اكد وزير النفط عادل عبد المهدي ان " العراق يسعى لطرح سندات خزينة حكومية في الاسواق الدولية ليعزز ماليته في مواجهة تقلبات السوق. و يسعى للحصول على التصنيفBB او اكثر في التصنيف الائتماني" .
وذكر عبد المهدي في بيان اليوم" في الاسبوع الماضي جرت في اسطنبول اجتماعات مكثفة مع اثنتين من المؤسسات العالمية الثلاث لـ"التصنيف الائتماني" {"فيتش" و"مودي"}.. ولم تساهم الثالثة وهي "ستاندرد اند بورز"، {التي خفضت التصنيف الائتماني للولايات المتحدة عام 2011 من درجة AAA الى درجة +AA}.. وثلاث من كبار المصارف العالمية وهي "سيتي بانك" و"جي بي مورغن" و "دويتشه بانك"، كل ذلك من جهة..
ومن الجهة العراقية وزراء المالية والتخطيط والنفط ومحافظ البنك المركزي ومعاون مستشار الامن الوطني، اضافة الى كبار المستشارين والخبراء والمحامين للاطراف المشاركة. كان الهدف تقويم الوضع الائتماني للعراق، الذي هو "غير مصنف" {NR, Not publicly rated}، وهذا اقل حتى من اوطأ الدرجات D.. اما اعلى الدرجات فهي AAA. فكلما كان "التصنيف" متقدماً كلما سهلت التعاملات وارتفعت المقبولية وانخفضت معدلات الفائدة، والعكس صحيح.. خصوصاً وان العراق يسعى لطرح سندات خزينة حكومية في الاسواق الدولية ليعزز ماليته في مواجهة تقلبات السوق. مصر مثلاً تصنيفها BB، والعراق يسعى للحصول على هذا التصنيف او اكثر".
وتابع " ان العراق غاب لفترة طويلة عن الاسواق العالمية، وقادت الحروب والاوضاع الداخلية المتصارعة الطويلة الى انهيار سمعته المالية والاقتصادية، خصوصاً بعد ان تراكمت عليه الديون واصاب الخراب بنيته الاقتصادية، واصبح بلداً يعتمد تماماً على النفط.. لذلك كانت الاجتماعات ضرورة للسعي لترميم هذا الوضع".
واكمل عبد المهدي بالقول "لاشك ان اخطر ما يهدد اي بلد هو غرقه في الديون.. لكن ما هو اخطر من ذلك ان يصاب البلد بالعقم الاقتصادي وتتوقف فيه عملية التنمية، ويبدأ بانتاج معدلات متزايدة من الفقر والجهل والتخلف والبطالة. ورغم ان التنمية عملية تعبئة وانطلاق داخليتين، لكن هذه العملية ستبقى معطلة ومبتورة بدون اسواق وعلاقات ومعاملات عالمية.. والعالم اليوم –خصوصاً في مبانيه المالية والاقتصادية- هو عالم مهيكل، اي فيه ضوابط ظاهرة وخفية، تلعب فيها كبار المصالح والدول ادوراً اساسية. فالقرارات في هذه المحافل، رغم كل ما فيها من ارقام ومعلومات ومهنية، لكنها ايضاً قرارات مصالح وانطباعات خاطئة وليست بالضرورة قرارات موضوعية ومنصفة".
وختم بالقول " في كل الاحوال لا يعبر الدين بذاته عن عجز او قصور طالما يستثمر في مجالات التنمية والاستثمار والبنى التحتية او الخدمات الاجتماعية التي تنمي الموارد السكانية والبشرية، وطالما هناك اطمئنان على السداد. فالولايات المتحدة وهي من اعظم الاقتصاديات، هي ايضاً اكبر بلد مدين في العالم.. وهي وغيرها من الدول الكبرى، المدينة جميعها، تحتل اعلى معدلات "التصنيف" العالمي.
لذلك كان لمنح صندوق النقد الدولي للعراق في عام 2004 "قرض ازمة"، دليلاً على كفاءة العراق في تسديد ديونه، تستدل بها الدول والمؤسسات في تعاملها مع العراق، والتي كانت خطوة اساسية في مفاوضات "نادي باريس" للحصول على اعظم تخفيض حصل عليه بلد متوسط الدخل كالعراق، اي 80-90% من ديون مجموعها 120-130 مليار دولار. لذلك تتباهي كبار الشركات العالمية بانها حصلت على قروض عالية، كدليل على ثقة البنوك بها وقدرتها على السداد واستثمار الاموال في مجالات متزايدة"
https://telegram.me/buratha