أبدت اوساط نيابية ارتيابها من مشروع صقر بغداد الالكتروني، ونبهت الى ان المشروع يكتنفه الغموض، متساءلة عن جدواه الامنية، وفي حين أوضحت محافظة بغداد أن المشروع سيسهم في الحد من العمليات الإرهابية، أكدت لجنة الامن والدفاع انها بصدد فتح هذا الملف في البرلمان وبحضور الجهات الامنية المسؤولة عنه تمهيدا لاحالته الى هيئة النزاهة.
وقال النائب عن التحالف الكردستاني ماجد شنكالي ان مشروع منظومة صقر بغداد الالكتروني الذي تشترك فيه قيادة عمليات بغداد ومحافظة بغداد لتسجيل المركبات في العاصمة من المشاريع التي يكتنفها الغموض، مبيناً ان اللجنة الامنية النيابية بصدد تدارس المشروع مع الجهات الامنية.
اختفاء الشركة السابقة
لجنة الامن والدفاع النيابية وصفت مشروع صقر بغداد بـأنه "بؤرة للفساد المالي”، مشيرة الى انها بصدد فتح هذا الملف في مجلس النواب تمهيدا لاحالته الى هيئة النزاهة.
وأوضح شنكالي، في حديث لـ”الصباح”، ان المشروع يعتريه الغموض ولا يوجد للعاملين عليه مكان معين، مشيراً إلى أنه يجبى من أصحاب المركبات خمسة عشر الف دينار نظير تزويد المركبة بلاصق ألكتروني.
وأضاف شنكالي أن هذا اللاصق يتلاشى وتختفي معالمه بوقت قصير، لافتاً إلى أنه كانت هناك شركة أخرى عملت بالطريقة نفسها واختفت فجأة من دون ملاحقتها.
وكان شنكالي قد نبه، في مؤتمر صحافي سابق، الى ان موضوع {صقر بغداد} يجب ان يتابع من خلال لجنة الامن والدفاع البرلمانية ومن خلال الحكومة الاتحادية لمعرفة صياغة العقد وكيفية ابرامه وما هي الفقرات التي ينص عليها العقد، متسائلا عن كيفية ابرام هكذا عقود دون التعريف بها وبجدواها الامنية وماهي المنافع التي ستعود على المواطن العراقي من هذا المشروع الذي حتى الان لا تعرف ماهيته.
المشروع بلا تأثير
في حين قال رئيس اللجنة حاكم الزاملي, في تصريح سابق، إن مشروع صقر بغداد الامني والذي اطلقته قيادة عمليات بغداد خلال الفترة الاخيرة يعد من ملفات الفساد الكبيرة، كونه قائما على جباية الاموال من المواطنين من دون أن يفعل شيئاً حتى الان.
واضاف الزاملي أن "لجنتنا بصدد فتح هذا الملف في البرلمان وبحضور الجهات الامنية المسؤولة عنه، تمهيدا لاحالته الى هيئة النزاهة”، مشيراً إلى أننا لم نتلمس اي اثر ايجابي لهذا المشروع وهو بؤرة فساد لا نهاية لها”. وكان نائب رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد، محمد الربيعي، قد اعلن عن استئناف العمل بمشروع صقر بغداد، بعد ان تم الزام الشركة المنفذة بالمشروع بعدم استيفاء الاجور لمرتين من المواطن الذي سجل سابقا، وكذلك عدم استخدام الشركة غير عجلات محافظة بغداد.
تحجيم نشاط الإرهابيين
من جانب آخر، قال النائب الفني لمحافظ بغداد المهندس جاسم موحان بخاتي ان مشروع صقر بغداد دخل الخدمة خلال شهر كانون الثاني الماضي، منوها إلى ان هيئة استثمار بغداد تعاقدت مع احدى الشركات الاجنبية الامنية المتخصصة بعقد قيمته 15 مليون دولار من اجل تنفيذ المشروع.
