الأخبار

يوسف الطفل .. الذي أحرقه شر الإرهابيين

3657 07:37:00 2007-09-15

فحص يوسف غرفة الفحص الطبي، وكانت عيناه البنيتان تنتقلان من الارضية الى الحائط الى السقف. وربتت امه على شعره ثم على جبهته لإشعاره بالراحة قبل ان يدخل الدكتور الغرفة. وقبل اسبوع، استقل الطفل في الخامسة من عمره والمصاب بحروق بالغة الطائرة من عمان مع اسرته، في اول رحلة له في طائرة. والان بعد اكثر من 7500 ميل، كانت امه وابوه وشقيقته البالغة من العمر 14 سنة معه في مركز غروسمان للحروق في قلب كاليفورنيا.

ودخل الدكتور بيتر غروسمان الى غرفة الفحص تعتلي وجه ابتسامة دافئة. وامسك بيد يوسف. وادار الطفل وجهه خجلا ووضع رأسه في بين ساقي والده.

وقال الدكتور غروسمان وهو جراح تجميل يملك 12 سنة من الخبرة من بينها مساعدة طفلة صغيرة ذاب وجهها على كتفيها بعد حادثة فظيعة «هذا ليس بالشيء غير العادي». وتحدث الدكتور غروسمان وهو اب لطفلين، بهدوء وطمأن يوسف انهما سيتصادقان.

وقال لوالديه «نبذل كل ما يمكننا لجعله في وضع افضل». وربما تحت تأثير الألم الذي عاناه في مستشفيات بغداد بدأ يوسف يبكي ووالده يحمله الى سرير الفحص. ولكن الطفل توقف عن البكاء عندما قال له والده ان يترك الطبيب يؤدي عمله. وهمس والده «من هو الشجاع؟ يوسف» واضاف «أتعهد لك بأنه لن يصيبك بأذي».

واخرج غروسمان شريط قياس واخذ مقاييس الجروح تحت ذقن الولد وحول انفه. كما فحص حروق في يد يوسف وجبهته واذنه اليمنى. وخلال الفحص رفع يوسف رأسه للخلف وفتح فمه بقدر الامكان لكي يفحصه الدكتور. ولكن شفتيه انفصلت بالكاد بسبب الاورام الجلدية. وقال غروسمان «ما نريده في النهاية ان يتمكن من فتح فمه الى اقصى درجة بقدر الامكان».

ويواجه يوسف «ما بين 8 الى 10 عمليات، وربما اكثر، في فترة تتراوح ما بين 6 الى 8 شهور. كما سيتلقى علاجا سيكولوجيا لمساعدته على التكيف. وكانت مجموعة من الرجال الملثمين قد خطفوا يوسف في 15 يناير الماضي من امام منزله في وسط بغداد، وألقى عليه بنزين واشعلوا فيه النار.

واوضح غروسمان انه لن يتمكن من ازالة كل التشويهات. ولكنه على ثقة من اننا «يمكننا جعله في وضع افضل. سنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق تقديم».

وأومأت ام الولد برأسها وقالت للطبيب «اريد ان يتمكن ابني من الابتسام مرة اخرى».

وجرى تقديم يوسف الى الأطباء الاخرين طبيب اطفال وطبيب تخدير. وكان الولد يحتضن والده. وعيناه السودوان تراقب كل ما يدور حوله.

ويمكن ان تجري اول عملية له في الاسبوع المقبل وتشمل عدة اجراءات. فسيقطع غروسمان الانسجة المشوهة حول انه ويضع جلدا مؤقتا من جثة مكانه.

وقال غروسمان «سنضع بالونا ايضا تحت الجلد الجيد تحت رقبته وعلى وجهه. والغرض من ذلك هو مد الجلد الطبيعي، بحيث نتمكن خلال ثلاثة شهور من اجراء جراحات اخرى، لإزالة الانسجة المشوهة وجذب الجلد الجيد محلها». وفي النهاية سيعمل غروسمان على اصلاح الشفة العليا ليوسف. «سنجعلك افضل بكثير».

وانهى الدكتور تلك الجلسة الاولى. وصافح يده. وحاول تعليم يوسف حركة اميركية تقليدية لمس قبضتيك بعضهما البعض دليلا على الموافقة.

وشاهد يوسف واستمع. ومد قبضته ثم سحبها. ونظر لوالده ثم ضرب قبضته بقبضة والده. الشخص الوحيد الذي يثق به الطفل. وربت أبوه على شعره وقبله على رأسه. لقد خاطر الأب بالكثير لهذه اللحظة. لقد كانت هذه اكثر من مجرد رحلة من العراق لأميركا. وقال والده «أنا مرهق عاطفيا. لقد انتقلنا من الموت الى حياة جديدة».

