أكد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أن" اصرار تركيا على عدم ذكر كلمة "سحب القوات" يُشكـِّل استفزازاً حقيقـيّاً لضمير المُواطِن العراقيِّ.
وقال الجعفري خلال مُؤتمَر صحفيّ عقده في مجلس الأمن الدولي ونقله مكتبه الاعلامي تلقت وكالة{الفرات نيوز} نسخة منه ان"العراق طرح اليوم مشروع قرار لإدانة التدخـُّل التركيِّ في الأرض العراقيّة، وخرقه السيادة ",
مشيرا الى انه" بداية فـُوجـِئ العراق بدخول قوات مُسلـَّحة تركيّة في الثالث من شهر كانون الأوَّل/ديسمبر إلى عمق 110 كيلومتر من دون مُوافقة العراق، ولا حتى علم العراق؛ وهو سابقة خطيرة أن تـُخترَق سيادة العراق ".
واضاف ان"العراق يتمسَّك بسيادته، ووحدة أرضه، ولا يسمح لأحد أن يخترقه، وفي الوقت نفسه تعامل مع تحالف دوليٍّ شُكـِّل في العام الماضي إثر انتهاك حُرمة العراق من قِبَل داعش، والتزمت كلُّ قوات التحالف بأن لا تطير طائرة، ولا تدخل أيَّ جنديّ إلى أرض العراق إلا بإذن عراقيٍّ ".
وبين الجعفري انه" كان من الطبيعيِّ أن يدرس العراق هذا الموضوع بشكل طارئ، واتخذ مجلس الأمن الوطنيّ قراراً بالاستنكار، وبإبلاغ الحكومة التركيّة بسحب قواتها، والإعلان عنه في مُدَّة لا تتجاوز 48 ساعة، وفي الوقت نفسه أبلغ العراق تركيا عبر سفيرها في بغداد، ووجَّه له رسالة استنكار، وطالبه بإبلاغ الحكومة التركيّة بسحب هذه القوات خلال مُدَّة 48 ساعة، كما استضاف العراق سفراء الدول الدائمة العضويّة في مجلس الأمن في بغداد، وشرح لهم الموقف، وكلهم اتفقوا على ادانة التدخل التركي وأيَّدوا العراق بأنـَّه خرق للسيادة وسيساعدون العراق في سحب هذه القوات، ووعدوا بأن يقفوا إلى جانب العراق في مجلس الأمن ".
ولفت الى انه "رغب الجانب التركيّ أن يُرسِل وفداً إلى بغداد، واستقبلناه، وكان برئاسة السيِّد وزير الخارجيّة الانتقاليّ السيِّد فريدون أوغلو مع مسؤول المُخابَرات، وجرى حديث مُفصَّل معه. في نهاية الحديث أعرب عن قناعته المبدئيّة بسحب القوات التركيّة، وطلب منا أنـَّه عندما يعود إلى أنقرة سيُعلِن بشكل رسميٍّ عن الانسحاب،
ولكننا فـُوجـِئنا مرّة ثانية أن يُعلـَن من أنقرة بأنهم يُؤكـِّدون عدم سحب هذه القوات، وأنَّ القوات تبقى كما هي، وأنه يُعاد انتشارها، فواصلنا جُهُودنا، وأجرينا اتصالات عالية المُستوى مع السادة وزراء الخارجيّة للدول دائمة العضويّة، وشرحنا موقف العراق بحثاً عن الحلِّ السلميِّ، وظلت جُهُودنا تتواصل إلى ما قبل اجتماع مجلس الأمن بدقائق؛ من أجل أن نحلَّ القضيّة بطريقة سلميّة ".
وأوضح بالقول "اختلفنا أنَّ الطرف التركيَّ لا يذكر كلمة {الانسحاب} وإنـَّما يُعرِّف وجود القوات المُسلـَّحة التركيّة بـ{مع إعادة الانتشار}؛ ممّا يعني بقاءها في العراق؛ وهذا بالنسبة لنا يُشكـِّل استفزازاً، وسابقة خطيرة.. يُؤسِفني أن أسمع منهم أنَّ هذا جرى بالاتفاق مع مُحافِظ الموصل. في الوقت الذي يكون أمر خرق السيادة وعلى مُستوى قوات مُسلـَّحة غير عراقيّة تدخل العراق بهذا العمق وبهذا الانتشار على أنه جرى بالاتفاق مع مُحافِظ، أو حكومة محليّة.. أؤكـِّد لكم أنَّ كلَّ أعضاء دول التحالف الدوليِّ الذي شُكـِّل في 2014 هنا في نيويورك لا يُدخِلون المُستشارين العسكريِّين إلى العراق إلا بإذن، وترخيص عراقيّ، كما لا تطير أيّ طائرة إلا بتنسيق مع القوات المُسلـَّحة العراقيّة".
وقال انه" نحن اضطررنا إلى تقديم هذه الشكوى إلى مجلس الأمن مع تمسُّكنا الشديد بحفظ العلاقة الطيِّبة مع دول العالم عامّة، ودول الجوار الجغرافيّ بصورة خاصّة، ولكن عندما تـُخرَق السيادة بهذه الطريقة، ونستنفد أساليب الحوار مع تركيا لم يكن أمامنا إلا اللجوء إلى مجلس الأمن ".
وبين الجعفريّ" نحن نبقى نتمسَّك بالدفاع عن السيادة، ونعتبره ضرورة، وتتفق معنا دول العالم كافة التي أخبرت مُباشَرة عن موقفها سواء كان على مُستوى السفراء في بغداد، أم وزراء الخارجيّة الأجانب، أم وزراء الخارجيّة العرب، ودَعَوْنا إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجيّة العرب". ",مؤكدا انه" كلُّ مَن التقيناه، أو تحدَّثنا معه كان يتفق معنا أنَّ هذا الخطوة تـُعَدُّ خرقاً للسيادة العراقـيّة، وأعرب عن موقفه الإيجابيِّ المُتضامِن مع العراق ".
وتابع الجعفريّ قوله" نحن لم نبدأ بتقديم طلب إلى مجلس الأمن. نحن بدأنا بالحوار المُباشِر مع السادة الأتراك، وسلـَّمنا رسالة عبر السفير، وبذلنا الجُهُود تلو الجُهُود من أجل أن نحلَّ القضيّة بشكل أخويٍّ بين الدولتين، وبعد أن تعذر علينا ذلك قدَّمنا رسالة إلى مجلس الأمن، والحوار كان جارياً بطرق الوسطاء، والأصدقاء من أجل تخفيف هذه القضيّة، والاستغناء عن طرح الموضوع في مجلس الأمن إلى الدقائق الأخيرة قـُبَيل اجتماع هذا اليوم، وأنا في الطريق في هذه البناية كانت المُحاوَلات مُستمِرّة من قبل الأصدقاء من أجل حلِّ القضيّة، وكنا نتعامل بروحيّة طيِّبة، وبحُسن نيّة، ولكنَّ الطرف التركيَّ أصرَّ على أن لا يذكر كلمة {سحب القوات من العراق}، وإنما {إعادة انتشار}".
وختم قوله ان" إعادة انتشار تعني أن تبقى في العراق، وهذا غير مسموح به، ويُشكـِّل استفزازاً حقيقـيّاً لضمير المُواطِن العراقيِّ، ونحن حريصون أشدَّ الحرص أوَّلاً على عدم خرم السيادة العراقـيّة، وثانياً: احترام مُواطِنينا، واحترام مُكوِّنات الشعب العراقيِّ، والسلطات العراقـيّة المُختلِفة
https://telegram.me/buratha