استقبال سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمة السيد محمد سعيد الحكيم(دام ظله) السيد حسين القلاف عضو مجلس الأمة الكويتي والوفد المرافق له بمكتبة في النجف الأشرف يوم الخميس 22صفر 1422.
ودعا سماحة السيد الحكيم(مد ظله) جميع المؤمنين في كافة دول العالم إلى التماسك والتكاتف، وعدم الفرقة والانشقاق، والعمل على جمع الكلمة وفق القدر المستطاع . وأضاف سماحته على أهمية جانب الحوار مع الطرف الأخر دون أحداث التشنجات للمحافظة على مصالح المؤمنين العليا، على ان لا يكون ذلك داعيا للوقوع في التسامح بالعقائد والمبادئ، وإبداء حالة الإخلاق الرفيعة والمخالفة الحسنة.
ونبذ سماحته قائلا: فلا يمكن من أجل توحد الكلمة، التسامح في العقيدة الثابتة، ولكن في نفس الوقت ينبغي عدم استفزاز الآخرين وجرح مشاعرهم . ودعا سماحته إلى التأكيد على كشف ظلامات أتباع أهل البيت(ع) في مختلف المراحل التاريخية لما تنطوي من بيان للحقيقة والشعور بالفخر، كما تعتبر مصدرا من مصادر القوة . وأهاب سماحته بالمؤمنين من أتباع أهل البيت(ع) إلى ألتزام الأصول والأعراف التي تتبناها دولهم من قوانين وضوابط في عملية ممارسة الجانب الثقافي والكشف الظلامات . وأكد سماحته علي ضرورة استثمار فسحة الجانب الإعلامي في بلدكم بكل صور وبالقدر المتيسر في بيان مظلومية أتباع أهل البيت(ع)، مع مراعاة لمشاعر الطرف الآخر. و من جانب اكد سماحته أهمية عدم تبني أتباع أهل البيت( ع) لرد الفعل، والتي يحاول الآخرون جرهم إليها لخلق الفتنة، وان ذلك ناجم عن الوعي العالي الذي يتخذ على اساس الحوار والعقل والتماسك منهجا حياتيا للتعايش السلمي بين جميع الأطراف .
وأضاف سماحته: لقد أدرك القائلين خطأهم، عندما تصوروا أن الشيعة لم تمارس ردة الفعل تجاه ما واجهوه في الأفغانستان وباكستان نتيجة لقلتهم وضعفهم، والحال في العراق معكوس، فأتباع أهل البيت(ع) هم الأغلبية، لكنهم لم يمارسوا ردة الفعل . أن المبادئ والأصول التي أرستها ثقافة أهل البيت(ع)، ووجود المرجعات الدينية التي تمسك بزمام الأمور، ووعي المؤمنين لحجم المسؤولية، هو الذي منع الأنجرار لردة الفعل تجاه ما يتعرض له المؤمنين من إرهاب وقتل وتهجير من قبل التكفيريين. وبين سماحته إلى أن جسور الحوار ولغة التفاهم مفتوحة ليس مع المسلمين فقط، وإنما تمتد لتشمل غير المسلمين من أبناء الديانات الأخرى، ودعوتنا مستمرة إلى حسن المخالطه والمعاشرة والحوار من أجل التعايش السلمي بين الجميع
ودعا سماحته الأطراف إلى المحافظة على المشتركات والتأكيد عليها وحمايتها، والتعاون من أجل حماية الحدود والجوانب الأخلاقية، ونبذ عملية جرح مشاعر الآخرين وتكفيرهم. ووصف سماحته: الاعتداء على المراقد المقدسة لأبناء الرسول الكريم (ص) وهدمها بأنه جرح مشاعر أهل البيت(ع) فضلا عن كونه اعتداء على المقدسات الإسلامية .وأكد سماحته على ضرورة أن يكون الحوار مستندا على الحجة والدليل، ومراعاة المشتركات دون المساس بالمعتقدات والمبادئ . وأوضح سماحته: أننا ننبذ الاعتداء على الآخرين وتجريحهم، ولكننا ننتهج الحوار العلمي الرصين المستند إلى علي الحجج والبراهين ، وهذا الحوار يثبت الحجة . وكما أشار سماحته إلى أن يكون الحوار بين الأطراف مبنيا على حالة التكافؤ بين المتحاورين، وبين أن حوارنا مع الطرف الأخر حوار شجاع غير منهزم. وإضافة سماحته أن العالم اليوم ينشد التعايش السلمي، لذا يجب المحافظة علي الموازين والحدود وإشاعة روح المخالطة الحسنة والحوار العلمي الرصين .وأكد سماحته مكررا ، نحن لا نقبل ، ولن نجوز الاعتداء على الآخرين وجرح مشاعرهم سواء كان الأخر مسلما أو من أبناء الديانات السماوية الأخر ، فمنهجنا الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة .
وأختتم سماحته حديثة: بإبلاغ تحياته وسلامه للمؤمنين من أبناء دولة الكويت، ودعاهم الى التواصل مع مراجعهم الدينية، وأن يكونوا قدر المسؤولية وفي موقعها .
من جانبه حيا السيد حسين القلاف عضو مجلس الأمة الكويتي، الموقف المسؤول للمرجعية الدينية الداعي إلى التهدئة ودرأ الفتنة، وترك هذا الموقف الموفق أثره في الأوساط الأخرى من التحية والترحاب والإعجاب.
المركز الإعلامي للبلاغ ـ أبو سجاد الزهيري
https://telegram.me/buratha