريادي السابق على مستوى البلاد”.
من جهته رأى د. محمود عبد الرحمن التدريسي في جامعة الموصل، وعضو مركز بنيان للعمران البشري في المدينة، أن الإقبال على المشاركة في الانتخابات المقبلة “سيكون كبيرا بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية في محافظة نينوى”، لاتا إلى أن هناك “قناعة في الشارع الموصلي بأن التغيير يكون من المجلس المحافظة، خصوصا بعد - إخفاق المجلس الحالي بتوفير الأمن وتقديم الخدمات للسكان”.
وذكر د.عبد الرحمن لـ (أصوات العراق) أن المقاطعة السابقة للانتخابات “كانت من جراء رفض الأهالي الطاغي للاحتلال”، مشيرا إلى أنه العديد من الإشكالات السياسية كانت موجودة بشأن العمليات العسكرية التي تعرضت لها بعض المدن السنية مثل تلعفر والفلوجة والتي عدها الموصليون اعتداء على السنة لإقصائهم عن الحكم”. واستطرد أن الأسباب السابقة “أدت إلى عزوف عدد كبير من الناخبين خصوصا مع مقاطعة أحزاب كبيرة ومهمة الانتخابات مثل الحزب الإسلامي ”، وزارد “لم تكن هناك قائمة مميزة للعرب السنة في نينوى في تلك المدة ممكن أن تتوجه إليها أنظار الموصليون”.
وبحسب بيانات رسمية فان نسبة مشاركة سكان محافظة نينوى في انتخبات مجالس المحافظات في 31 كانون الثاني يناير عام 2005 لم تجاوز 17% من الذين يحق لهم التصويت. ويتكون مجلس محافظة نينوى الحالي من 41 مقعدا يشغل التحالف الكردستاني 31 منها وخمسة مقاعد للمجلس الأعلى الإسلامي، ومقعدان لكل من الحزب الإسلامي العراقي والعشائر العربية.
وقالت فاطمة حسن أحمد (33 عاما) ربة بيت متزوجة ولديها ثلاثة أطفال “انتظر يوم الانتخابات للمشاركة لتغيير واقع المحافظة، وبينت أن “أوضاع الموصل سيئة جدا من حيث الأمن والخدمات واعتقد إذا شاركنا في الانتخابات يمكن أن ندخل أشخاص جدد إلى المجلس لتغيير الوضع نحو الأحسن”. وأضافت لـ (أصوات العراق) أنها في الانتخابات السابقة لمجلس محافظة نينوى “لم تتمكن من المشاركة بسبب اضطراب الوضع الأمني والتهديدات التي كانت تطلقها الجماعات المسلحة بحق كل من يشارك بالانتخابات”.
وحاول جاسم ذنون أن ينتظم بطابور السيارات بالقرب من إحدى نقاط التفتيش في الجانب الأيسر من الموصل للدخول إلى منطقة سكناه قائلا في بغداد “تم عزل المناطق بسبب العنف الطائفي، وفي الموصل بدل أن يوفروا الأمن قاموا بوضع حواجز كونكريتية حول احياء عديدة في الموصل”، وتابع “اعتقد أنها نفذت بمبالغ اعمار المدينة لأننا لم نر أي مشروع خدمي مهم في الموصل سوى حواجز كونكريتية وإعادة تبليط أرصفة هي بحالة جيدة”، بحسب قوله. وزاد أما الكهرباء والمجاري والماء وإنشاء البنايات فهذا “نراه في محافظات أخرى عبر شاشة التلفاز”، مبينا أن ذلك من “نتائج مقاطعتنا لانتخابات مجلس المحافظة وهو بالتحديد ما يحفزنا لنشارك بقوة في الانتخابات المقبلة لتصحيح الخطأ .
https://telegram.me/buratha