وأضاف الهايس في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "أعضاء الحزب الإسلامي بعد أن أفلسوا سياسيا بمحافظة الأنبار، فهم يخططون اليوم لإثارة التفرقة والنزاعات بين عشائر الأنبار لأجل كسب المزيد من التأييد من قبل الناخبين خلال انتخابات مجالس المحافظات المقبلة".
ومن المؤمل أن تجري انتخابات مجالس المحافظات مطلع عام 2009 المقبل، بعد التوصل الى حل بشأن المادة 50 من القانون والتي تكفل حق تمثيل الاقليات. وكان البرلمان العراقي صوت الاسبوع الماضي على مقترح يعطي مقعد واحد للإيزيديين والشبك والمسيحيين في مدينة الموصل ومقعد واحد للمسيحيين والصابئة في بغداد ومقعد واحد للمسيحيين في البصرة. وقد احتجت الأقليات على هذا القرار واعتبرته غير منصف وطالبت بتعديله، وقد صادق مجلس رئاسة الجمهورية اليوم السبت على المادة 50 من القانون.
وحذر الهايس شيوخ عشائر الأنبار من "استغلال الحزب الإسلامي لما حققوه من نجاحات بفرض الأمن والاستقرار ومحاولته كسب تلك النجاحات لصالحه فقط"، مبينا أن "عشائر الأنبار ستقع بنفس الخطأ الذي ارتكبته جبهة الحوار ومؤتمر أهل العراق خلال تحالفهم النيابي وتشكيلهم جبهة التوافق مع الحزب الإسلامي حينما انفرد الأخير بالقرارات متجاهلا أي دور لحلفائه وهذا ما سيحصل خلال تحالفه الحالي مع العشائر العربية بمحافظة الأنبار"، على حد قوله.
وتابع الهايس أن "الحزب الإسلامي خدع سكان الأنبار بعد أن فشل بتقديم أي مشروع ينهض بها بعد الدمار وخراب الحرب"، لافتا إلى أن "محافظة الأنبار تعد الآن الأكثر فسادا بعد سرقة أموال مشاريع الاعمار من قبل قياديي وأعضاء الحزب الإسلامي الذي هيمنوا بشكل مطلق على جميع المقاولات لمشاريع الاعمار والتي لم يستفد منها أبناء الأنبار".
وكان الحزب الإسلامي انضم إلى جانب أربع كيانات عشائرية في تشرين الأول الماضي وشكلوا تحالفا خماسيا سمي (تحالف المثقفين والعشائر للتنمية). ويضم إلى جانب الحزب الإسلامي، تجمع شيوخ عشائر ومثقفي الأنبار، ومؤتمر أهل العراق، والتجمع الوطني العشائري المستقل، ومجلس عشائر الفلوجة. ويعتبر هذا التحالف من أقوى التحالفات السياسية بمحافظة الأنبار التي ستدخل الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات.
يذكر أن الحزب الإسلامي العراقي يعتبر أكبر الأحزاب السياسية في محافظة الأنبار، ويشغل 30 مقعدا من مجموع 41 هي مقاعد مجلس المحافظة، إضافة إلى أنه أحد المكونات الثلاثة لجبهة التوافق العراقية التي تحوز على 41 مقعدا في مجلس النواب العراقي، أما مجلس إنقاذ الأنبار فقد ظهر كتشكيل عسكري في أيار عام 2006 وتبنى محاربة تنظيم القاعدة وتمكن من دحره بالتعاون مع القوات الحكومية والقوة متعددة الجنسيات، وكان يتألف من أبناء عشائر البوعلي الجاسم، والبوريشة، والذياب، والعساف، والفراج، لكنه ما لبث أن توسع ليشمل العديد من العشائر في مدن المحافظة، إلى جانب قوات صحوة الأنبار التي يقودها حاليا الشيخ احمد أبو ريشة. ويتهم مجلس إنقاذ الأنبار الحزب الإسلامي بالتواطؤ مع تنظيم القاعدة، وبالفساد المالي والإداري، وسيطرته المطلقة على الدوائر الحكومية، في حين ينفي الحزب الإسلامي هذه الاتهامات.
https://telegram.me/buratha