قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأربعاء أن نتائج تقييم مشترك أجرته الحكومة العراقية وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أشار إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء في العراق قد انخفض بشكل ملحوظ.وأوضح التقرير أن هناك تحسنا ملحوظا في مسألة الأمن الغذائي بالعراق، فقد انخفض عدد الأشخاص الذين كانوا يعانون من نقص الغذاء من حوالي أربعة ملايين شخص عام 2005 إلى 930 ألفاً فقط العام الماضي.وأضاف البيان أن التقرير الذي سمي (التحليل الشامل للأمن الغذائي والفئات الهشة في العراق) اجري في أواخر عام 2007 بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية وذلك كمتابعة لمسح الأمن الغذائي الذي أجرى في منتصف عام 2005.ونقل البيان عن المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي بالعراق ايدي كالون قوله “من الممكن أن نرحب بهذه النتائج ولكن يبقى ترحيبا مشوبا بالحذر”، مضيفا ” أقول مشوباً بالحذر لأن 930 ألف شخص يظل عددا كبيرا في بلد يعتبر غنيا نسبيا. كما أن هناك أكثر من 6.4 مليون شخص قد يعانون انعدام الأمن الغذائي، إذا لم يكن هناك نظام يؤمن الوضع مثل نظام التوزيع العام”.وأشار البيان إلى انه بالرغم من إن لكل عراقي الحق في سلة غذاء شهرية تفي باحتياجاته الغذائية ، في إطار نظام التوزيع العام الذي تديره الحكومة، إلا أن بعض الأسر المحتاجة تجد صعوبة في استيفاء احتياجاتها الغذائية شهريا وذلك بسبب النقص والتأخير المتكرر في توزيع بعض السلع المعينة.واوضح البيان ان تقرير (التحليل الشامل للأمن الغذائي والفئات الهشة في العراق)، بالإضافة إلى استقصاء الأمن الغذائي لحوالي 26 ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد، فقد “فحص الحالة الغذائية لحوالي 24 ألف طفل دون الخامسة، وأظهرت النتائج تحسنا في معدلات سوء التغذية الحاد وتغيرا طفيفا في معدلات سوء التغذية المزمن”، لكنه اشار الى انه ” وبالرغم من ذلك، بدت معدلات التقزم بين الأطفال في خمس مقاطعات منذرة بالخطر”.وأرجع كالون التحسن في حالة الأمن الغذائي إلى ” تزايد النشاط الاقتصادي في البلاد بسبب التحسن الملحوظ في الأوضاع الأمنية والمساعدات الإنسانية التي يقدمها المجتمع الدولي”.وأضاف “لا يزال الوضع متقلبا، وقد يتسبب أي تدهور في تعطيل العملية بأكملها”.برنامج الاغذية العالمي لفت الى ان ” التقرير يوصي بمواصلة تقديم المساعدات الغذائية للأشد احتياجا بالتعاون مع الحكومة العراقية التي تبذل الكثير من الجهد لإصلاح نظام التوزيع العام”.كما دعا التقرير إلى ” دعم المبادرات لتحسين الحالة الغذائية للأم والطفل وتطوير ممارسات الرعاية بهما، وزيادة البرامج المعنية بالتغذية وتنفيذ أنشطة الغذاء مقابل التعليم في أفقر المناطق، مع التركيز بشكل خاص على التحاق الفتيات بالمدارس والمواظبة على الحضور”.