ولفت بخاتي، في حديث لـ”الصباح”، الى ان نسبة انجاز المشروع بلغت اكثر من 70 بالمائة، فيما سيتم الانتهاء من تسجيل جميع السيارات نهاية شهر نيسان المقبل، محذراً من انه بعد هذا الموعد فأن اية مركبة تمر على سيطرة وغير مسجلة ضمن المشروع تعتبر مخالفة كون جميع السيطرات مشمولة بالمشروع ولا تستثنى اية سيطرة منها لاسيما سيطرات مداخل بغداد الـ 18. وأشار بخاتي إلى ان تسجيل السيارات ضمن المشروع يسير بانسيابية عالية بفضل التنسيق العالي بين جميع الدوائر الامنية والخدمية ذات العلاقة، مبيناً ان مديرية المرور العامة تعمل من اجل تحويل لوحات السيارات التي تحمل اسم محافظات اربيل او السليمانية الى بغداد مـــــن اجل تــــسجيلها بالـــــسرعة المــــــمكنة.
وبين النائب الفني لمحافظ بغداد انه تم تخصيص 80 مركز تسجيل في بغداد للمراجعين من اصحاب المركبات، فضلا عن تخصيص 350 رادارا ضمن المنظومة الالكترونية للمشروع التي تعمل على كشف السيارات غير المسجلة، مؤكدا ان عددها سيزداد الى 500 رادار خلال المرحلة القليلة المقبلة.
وافاد بخاتي بأن المشروع سيسهم في تعظيم واردات المحافظة من خلال استقطاع مبلغ 15 الف دينار من كل صاحب مركبة اذ ان 10 بالمئة من المبلغ ستخصص الى حكومة بغداد المحلية، فيما تخصص الـ5 بالمئة المتبقية الى الشركة المنفذة، مضيفاً ان مدة تنفيذ المشروع بجميع مفاصله هي 5 سنوات بعدها سينتقل المشروع باكمله الى الحكومة.
عدم وضوح الرؤية
بالمقابل، أكد عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي ان كثيراً من الغموض وعدم وضوح الرؤية ترافق تنفيذ مشروع صقر بغداد، منبها على ان الالية التعاقدية للمشروع ما زالت غير واضحة.وأضاف المطلبي، في حديث لـ”الصباح”، ان المبالغ التي تجبى من المشروع حتى الان لم تحدد ابواب صرفها وآليات تخصيصها، مشيرا انه من المتوقع ان يجبى من المشروع أكثر من 22 مليارا إذ أن عدد المركبات في بغداد وصل الى مليون ونصف مليون سيارة يجبى من كل منها 15 الف دينار. وأكد المطلبي أن لجنته دعت عمليات بغداد الى توضيح جميع حيثيات ومفاصل المشروع.
المشككون واهمون
في غضون ذلك، اكد مدير الشركة المنفذة لمشروع منظومة صقر بغداد ان ما يثار بين الحين والاخر بشأن التشكيك بتنفيذ المشروع ما هي الا شائعات تطلقها بعض العناصر الارهابية التي لا ترغب باقامة هكذا مشاريع ناجحة تسهم بفرض الامن والحد من الارهاب والجريمة، موضحاً أن هذه المنظومة ستسهم في الحد من الارهاب والجريمة المنظمة.
واضاف، في تصريح لـ”الصباح” مشترطاً عدم ذكر اسمه، ان الشركة عمدت الى نصب الرادارات التي تم ربطها بمقر قيادة عمليات بغداد وبواسطتها تم خلال الايام القليلة الماضية ضبط عدد من العجلات غير الاصولية بالرغم من قصر مدة المباشرة بالمشروع، عاداً هذه التجربة ناجحة لاسيما ان رئيس مجلس المحافظة واعضاء اللجنة الامنية قي المجلس باركوا هذا المشروع بعد زيارتهم لموقع قيادة عمليات بغداد.
وأضاف مدير منظومة صقر بغداد ان اخر يوم لتسجيل المركبات في بغداد هو الاول من نيسان المقبل واخر يوم لتسجيل مركبات المحافظات يوم الاول من ايار، مبيناً أنه بعد هذا التاريخ ستتم محاسبة العجلة المخالفة وسائقها. ومشروع صقر بغداد عبارة عن نظام الكتروني قائم على بطاقة توضع بمقدمة السيارة تحتوي على معلومات عن السيارة وصاحبها فضلا عن معلومات دقيقة تتعلق بأماكن مرور السيارة في سيطرات اخرى.
https://telegram.me/buratha