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
شــــــــاعر عــــــراقي
2007-10-16
ولأنك يوسف فعلوا بك إخوتك هذا..... ومن المشين أن أدعهم بالأخوه ولكن الله معك يايوسف وستخرجك من البير قلوبنا وستعود إلى بلدك حبي لك وقبلاتي ودعواتي ياعراقي العراق ينتظرك ولكن بشرط أن تعود وأنت مبتسم قبلة أطبعها على شفتيك الشاعر ميثاق الهلالي
واثق جبار عوده
2007-09-15
في فتره صدام وبالتحديد في اواخر عقد التسعينات اشتهرت عمليه تهريب مشتقات النفط في مدينة الموصل إلى إقليم كردستان. عملية التهريب كانت بسيطة جدا ولم يقم بها الناس إلا نتيجة الضائقة والحاجة. حيث يقوم الأطفال الصغار بتهريب كميات قليلة لا تتجاوز الخمس لترات وهو ماسمح للشخص أن يشتري من أي مشتق نفطي. أمام هكذا ظاهره وقفت الحكومة في ذلك العهد للبحث عن حل ناجع ونهائي. وحلول الحكومة في ذلك العهد حلول سحرية لم يبتكرها لا السابقون ولا اللاحقون. أعطت الدولة أوامرها بالحل السحري حيث وقف مجموعة متخفية بملابس مدنية من ضباط الأمن العراقي في داخل محطات التعبئة وما أن قدم بعض الأطفال وتم تعبئة أوانيهم البلاستيكية بخمس لترات وحينما هموا بالإنصراف حتى باغتهم رجال الأمن بسكب حمولتهم على أجسامهم الطرية وأشعلوها في أجسادهم. وأمام احتراق هذه الأجساد الطرية وصياحهم المؤلم وقف رجال الأمن الصدامي يضحكون ويقهقهون ويتوعدون الأطفال أن يكرروا فعلتهم. هؤلاء الجنات الذين شوهوا وجه الطفل يوسف هم ذاتهم اولئك الجنات الذين أحرقوا أطفال الموصل الأبرياء.
ولاء الصفار
2007-09-15
اللهم نقسم عليك بحق طفل الامام الحسين عليه السلام عبد الله الرضيع ان تشافي يوسف من مرضه وان تنزله صاعقة من السماء على من فعل بيوسف هذا العمل الاجرامي البشع .
منتظرة لدولتكم
2007-09-15
الله ينتقم من كل ظالم..كيف لبشر يفعل لاخيه الانسان مافعلوه بهذا الطفل الوردة ...الله يساعد قلب امه...الله يشافيه ويشافي كل مريض بجاه محمد وال محمد وبحرمة هذا الشهر... اللهي زيح الغمة من مظلومي الشعب العراقي...قلوبنا تقطر دما من مصائبنا يااهلي المنكوبين بهؤلاء الجرائيم الصدامية.لاحول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم ياكفرة.
المهندسة بغداد
2007-09-15
السلام عليكم لا اعلم هل اشكو من وكالة انباء براثا ام اتشكرها ؟! ، اشكوها لدموع والم تسببها الاخبار أم اتشكرها لانها تأجج الرغبة في التصدي للظلم ولانها تغسل اروا حنا بتلك الدموع . عزيزي يوسف ان ما دفعني لفتح صفحة الخبر هو اسمك فلم اكمل باقي عنوان الخبر حيث ان اسمك جميل كجمالك يا حبيبي ولا تحسب اني اتكلم عن صورتك السابقة بل الحالية لانني اراك بعيون القلب التي ارى بها بشاعة البشر حتى صار جمال كجمالك نادراً ، بكيت ليس لما رايت فما رايت الا جميلاً الا انني بكيت المك يا صغيري ، عزيز علي ان تتألم ، عزيز علي ان تكون امنية والدتك عودة ابتسامتك ، عزيز علي يقبلك والدك على راسك لا وجهك ، عزيز علي انك تتمكن من الاكل والكلام بصعوبة وامثالنا تملىء افواههم السليمة كلمات الضجر والتأفف وتتضرع الى الله ببسيط الدعاء في تفضل من العبد على الرب الذي يريد ان نحمده لاجلنا لا لاجله . اعانك الله يا طفلي الصغير على الالم الذي سببته نار الدنيا ام الفعلة الفجرة فلهم نار جهنم التي ستطلع على افئدتهم القذرة . كنت اتمنى ان يكون الخبر لاسم كاتب لاسئله استحصال عنوان للاتصال بيوسف فان عجز بلده وشعبه على حمايته وعلاجه فجدوا لنا طريقا علاجيا بكلمات صادقة من اطفالنا وشبابنا لهذا الطفل ليشعر باننا الى جانبه بدعائنا وقلوبنا وكلماتنا واسمح لي بطبع قبلة على راسك يا صغيري قلوبنا معك .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك