الأخبار

سياسة وزير لا فلسفة وزارة , في ضوء قرار وزارة التعليم العالي إحالة عدد من الأساتذة على التقاعد

1547 12:00:00 2008-10-15

 د. طاهر البكاء

احالت وزراة التعليم العالي على التقاعد هذه الايام عددا كبيرا من الاساتذة ممن بلغوا السن التقاعدية ، حسب قانون الخدمة الجامعية . واذا ماعرفنا ان هؤلاء من حملة الالقاب العلمية المتقدمة واضفنا اليهم العدد الكبير الذين غادروا الوطن ، بسبب الوضع الامني ، لادركنا حجم الخسارة العلمية التي منيت وستمنى بها الجامعات العراقية .

ان تطبيق القوانين والالتزام بها أمر جيد و مرحب به ، ولكن في ظل الظروف الحالية ، والنقص الهائل في الكفاءات العلمية ، الذي اسهم فيه اضافة الى اضطرار اعداد كبيرة للهجرة التوسع الهائل في فتح جامعات وكليات جديدة يفرض علينا الاحتفاظ بهذه الكفاءات المتقدمة والنادرة ، خاصة وان اغلبهم يتمتعون بقابليات بدنية ، تؤهلهم للاستمرار في مسيرة العطاء الثر .

 تستقطب ارقى الجامعات بالعالم كوادرعلمية متقدمة في الصف قبل و بعد احالتهم على التقاعد في بلدانهم ، واثناء سنتي البحثية في الجامعة الاولى في العالم " هارفرد" في الولايات المتحدة الاميركية ، شاهدت اساتذة بلغوا من العمر عتيا ، منهم على سبيل المثال لا الحصر رئيس قسم الفيزياء الذي شارف على التسعين من العمر ، كما ان الجامعة ذاتها احتفظت بالاستاذ العراقي المرحوم فخري البزاز ، رغم اصابته بمرض عضال ، الى ان توفاه الله في الشتاء الماضي ، فوقفت الجامعة حزنا على فقده .من المعروف بداهة ان الاساتذة تتجذر تجاربهم ، ويتعمق عطاؤهم ، كلما كثرت ابحاثهم ، التي تصبح نوعية بتراكم عطائهم .

كم خسرت جامعة بغداد عندما احيل المرحوم علي الوردي على التقاعد ، وهو لما يزل معطاء ؟ ، وهل توقف الاستاذ حسين علي محفوظ عن العطاء بعد احالته على التقاعد ؟ الم تضطر الجامعة التي احالته على التقاعد للاستعانة به لاكثر من عقدين للاشراف على طلبة الدراسات العليا ؟ الم تتلقف الجامعة الاردنية المؤرخ العراقي عبد العزيز الدوري ، و عبد الامير محمد امين ، وحسين القهواتي ؟ وهناك مئات غيرهم . ايعقل ان تخسر الجامعات اساتذة من امثال كمال مظهر احمد ، وهاشم التكريتي ، وغيرهم العشرات الذين تضمنتهم قائمة الاحالة على التقاعد ؟ لم اتردد لحظة في العام 2004 باعادة المرحوم الاستاذ الدكتور عبد الامير الورد الى الخدمة ، الذي اضطر في تسعينيات القرن الماضي الى احالة نفسه على التقاعد ، لتردي الوضع المعيشي للاساتذة . واذا كان العمر مقياسا وحدا فاصلا ، تتوقف عنده مسيرة العطاء ، فالاجدر ان يطبق على من يحتلون مواقع قرارات خطيرة ، لها مساس مباشر بحياة ومستقبل البلاد والعباد. لي ثقة مطلقة لو ترك الامر للجامعات لما ضحت بهذه النخبة الخيرة ، لكن المشكلة تكمن ، كما اشرت غير مرة ، في المركزية الشديدة التي تمارسها الوزارة ، التي هي غالبا تعبر عن سياسة وزير لا فلسفة وزارة .

