يمر العراق اليوم بمرحلة تحول مهمة بعد ان تخلص من النظام الدكتاتوري الذي قتل مئات الالاف من المواطنين ، ودمر البلاد وادخلها في سلسلة من الحروب الهوجاء ضد جيرانه .وخلال السنوات التي تلت سقوط النظام الدكتاتوري ، واجه العراقيون من مختلف انتماءاتهم محاولات تمزيق وحدتهم الوطنية ووقفوا صفا واحدا بمواجهة قوى الارهاب والتطرف . وبسبب عزيمة العراقيين وحرصهم على حماية بلدهم من شرور الارهاب ودعم القوات المتعددة الجنسيات شهدت الاوضاع الامنية تحسنا ملحوظا في جميع انحاء العراق مع شعور بالتفاؤل بالمستقبل لبناء عراق حر ديمقراطي تعددي اتحادي.
ان العراق الذي نبذ الدكتاتورية ، اصبح اليوم دولة دستورية تضمن للمواطنين حقوقهم وممارسة حرياتهم ، و تؤمن بالتعددية والعدالة والمساواة والحوار والتداول السلمي للسلطة عبر الوسائل الديمقراطية وصناديق الاقتراع التي افرزت مجلساً للنواب وحكومة منتخبة تمثل جميع العراقيين ، ويعمل العراق بكل جد على ازالة آثار الحروب والتوتر وحل القضايا العالقة مع جيرانه بالطرق السلمية وليس عبرالتهديد واتباع الوسائل العسكرية ، و اقامة افضل العلاقات مع دول العالم على اساس الاحترام المتبادل المصالح المشتركة ، لقد اختار العراق طريقه في عملية التحول من الدكتاتورية الى الديمقراطية واقامة الموسسات الدستورية من خلال مشاركة شعبية حقيقية ولارجعة عن هذا الخيار .
لقد وقفت المملكة المتحدة الى جانب العراق في التخلص من النظام الدكتاتوري وتعاونت مع الحكومة العراقية في تسليم المهام الامنية الى القوات العراقية ، ويقدر العراق التضحيات التي قدمتها المملكة المتحدة في اسقاط النظام البائد والموارد التي استثمرتها في العراق في المجالات المختلفة .
ان الدور الذي لعبته المملكة المتحدة يشارف اليوم على الانتهاء ، وان قواتها سوف تكمل مهامها في النصف الاول من عام 2009 وتغادر العراق، على ان الشراكة بين البلدين سوف تستمر وتأخذ بعدا جديدا وتتعزز على طريق التعاون في جميع المجالات المختلفة بسبب الدور البارز الذي تتمتع به المملكة المتحدة في الاتحاد الاوروبي وعضويتها في مجلس الامن الدولي . ويرغب العراق والممكلة المتحدة بان تشهد العلاقات الثنائية مزيداً من التطور في المرحلة المقبلة لتشمل مديات اوسع في المجالات ذات الاهتمام المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين .
ومن قاعدة التعاون بين البلدين الصديقين ، تقوم المملكة المتحدة بدعم وتأييد العراق في المنظمات والمؤسسات الدولية ، والتعاون لتطوير ثرواته ، وتحسين فرص الاستثمار الاقتصادي والتجاري ، والمساهمة في عملية البناء والاعمار ، وتاهيل البنى التحتية ، والمساعدة في عودة العراقيين الى بلادهم ، وتطوير الاجهزة الامنية بما يعزز سيادة القانون، والمساعدة الفنية في التدريب العسكري ، وتطوير علاقات التعاون بين البلدين في المجالات التربوية والعلمية والثقافية .
وسوف يتم الاتفاق على مذكرات تفاهم بين العرق والمملكة المتحدة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك كما تم الاتفاق حول الخطوات التالية في اطار المبادرة العراقية البريطانية:
o توطيد العلاقات الثنائية من خلال اطر التعاون في المجالات المختلفة o علاقات ثقافية متينة تدعم مشروع الزمالات o اتفاق تجارة وتعاون بين العراق وبريطانيا
ان علاقات التعاون والصداقة بين العراق والمملكة المتحدة تدخل اليوم في مرحلة جديدة ، وسوف يستمر التعاون بين البلدين على مدى السنوات المقبلة.
https://telegram.me/buratha