ودعا سماحة الحكيم في الكلمة التي ألقاها صباح اليوم الثلاثاء في التجمع الحسيني الذي يقيمه سماحته كل عام في التاسع من محرم بساحة مسجد الخلاني في بغداد، الى تفعيل وثيقة الاصلاح الوطني التي أقرّت في مجلس النواب باعتبارها المدخل الصحيح لتعديل المسارات ووضع الأمور في نصابها وتحقيق مبدأ المشاركة الحقيقية لأن أي انتقاص من هيبة الدستور أو الخروج عليه يقود البلاد الى الفوضى والتخلف والرجوع الى عهد الانفراد والديكتاتورية التي قاتل العراقيون وتحملوا التضحيات من أجل مقاومتها والقضاء عليها.
وقال سماحة الحكيم: إن الشعائر الحسينية كانت وما زالت تلعب دوراً وطنياً موحِّداً للعراقيين في الازمات التي تمر بهم وفي التحديات التي يتعرضون لها، والتاريخ القريب للعراق شاهد كبير على هذه الحقيقة، ولذلك جاء ذكرها في الدستور، كما ان احياء اخواننا السنة لهذه الشعائر ومشاركة المسيحيين والصابئة فيها في بغداد وبعض المناطق من العراق كلها صورة من صور توحيد هذه الشعائر للعراقيين في مواجهة الظروف التي تمر بهم أو تحاول تمزيق وحدتهم.
وأشار رئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد الى الانجازات المتحققة في العراق الجديد وقال: لقد تحققت خلال العام الماضي العديد من الانجازات التي بذلنا الجهود الكبيرة من أجل تحقيقها، ومنها إستتباب الامن والنظام وبنسبة عالية جدّاً في بغداد وبعض المحافظات التي كانت مسرحاً لعبث العابثين.
اننا نعتقد ان تَقَدُّم العراق وازدهاره مرهونٌ إلى درجة كبيرةٍ بقيامِ دولة المؤسسات والالتزام بالقانون والدستور، فهذه هي المرجعيات القانونية التي تنظم العلاقة بين الشعب والحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في المحافظات.
ولابد ان نؤكد ان الالتزام بالدستور والقانون مطلوب من الجميع، وان المواقع الحكومية العليا ليست فوق القانون، بل ان هذه المواقع يجب ان تكون في المقدمة من ذلك، لتقدم للمواطنين المصداق الواضح والكبير على معنى الالتزام بالقانون.
وأننا نؤكد هنا حرصنا وسعينا لتحقيق المزيد من الامن للمواطنين، وملاحقة الفساد الاداري وصور التحايل على القانون، والوقوف ضد الإجراءات والقرارات التي تتعارض مع الدستور، لاننا نرفض أي مساس بالدستور من قبل أي جهة كانت مادام هذا الدستور نافذاً، فقد بذلنا خلال السنوات الماضية جهوداً كبيرة من أجل تحقيق هذه المطالب ولن ندّخر جهداً في الايام القادمة من أجل تحقيق المزيد من الانجازات التي تصب في صالح المواطنين.
كما تحقق خلال العام الماضي بعض ما كنا نطالب به ونسعى اليه طيلة السنوات الخمس الماضية وطرحناه في اكثر من مناسبة وهو موضوع اِخراج العراق من احكام الفصل السابع بعد ان تم توقيع اتفاقية سحب القوات الامريكية من العراق.
واوضح سماحة الحكيم ان الخروج من الفصل السابع في مسألة حاكمية القوات الاجنبية هو البوابة الاوسع للوصول الى السيادة الكاملة.
وأكد أن الوضع في العراق اليوم، لايسمح لأحد الانفراد بالسلطة، بل يجب ان تسود ثقافة المشاركة، والمسؤولية التضامنية عن كل الانجازات والاخفاقات، وهذا هو مفهوم الشراكة الحقيقية التي نسعى لتأسيسها في العراق، المشاركة في التخطيط والتنفيذ، ولكن ذلك يجب ان يكون في اطار الدستور وليس خارج هذا الاطار، لأن أي انتقاص من هيبة الدستور أو الخروج عليه يقودنا الى الفوضى والتخلف والرجوع الى الوراء، أي إلى عهد الانفراد والدكتاتورية التي قاتلنا وتحملنا التضحيات من أجل مقاومتها والقضاء عليها.
وفيما يتعلق بإجراء انتخابات مجالس المحافظات، دعا الحكيم المفوضية العليا للانتخابات إلى اتخاذ كافة الاجراءات التي تضمن الشفافية وتمنع التزوير في الانتخابات في كل مراحلها عبر ايجاد الآليات المناسبة وبالاستفادة من تجارب الشعوب التي سبقتنا، وكذلك بالاستفادة من اقتراحات المختصين بهذا المجال.
كما دعا الاجهزة الامنية إلى الابتعاد عن الدخول في هذه المنافسة الانتخابية، لصالح هذا الطرف أو ذاك، وهو مما يعتبر خرقاً للقانون، مشددا على ضرورة عدم تسخير مؤسسات الدولة من قبل المسؤولين الحكوميين لصالح قوائمهم ومرشحيهم.
ومضى الحكيم قائلا في خطبته: ان ما نريده لعراقنا هو ان يُحكم من خلال الدستور والقانون، وقد أقّر هذا الدستور والقوانين النافذة صلاحيات واسعة للمحافظات، وعلى الجميع ان يلتزم بذلك، داعيا الى استكمال النظام الاتحادي في البلاد واعطاء الحكومات المحلية حقوقها الدستورية، وكذلك احترام الحكومات المحلية لصلاحيات الحكومة الاتحادية وعدم التعدّي عليها بأي شكل من الاشكال.
https://telegram.me/buratha