علينا ان نفكر باسلوب خلاق ، ونجد طريقة تكفل استمرار هؤلاء العلماء بالعطاء العلمي والاشراف على طلبة الدراسات العليا ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، تفعيل ما يطلق عليه في الجامعات الغربية " استاذ كرسي " او استاذا زائرا ، او استاذ خبرة . انتهز هذه المناسبة لاكرر مطالبا برفع الغطاء الثقيل الذي تفرضه الوزارة على الجامعات ، وان تعطى للجامعات استقلالية وحرية واسعة في التعيين ، والقبول ، وارسال البعثات ، وغيرها ، وان يحصر دور الوزارة في الاشراف والمراقبة والتقويم العلمي . والله والوطن من وراء القصد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طاهر البكاء
2008-10-15
الاخ الدكتور داوود السعيد المحترم تحية وتقدير اقدر تعليقكم ، واحترم رايكم ، لكم الحق بما قلتم ، لكن الحقيقة ايها الاخ الكريم ، ان التعيينات في تلك الفترة كانت من صلاحية الجامعات ، ولم تتدخل الوزارة بها ، ولك ان تسأل اي جامعة عن ذلك ، مع فائق مودتي.
حسنين الياسري
2008-10-15
السلام عليكم بالحقيقة ان وزارة التعليم تعتبر عماد البلد العلمي والتكنولوجي فنلاحظ ان كل البلدان المتقدمه تهتم بالتعليم اما بالنسبة للاخ الذي يطالب بحل وزارة التعليم فهذا اجراء غير منطقي بالمرة قد تكون هناك جامعات اهلية مستقله , اما بالنسبه لوزارة التلعيم فهي تمثل الان عقبه بوج التقدم في العراق بسبب اجرائتها التعسفية الظالمه والعقلية البيروقراطية التي يحملها منتسبوها الذين معظمهم كانو قد ارسلوا ببعثات دراسية الى الخارج في زمن النظام السابق كطلبه وكمخابرات في نفس الوقت وشكرااا
ابن العراق
2008-10-15
السلام عليكم الى متى تبقى جبهةالتوافه ووزرائها بالتدمير انا تفق معك يادكتور واضيف لك حاله عندنافي كليه اللغات جامعه بغداد وبالذات القسمالروسي حيث تم تعين رئيس القسم من قبل الوزاره علما انه يجب ان يتم عن طريق الانتخاب حيث يدعي رئيس القسم انه عديل السيد الوزير. علماانه لحد الان لم نراه والدوام سائب في القسم وجميع الاساتذه والطلبه لا يعرفون ماذا يعملون علما ان السيد رئيس القسم الدكتور برهان يقول عندي بناء وعند اكمالي البناء سوف ابد بالدوام. والله على مااقول شهيد
د.داوود السعيد
2008-10-15
اني والله اعجب ان تكون انت يادكتور طاهر البكاء من تحتج على اجراءات وزارة التعليم العالي ..اذكر قراء المقال ان السيد البكاء هو من قائمة اياد علاوي ..واذكرك يادكتور انك يوم تم تعيينك وزيرا للتعليم العالي في وزارة اياد علاوي فعلت ما هو اشنع اني اشهد الله عليك انني ومجموعة كبيرة من اساتذة الجامعات ممن عدنا الى العراق بمجرد سقوط النظام لكننا بقينا بلا وظيفة لأنك رفضت عودتنا ورفضت توفير الدرجات الوظيفية لنا ..اني اشهد الله عليك فقد شردتنا لعام ونصف ..فآخر من يتكلم عن الحرص على الأساتذة هو انت يادكتور.
Khayyun A. Rahi
2008-10-15
الحل هو الغاء وزارة التعليم العالي الجامعات العراقيه لاتتطور ولا تتقدم الا أذا كانت مستقله. أنظروا الى جامعات العالم المتطورالتي وصلت الى هذا المستوى من التقدم والرقي لكونها مستقله تمامآ. أرفعوا الغطاء عن الجامعات العراقيه رفقآ بالأجيال القادمه.
ام سمير
2008-10-15
اخ طاهر البكاء اسالك لماذا رجع حزب التوافق المحبين لابناء شعبهم ومن ضمنهم هذا الشريف وزير التعليم العالي الى الحكومه اليس المساهمه في العرقله واسقاط الحكومه انا دائما اقول بانتهاء حزب التوافق انتهاء البعث وانتهاء معانات الشعب العراقي.
عدنان علوان
2008-10-15
تحية ألى الدكتور ألبكاء و تأييد كبير لجميع ما طرحه في هذا ألموضوع المهم و دعوة للوزارة لدراسة ألمقرح و ألأستجابة له لما فيه من خير ألوطن و لاسيما تحت ألظروف ألحالية للعراق
حيدر الساعدي
2008-10-15
ان السبب في احالة الاساتذة على التقاعد بالرغم مما ذكره الاستاذ البكاء من بديهيات العمل والتي يعرفها الاستاذ العجيلي ايضا هي كالاتي 0 ان هناك من الضباط من حملة شارة الركن التي عادلها الوزير بشهادة الماجستير من الجيش المنحل يملاء بها الشاغر المتحقق نتيجة الاحالة على التقاعد للكثير من الطاقات ويحل محلهم كما يقول المثل الشعبي اولاد خالتي واولاد عمتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك