يدين المرصد العراقي للحريات الصحفية بأشد العبارات الإجراءات غير المسؤولة والتعسفية التي تتخذها هيئة الإعلام والإتصالات من حين الى آخر ضد وسائل الإعلام الوطنية بحجج واهية، وبالإعتماد على قوات حكومية وأجهزة أمنية كان آخرها مداهمة قوات سوات مكاتب إذاعة صوت الجنوب في البصرة أمس الخميس برفقة عدد من موظفي الهيئة، ويطالب المرصد العراقي للحريات الصحفية مجلس النواب العراقي بالتدخل العاجل لوقف الإجراءات التعسفية تلك، ومحاسبة المسؤولين عنها الذين يتجاهلون دور الإعلام الوطني في مواجهة العنف والتحريض الطائفي ودعمه للقوات المسلحة التي تقاتل التنظيمات الإرهابية، بينما لاتستطيع الهيئة مواجهة قنوات فضائية تبث من الخارج وتحرض على الفتنة والمشاكل، وتعبر عن دعمها الواضح للعنف.
ياسر العبادي مدير إذاعة صوت الجنوب في البصرة قال للمرصد العراقي للحريات الصحفية، إن عناصر من قوات سوات داهمت أمس الخميس مقر إذاعة صوت الجنوب الكائن في البصرة بعد تطويقه بالسيارات العسكرية وكانوا برفقة مجموعة من هيئة الإعلام والاتصالات كما عرفوا عن أنفسهم ، وقالوا لنا، إن الإذاعة غير مرخصة، وإن هناك قرارا من الهيئة بإغلاقها مع ١٣ إذاعة أخرى، وكان تعاملهم سيئا للغاية وأسلوبهم غير مهني، وغير متحضر ، وشعرنا للوهلة الأولى إننا إرهابيون أو أن عمليات تحرير الموصل التي أعلن عنها رئيس الوزراء قد إبتدأت في إذاعة صوت الجنوب .
العبادي أضاف للمرصد العراقي للحريات الصحفية، الأمر يثير الإستغراب فإذاعة صوت الجنوب معروفة بدعمها للجيش العراقي وللقوات الأمنية وللحشد الشعبي . ومعروفة أنها إذاعة وطنية جنوبية ، وليست تجارية وغير ربحية، بل هي إذاعة خدمية ترفيهية إخبارية، ومنذ إنطلاقها منتصف عام ٢٠١٣ كانت تمارس دورا في التقريب بين الأطياف العراقية، وتنشد المصالحة الوطنية، وتبث البرامج الهادفة التي تثقف للسلم المجتمعي، وثقافة التعايش السلمي، ونشر المحبة والأخوة بين مكونات الشعب العراقي، ومن المستغرب أن يتم التعامل معها بهذه الطريقة.
العبادي أشار الى إن الهيئة تقول، إن الإذاعة غير مرخصة، وعليها مستحقات مالية ( أجور البث السنوي ) . لكن أغلب الإذاعات العراقية غير مرخصة، أو أنها لاتدفع أجور البث السنوي، فلماذا يتم إستهدافنا دون سوانا؟ ولقد حاولنا جاهدين منذ تأسيس الإذاعة ولحد الآن أن نحصل على رخصة للبث لكن الأمر معقد في أروقة هيئة الإعلام والإتصالات ، وهناك الكثير من الروتين والعراقيل التي لايمكن تجاوزها دون مساومات مادية، ونحن إذاعة محلية غير تابعة الى جهة ما، ولاتحصل على دعم من دولة أجنبية، ومعظم العاملين في الإذاعة يعملون مجانا وبصورة طوعية، وليس بمقدورنا دفع الأجور المرتفعة التي تطالب بها هيئة الإعلام والإتصالات.
واوضح العبادي للمرصد العراقي للحريات الصحفية، إن الهيئة أمهلتنا الى يوم الأحد القادم ، وبعدها إذا لم يتوقف البث فسيتم مصادرة الأجهزة والمعدات،لكن الزملاء العاملين في الإذاعة قرروا مواصلة البث حتى آخر لحظة، ودعوتنا للسادة أعضاء لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب، وللحكومة المحلية في البصرة وللسادة أعضاء مجلس المحافظة أن يقفوا مع الإعلام الوطني الحر المستقل، وأن يدعموا هذه التجارب الإعلامية التي أثبتت نجاحها وتألقها بشهادة الجميع ، فصوت الجنوب إذاعة المواطن البصري ، وكانت وماتزال حلقة الوصل بين المواطن والمسؤول، وصوت المواطن الى المسؤول .
العبادي يقول متحسرا،لو كانت صوت الجنوب تنتمي لجهة سياسية، أو لفصيل مسلح لما تجرأت هيئة الإعلام والإتصالات عليها، علما إن كل اذاعات الأحزاب السياسية ولاسيما الإذاعات التي تملكها جهات سياسية، أو جناح عسكري جميعها غير مرخصة ولاتدفع أي أجور لكن لم ولن تصل يد الهيئة إليها، للأسف فالقانون في العراق يطبق فقط على المستقلين ، يطبق فقط على الذين لايملكون القوة القاهرة ، القانون يطبق فقط على الذين لاينتمون الى أجندات خارجية ، القانون يطبق على الفقراء والوطنيين دون سواهم.
https://telegram.me/buratha