أكد رئيس برلمان كردستان يوسف محمد، اليوم الاثنين، أن هناك محاولة انقلاب على الشرعية في اقليم كردستان، وأشار إلى أنه "مستمر في مهامه"، وفيما دعا المتظاهرين إلى "الابتعاد عن العنف"، طالب الكتل السياسية بـ"العودة لمنطق العقل".
وقال يوسف محمد خلال مؤتمر صحفي عقده في مكتب البرلمان في السليمانية وحضرته،(المدى برس)، إن "ماحدث اليوم هو انقلاب واضح على الشرعية التي يمثلها البرلمان الممثل للشعب"، مؤكداً "نحن مستمرون في مهامنا".
وأضاف محمد أن "الوضع بكردستان لن يحل بمنع عمل البرلمان أو دخولنا، فأية بقعة بكردستان نستطيع العمل بها"، مطالباً جميع الكتل السياسية بـ"العودة لمنطق العقل كون الوضع بكردستان يتجه نحو التأزم، ونحن لدينا مشكلة اقتصادية ومعارك ضد تنظيم (داعش) وبحاجة الى الحوار".
ودعا محمد جميع المحتجين إلى "المطالبة بحقوقهم بصورة سلمية مدنية والابتعاد عن العنف".
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي)، حمّل، مساء أول أمس السبت الـ(10 من تشرين الأول 2015)، زعيم حركة التغيير (كوران) نوشيروان مصطفى، مسؤولية العنف الذي تخلل التظاهرات في السليمانية وكرميان، في حين عد أنها "غير عفوية" وتهدف لـ"زعزعة" وضع الإقليم، أكد أن الخطوة الأولى لرده يتمثل بامتلاكه "الحرية الكاملة" في اتفاقات تشكيل حكومة الإقليم ورئاسة برلمانه ومشاركة الحركة فيهما.
فيما انتقدت حركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى، أمس الأحد،(11 تشرين الأول 2015)، البيان الذي صدر عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وحمّل به زعيم الحركة مسؤولية اعمال العنف في التظاهرات التي شهدتها محافظة السليمانية وبعض المدن في منطقة كرميان، وفيما وصفت البيان بأنه "كتب بلغة الحرب الداخلية" التي اندلعت في تسعينات القرن المنصرم في إقليم كردستان، اتهمته بـ"السعي للقضاء على المشروع السياسي في الاقليم".
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني أعلن، أمس الأحد،(11 تشرين الأول 2015)، مساندته للمطالب والتظاهرات المدنية، ودعا أنصاره وملاكاته إلى "الحفاظ على أمن المدن"، وفيما أشار إلى أن "العنف يضيّع الحقوق المشروعة للمواطنين"، طالب بـ"تقديم مطلقي النار للقضاء".
وكشف النائب عن حركة التغيير مسعود حيدر امس الاحد، أن المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، ابلغ رئيس برلمان الاقليم يوسف محمد ووزراء التغيير بحكومة كردستان مغادرة اربيل، فيما اكد أن القرار جاء لغرض الاستحواذ على السلطة بكردستان من قبل حزب البارزاني.
وقال حيدر في حديث صحفي إن "المكتب السياسي للحزب الديمقراطي ابلغ قبل قليل، رئيس برلمان الإقليم يوسف محمد الذي ينتمي لحركة التغيير ووزراء الحركة بحكومة الإقليم، بمغادرة اربيل خلال 48 ساعة"
وأضاف حيدر أن "هذا القرار يأتي لغرض استحواذ الحزب الديمقراطي على السلطة في إقليم كردستان بعدما فشلت حكومة الاقليم بحل مشاكل المواطنين"، مشيرا الى ان "الحزب تجاوز على الشرعية والقانون في الاقليم وسيؤدي إلى تأزيم وضع السياسي في ظل وجود حرب ضد عصابات داعش".
واكدت حركة التغيير الكردستانية، اليوم الاثنين، مساعي الحزب الديمقراطي الكردستاني لنسف العملية السياسية في إقليم كردستان من خلال قيام مندوبيها في حكومة الإقليم بإبلاغ رئيس برلمان كردستان ووزراء حركة التغيير بترك عملهم ومغادرة أربيل والعودة الى السليمانية.
وقالت الحركة في بيان تلقت وكالة انباء براثا نسخة منه اليوم، أنه :" ضمن مساعي الحزب الديمقراطي الكردستاني لتعطيل المؤسسات الشرعية المتمثلة ببرلمان وحكومة الإقليم ونسف العملية السياسية في كردستان، أبلغ المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، مساء أمس، من خلال مندوبيه في الحكومة والبرلمان رئيس برلمان الإقليم ووزراء حركة التغيير بأن يتركوا عملهم ومهامهم ويغادروا أربيل ويعودوا الى السليمانية، في خطوة لتعطيل عمل البرلمان والحكومة".
وأضافت :" نحن في حركة التغيير سبق وأن نبهنا مواطني إقليم كردستان الى الممارسات الخاطئة للحزب الديمقراطي الكردستاني ، واليوم أمام هذه الحالة نكرر القول بأنه حزب سياسي كردي وليس لديه أي حق قانوني أو سياسي بالتجاوز على المؤسسات القانونية والتشريعية في الإقليم وأن يطرح نفسه كبديل للقوانين النافذة ويتخذ قرارات غير مسؤولة وفقاً لإرادة طاقم داخل الحزب ".
وتابعت :" إننا إذ نضع هذه المخالفة الصريحة أمام الرأي العام الكردي وأمام أصدقائنا في العراق والمجتمع الدولي ، نتساءل بأي حق وبأي منطق سياسي وقانوني يطرح المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني نفسه بديلاً للمؤسسات التشريعية والقضائية والتنفيذية في كردستان ويتخذ القرارات بدلاً منها ".
يشار إلى أن مناطق عدة من إقليم كردستان، لاسيما في السليمانية، تشهد تظاهرات صاخبة، منذ منتصف الأسبوع الماضي، تخللتها أعمال عنف، وحرق مقار للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس الإقليم، مسعود بارزاني. ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بينهم عدد من القتلى، وذلك احتجاجاً على استمرار الأزمتين السياسية والاقتصادية، وتأخر صرف رواتب الموظفين.
https://telegram.me/buratha