الجمعة-7/11/2008
قال سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي امام جمعة النجف الاشرف: نحن غير سعداء لاتفاقية غير مضمونة التطبيق، وملزمة لطرف واحد هو العراق وغير ملزمة للطرف الاخر وهو الولايات المتحدة الامريكية.
جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الاشرف بحضور جمع غفير منن المؤمنين والمؤمنات .
الى ذلك دعا سماحته الى اطلاع الشعب العراقي على الرد الامريكي على التعديلات التي طالب بها الجانب العراقي على بنود الاتفاقية الامنية، وبيان التعديلات المقبولة منها والمرفوضة، معزيا سماحته ذلك الى ان الاتفاقية مصيرية وستستمر لامد بعيد، وان ليس بالضرورة ان يعبر السياسيون عن راي الشعب العراقي.
بهذا الخصوص شدد امام جمعة النجف الاشرف على ان الموافقة على الاتفاقية الامنية لا تتحقق الا من خلال طريقين هما : اجراء الاستفتاء الشعبي، والحصول على تاييد المرجعية الدينية العليا، واضاف:
المرجعية الدينية لم تعلن التاييد ولا الرفض واوكلت المهمة الى السياسيين، ونحن مالم نكسب تاييد المرجعية على الاتفاقية فليس لدينا مصير الا الاستفتاء الشعبي عليها.
الى ذلك دعا سماحة السيد القبانجي الحكومة العراقية والكيانات السياسية الى عدم العجلة والاسراع في موضوع الاتفاقية وضرورة الرجوع الى المرجعية الدينية والشعب في جميع الامور ذات العلاقة.
في الصعيد ذاته نفى امام جمعة النجف ممارسة المرجعية الدينية التحريض ضد الاتفاقية، مؤكدا انها تنطلق في مواقفها على اساس مصلحة الشعب العراقي وعدم الخضوع الى الامتهان والضغط، كما اكد ان استخدام العصا الغليظة ضد العراقيين هو اسقاط لمصداقية امريكا في العالم في الحرية والديمقراطية.
في الشان ذاته شدد سماحة السيد صدر الدين القبانجي على ان الجانب العراقي بمقدار ما ينافس ويصر في ارادته خلال المفاوضات حول الاتفاقية الامنية فانه سيحقق ما يريده.
هذا وتناول سماحته خلال الخطبة مجموعة محاور هي:
(اوباما) وتطلعات العالم الاسلامي والعراقي:
حيث دعا سماحته الى تغيير السياسة الامريكية تجاه العالم الاسلامي في ظل الادارة الجديدة للولايات المتحدة الامريكية ، مشيرا انها لم تكن حيادية وانها كانت مع اسرائيل.
وفي الشأن العراقي قال: نتطلع الى انهاء الوصاية الامريكية على العراق مع استمرار دعم التجربة العراقية عالميا ، واضاف: اذا ارادت امريكا اثبات مصداقيتها في حرية الشعوب فيجب عليها ان تنهي الوصاية على العراق.
الانتخابات القادمة:
بهذا الخصوص اكد سماحة امام جمعة النجف الاشرف ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قد اعلنت عن عملية توجيه الطعون والانتقادات للاسماء في القوائم الانتخابية، محذرا في الوقت نفسه من انتخاب عناصر البعث ، وعناصر الفساد الاداري، والعناصر المتهمة بالاعمال الارهابية.
وخاطب العراقيين قائلا: ايها الناس لا تنتخبوا عناصرا لديها سابقة بعثية او سابقة ارهاب او سابقة فساد اداري، كما دعا المفوضية بان لا تسمح بصعود تلك العناصر الثلاثة الى انتخابات مجالس المحافظات، واضاف: سيشهد العراقيون اجمل تنافس حر وشفاف لادارة انفسهم من خلال انتخابات مجالس المحافظات، وفي ذات الصعيد اكد امام جمعة النجف ان المرجيعة الدينية العليا لاتدعم كيانا على حساب كيان اخر.
وزارة التجارة والفساد الاداري:
حيث طالب سماحة السيد صدر الدين القبانجي بمزيد من الرقابة في وزارة التجارة ومؤسساتها في المحافظات التي قال عنها انها مليئة بالثعالب، في اشارة الى القائمين على الفساد الاداري ، مستهجنا في الوقت ذاته ترك المواد الغذائية في المخازن لينالها التلف دون توزيعها على المواطنين كما يحصل في محافظة النجف الاشرف، مشيدا بالوقت نفسه بالخطوات التي يجري العمل عليها لتصحيح تلك المسارات.
على صعيد ذي صلة دعا امام جمعة النجف الاشرف الادارة المدنية في محافظة النجف الى تشغيل المطار الدولي في المحافظة والى عبور المشاكل التي تعترض العمل فيه. وثمن في جانب اخر تشغيل مصفى النفط في الديوانية.
هذا وقد ادان سماحته الاعتداء الذي طال مكتب الشهيد الصدر في محافظة العمارة وقال: هذا العمل منافي لديننا الاسلامي ولاخلاقنا.
وفي الخطبة الدينية تناول سماحته جانبا من تاريخ الامام الرضا(ع) السياسي والديني الذي تحل ذكرى ولادته (ع) هذه الايام، واكد في ضوء ذلك انه لا يمكن ان تتحول المرجعية الدينية الى تابع للسلطان فهي مستقلة في قراراتها الدينية والسياسية.
https://telegram.me/buratha