رأى القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وزير النفط عادل عبد المهدي انه لاسبيل امام القوى المتنازعة على قضاء طوز خرماتو ، سوى ايجاد الحلول المنصفة للعيش بأنصاف وسلام.
وذكر عبد المهدي في بيان اليوم "كان من المفترض ان تنفذ عملية تحرير "سنجار" في نهاية الشهر الماضي و بداية الشهر الجاري لكن الخلافات بين الاطراف الوطنية، وتسرب الكثير من معلومات الهجوم وتفاصيل خططه قادت الى تأجيل العملية، والتي تمت والحمد لله بنجاح خلال الايام الماضية. فطُردت "داعش" من سنجار، وهذا انجاز كبير سيقود الى نجاحات اخرى.. ستفتح الطريق لتحرير "تلعفر" ومناطق اخرى، وستشكل مزيداً من الضغط على الموصل، وستساعد على قطع احد اهم خطوط الامدادات لـ"داعش" بين سوريا والعراق. وهذه صفحة مهمة في محاربة "داعش" وطردها نهائياً
وأضاف "بالمقابل كان من المفترض خلال الاسابيع الماضية انطلاق عملية تحرير "بشير"، وهي لو انجزت، او عندما ستنجز ان شاء الله، فانها ستفتح الطريق لتحرير باقي مناطق كركوك خصوصاً "الحويجة"، اندفاعاً نحو "الشرقاط"، وستلتقي مع الانتصارات التي تحققت في "بيجي" باتجاه "الفتحة"، والتي ستضغط كلها باتجاه الموصل ايضاً.
لذلك تأتي الاحداث المؤسفة في "الطوز" بين "البيشمركة" و"الحشد الشعبي"، والتي ادت الى ضحايا واختطافات واعتقالات وحرق بيوت كسياقات لعرقلة هذه الجهود. لذلك تنادت مختلف القوى، بما في ذلك "المرجعية" والقوى صاحبة العلاقة على الارض، لتطويق هذه الاحداث ومنع تكرارها، والتفرغ لمعارك طرد "داعش" من ارض العراق كله".
وقال متسائلا "من هو المسؤول؟ انه بالتأكيد بعض العناصر الجاهلة والمتهورة التي بسبب افعالها تجر الجميع الى معارك مؤسفة. لقد دفع الكرد كثيراً –شأنهم شأن غيرهم- نتيجة السياسات الظالمة التي كانت تنفذها الانظمة السابقة ضدهم، مستغلة الامر الواقع وقوة الدولة لمحاربتهم وتهجيرهم من مناطقهم وتطبيق سياسات "التبعيث" و"التعريب".. لكن الكرد –او غيرهم- سيخطئون كثيراً ان استغلوا قوتهم ونفوذهم الحاليين لتطبيق سياسات فرض الامر الواقع على غيرهم".
واكمل بالقول "فالمسؤول النهائي هو ليس فقط الفرد الذي يقف على الحاجز او القوى المتواجدة على الارض. بل المسؤول الحقيقي هو سياسات التعبئة والتعصب الخاطئة والمتطرفة الموجودة لدينا جميعاً. المسؤول هو سياسات فرض الحل الواحد والقناعة الواحدة. ففي المنازعات بين الشعوب والجماعات على الارض وملكيتها سيخطئ من يعتقد انه يستطيع ان يفرض رؤيته الاحادية، او ان يؤسس لحل دائم بالقوة او باستخدام موازين القوى التي تميل لمصلحته في وقت وظرف محددين. فهذه الامور تتغير كما تبرهن احداث العراق، ومنها اوضاع المناطق المتنازع عليها، بل كما يبرهن التاريخ واحداث العالم كله".
وبين "لننظر كيف تبادلت الايدي -حسب موازين القوى- "الالزاس" و"اللورين" والتي قادت الى حربين عالميتن بين فرنسا والمانيا.. ولننظر ما حل بجمهوريات الاتحاد السوفياتي التي فرضت عليها السياسات الروسية.. ولننظر ما حصل في "الجزائر" و "هونغ كونك" ومئات المناطق المحتلة المستعمرة في العالم، والتي بدت في وقت ما وكأنها جزء لا يتجزأ من وطن من قام بالدمج والالحاق. فما يأخذ ظلماً وبالقسر والفرض سرعان ما ستأتي ظروف جديدة تتغير فيها موازين القوى والاحداث، فتتغير معها اليد المتسلطة والحاكمة بغير وجه حق".
وختم عبد المهدي بالقول "لا سبيل امام الحشد الشعبي والبيشمركة والقوات الحكومية والقوى الشعبية والوطنية سوى التنسيق والتعاون لمقاتلة "داعش" وادانة اي سلوك او عمل يثير الصراعات الداخلية.. ولاسبيل لانهاء التعبئة الخاطئة لدى هذا الطرف او ذاك الا بانصاف الجميع.. فما اخذ ظلما، او يؤخذ ظلماً، من الكرد او التركمان او العرب او المسيحيين او الشبك او الازديين، لم يحل مشكلة سابقاً ولن يحلها الان او في المستقبل. فلا سبيل سوى لايجاد الحلول المنصفة والحلول المشتركة التي تسمح للجميع بالعيش بانصاف وسلام"
https://telegram.me/buratha