تكشف صحيفة أمريكية، اليوم الجمعة، عن اتهامات يوجهها نازحون من محافظة الانبار الى الولايات المتحدة بمساعدة (داعش) الارهابي وايمانهم بنظرية المؤامرة من الجانب الامريكي، وفيما ييبن الجيش الامريكي ان أهداف حملته "واضحة" وهي إلحاق الهزيمة بـ(داعش)
وتقول صحيفة الوول ستريت جورنال في تقرير إنه "في إحدى معسكرات اللاجئين المؤقتة تحت جسر الطريق السريع في بغداد التي تضم نازحين من مدينة الانبار اجمع غالبيتهم على ان الولايات المتحدة هي من تتحمل سبب الماسآة التي يعيشونها".
وتنقل الصحيفة عن منتسب الشرطة السابق وسام خالد الذي إحتل تنظيم (داعش) الارهابي بيته بعد ان انسحب الجيش من مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار بقوله انا "احمّل الاميركان مسؤولية تدمير الانبار".
ويضيف النازح عباس هاشم 50 عاما الذي هرب من مدينة الرمادي ويعيش الان في هذا المعسكر المؤقت للاجئين في بغداد بقوله "نعلم جميعا أن اميركا تزود مسلحي (داعش) بالاسلحة والاطعمة وبسبب هذا الدعم فانهم اصبحوا اقوياء جدا".
وتبين الصحيفة ان "بدون شك ان مثل نظريات المؤامرة تلك التي تتحدث عن وجود دعم اميركي لتنظيم (داعش) تعتبر افكار غريبة"، مبينة أنها "منتشرة بحيث انها باتت الان تمثل حقيقة سياسية ذات عواقب دولية، جاعلة الامر اصعب بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها لرص صفوف اطراف القوات العراقية التي قد تتمكن في يوم ما من استرجاع المحافظة السنية من قبضة (داعش)".
وتوضح الوول ستريت ان "السبب الرئيسي لهذه الاعتقادات نابعة من حقيقة عدم تمكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من تحجيم قدرات ارهابيي (داعش) رغم مرور 10 اشهر على الحملة الجوية التي بدأوها ضد التنظيم ولكن على طرف النقيض الاخر يتذكر السكان المحليون كيف كان شكل القوة الاميركية المستخدمة باقصى قدرتها ضد مسلحي القاعدة في المعارك السابقة في حرب العراق".
وتنقل الصحيفة عن السفير الاميركي السابق لدى العراق رايان كروكر للفترة بين عامي 2007 و 2009 قوله انه "غير مندهش من الاحباط المتزايد لدى العراقيين"، مبينا ان "من خلال نظرة شاملة تفحصية لكل انحاء العراق والمنطقة يتضح لنا ببساطة باننا لم نهيء انفسنا للدخول بكل ثقلنا المعهود الذي كان من المؤكد ان يحدث تغيير".
واضاف كروكر أن"ما يتعلق بالعراق وقضية الانبار فنحن نتعامل مع اشخاص ومجاميع وعشائر تتذكر جيدا الدور الاميركي السابق المختلف عن الان عندما دكت القوات الاميركية الارهاب في الانبار بالتقرب للعشائر المحلية السنية وتسليحهم"، مبينا "انهم يعرفون ذلك جيدا وقد عايشوه اما الان فان معدل الامتعاض وعدم الثقة قد ازداد بينهم".
وتلفت الصحيفة الى ان "هذا المفهوم الشائع بأن الولايات المتحدة غير مهتمة حقا بالحاق الهزيمة بـ(داعش) قد ادى خلال الاشهر الاخيرة الى احباط المقاومة المحلية ضد التنظيم في الانبار".
ويقول مسؤولون محليون في الانبار أن "هذا الامر يمثل عقبة كبرى امام تجنيد العشائر السنية المحلية، التي كانت جزء من ستراتيجيات الولايات المتحدة اثناء الحرب في العراق".
و تنقل الصحيفة عن رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت قوله "اذا اردت ان تساعد شخص ما فعليك ان تفعل ذلك بقوة لتحقيق نتائج وليس بالقطارة كما يقال وكانك تتوقع موتهم باي حال من الاحوال، فالاميركان يقومون بدور مخجل جدا، ولو كان الدعم الاميركي قويا لما تحولت العشائر السنية الى جانب تنظيم (داعش)".
بدوره يقول رئيس أركان قيادة قوات التحالف ضد (داعش) الجنرال توماس وايدلي إن "أهداف حملتنا في قوات التحالف واضحة جدا ولا تحتاج الى المزيد من التوضيح، فمهمتنا هي إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش"، مبينا ان "القصف الاميركي كان له تاثير مدمر على قوات التنظيم حيث اضطروا للتحرك بمجاميع صغيرة وعجلات مدنية وادى القصف ايضا الى اهلاك الجزء الاعظم من قوته البشرية".
وتبين الوول ستريت ان "الجانب التفاؤلي من هذا الاعتقاد المترسخ لدى البعض بان الولايات المتحدة لاتسعى حقا لتحقيق انتصار على داعش قد اصبح من بين احد اسباب التقارب بين الفصائل المتناحرة السنية والشيعية في البلد".
https://telegram.me/buratha