أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أن القوات الأمنية حشدت قطعاتها العسكرية على المحور الشرقي للمحافظة، إستعداداً للتقدم بإتجاه قضاء الحويجة أحد أبرز معاقل تنظيم «داعش» جنوب غربي كركوك، لافتاً إلى أن السيطرة على جسر الفتحة أسهم بنحو كبير في قطع خطوط إمدادات التنظيم المسلح بين قضائي الحويجة وبيجي وصولاً إلى الأنبار وسوريا، في الوقت الذي سيشارك فيه مقاتلون متطوعون من أبناء عشائر الحويجة بعملية تحرير مناطقهم.
وقال المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن إسمه لـ «الصباح الجديد» إن «القطعات العسكرية تحشد الآن في المناطق التي تربط قضاء بيجي بمحافظة كركوك من الجهة الشرقية لمحافظة صلاح الدين، استعداداً للتقدم نحو قضاء الحويجة الواقع جنوب غربي كركوك وتحريره من سيطرة تنظيم داعش».
وأضاف أن «قوات الجيش بمساندة مقاتلي الحشد الشعبي نفذت عملية واسعة لتأمين القوات المتمركزة قرب جسر الفتحة على الضفة الثانية لنهر دجلة٬ بالقرب من مصفاة النفط ومعمل الأسمدة ومحطة الكهرباء في قضاء بيجي»، مبيناً أن «إحكام القوات الأمنية سيطرتها على جسر الفتحة أسهم كثيراً في قطع إمدادات التنظيم المسلح ما بين قضائي الحويجة وبيجي وصولاً إلى محافظة الأنبار وسوريا».
وأحكمت القوات الأمنية في وقت سابق سيطرتها بنحو كامل على منطقة الفتحة الواقعة على الطريق الرابط بين قضاء بيجي ومدينة كركوك من الجهة الشرقية لمحافظة صلاح الدين، الأمر الذي ضيّق الخناق على تنظيم «داعش» وأصبحوا محاصرين بقضاء بيجي، في ظل سيطرة الجيش على مصفى بيجي النفطي والمناطق القريبة منه.
من جانب آخر، أكد أمير قبيلة العبيد الشيخ أنور العاصي في تصريح خص به «الصباح الجديد» أن «أبناء العشائر العربية سيكونون في مقدمة المقاتلين لتحرير مناطقهم مثل الحويجة والرياض والزاب»، مشيراً إلى أن «تنسيقاً جرى مؤخراً مع محافظ كركوك نجم الدين كريم بشأن مشاركة متطوعي العشائر ومساندة قوات البيشمركة الكردية ومقاتلي الحشد الشعبي في عملية تطهير مناطقهم من سيطرة المسلحين».
بدوره، أكد مصدر في قيادة قوات البيشمركة الكردية لـ «الصباح الجديد» أن «عملية تحرير مناطق جنوب غربي كركوك ستكون في غضون الأيام القليلة المقبلة، وستنفذها قوة مشتركة مؤلفة من البيشمركة وقوات الجيش ومقاتلي الحشد الشعبي أيضاً»، مشيراً إلى أن «جميع الإستعدادات إكتملت لتحرير قضاء الحويجة والمناطق الأخرى التابعة له»، مستدركاً بالقول «نحن الآن بإنتظار أوامر القيادات العليا لتنفيذ الهجوم».
من جهته، قال عضو مجلس محافظة كركوك نجاة حسين لـ «الصباح الجديد» إن «قوات الحشد الشعبي التركماني أصبحت جاهزة من الناحيتين التنظيمية والتسليحية لمشاركة البيشمركة في تطهير بقية مناطق كركوك من سيطرة المسلحين».
وكانت قوات البيشمركة الكردية قد سيطرت قبل أيام على المرتفعات التي تطل على مناطق جنوب غربي كركوك، وثبتت قواعدها في مرتفعات حوض الحويجة، واقتربت بمسافة 18 كم من قضاء الحويجة.
وأصبحت مرتفعات حوض الحويجة قلعة دفاعية للبيشمركة، وساعدت في شنها هجمات متواصلة، واستعادت العديد من القرى والبلدات من مسلحي «داعش» يومياً.
وتقع تلك المرتفعات بين ناحيتي (الملتقى وسركران) بمنطقة تحوي جبالاً تدعى مرتفعات (خراب الروت) وهي منطقة تابعة إدارياً لقضاء الدبس (45 كم شمال غربي كركوك)، وتعد مهمة من الناحیة العسكریة لأنها تطل علی منطقة حوض الحویجة.
وتواصل قوات البيشمركة تقدمها العسكري بإتجاه مناطق تقع إلى الجنوب الغربي لمحافظة كركوك بغية تطهيرها من مسلحي تنظيم «داعش»، ولم تقتصر هذه التحركات على المناطق الواصلة لقضاء الحويجة (55 كم جنوب غربي المدينة)، وإنما شملت المناطق والقرى الواقعة في حدود قضاء داقوق (40 كم جنوبي كركوك).
https://telegram.me/buratha