نشكر الله سبحانه وتعالى على ما تجلى خلال ايام الاربعين من بر ابناء شعبنا بالامام الحسين عليه السلام وبزوار الحسين عليه السلام لايمكن لاي كلمة ان تصف المجد الذي حصل عليه هذا الشعب الكريم لايمكن لاي بيان ان يعبر عن طبيعة الاسهام الجاد الذي مارسه ابناء هذا الشعب بمعية شيعة الحسين عليه السلام من بقية البلدان بامامهم وبما يظهر مظلومية هذا الامام لايمكن لاي متحدث مهما بلغ بيانه من القدرة والمكنة ان يصف عظمة ونبل خدام زوار الحسين عليه السلام صورة ولا ابهى موقف ولا اعز ذلك الذي تبدى لنا في زيارة الاربعين .
شعب ترك كل شيء وتساوى كل افراده في طريق السائرين للحسين منهم من يسير ومنهم من يخدم والكل يعرف بطبيعة الرحمة المهيمنة على طريق يا حسين لا ادري من الذي يجري حينما يدخل المرء في هذا الطريق كيف ان الغضوب يتحول الى حمامة سلام وكيف ان المتعب يتبارى مع متعب اخر كيف يخففون التعب عن الاخرين وكيف ينشغل الاغنياء مع الفقراء والمراجع مع البسطاء والاساتذة مع التلاميذ والمثقفين مع الاميين والنساء مع الرجال والكبار مع الصغار والكل يعمل وفق مسؤوليته من دون ان ينتظر تكليفا من احد بل الكل ينصهر في دوامة من التكليف الذاتي والذي لا يعبر الا عن طبيعة عشق مجنون للحسين عليه السلام .
اطفال بعمر الورود اليانعات وكهلة بل شيبة طاعون في السن والكل يتبارى هذا يتبارى وذاك يتبارى كيف يقدم الخدمة لزوار الحسين عليه السلام ما الذي يجري , هذا الشعب ليس الذي نراه في بقية الايام فالشعب الذي دخل في خيمة الحسين ليس الشعب الذي خرج من خيمة الحسين عليه السلام تفاني عجيب وليس جديد ان تكرر المصادر الامنية القول بان الاعمال الجنائية في شهر محرم وصفر تنزل مستوياتها بشكل قياسي جدا الى درجة الصفر في بعض الايام مع ان مراكز الشرطة تحفل في كل يوم بمئات الدعاوى وبالمئات من الاحداث الجنائية وبمئات الشكاوى ما الذي فعله الحسين صلوات الله وسلامه عليه بهذا الشعب بحيث يتحول الى ملائكة سائرة متفانية خادمة ناكرة لذاتها مضحية بكل ما تملك من اجل ان تقدم خدمة للزائرين .
في ليلة التاسع عشر من صفر التقيت باحد خدام الحسين عليه السلام من بعد خان النص قلت له ما رايك ماذا سيجري ما بعد الزيارة ؟؟ يقسم ودموعه تضج بها ماقيه يقول شيخنا انا من الان كئيب وعندي حالة اكتئاب اخاف سفرة الحسين تلم ونرجع الى ايامنا العادية ويا ليتنا نبقى في هذا الطريق ولا نريد شيء الا ان نبقى نخدم والتساؤول الطبيعي الذي لعله كل واحد منكم معني بهذا التساؤول لو قيل لك ان عمل فيه ثروة يحتاج منك ان تسير يومين الى ثلاثة هل ستفعل ؟؟ الغالبية لن يفعلوا لكن هؤلاء جاؤوا والارهاب والبرد والتعب والضنك يسيطر على كل اجوائهم ومع ذلك تراهم يسيرون بسلام وادعين ولا يمكن لنا الا ان نجد اعظم ظاهرة في التاريخ لا تجد فيها عنفا بل تجد فيها ودا يجتمعون الناس في الملاعب كم تحصل من مشاكل وكم تحصل مشاغبات وكم تتنافر الناس وهم اعداد قليلة لكن هؤلاء الـ 20 والـ 21 و الـ 26 مليون زائر يتبارون كيف يظهرون الود لبعضهم وكيف يبرزون الرحمة لغيرهم وكيف يتناكرون عن ذواتهم من اجل الحسين عليه السلام .
احد الزوار الايرانيين كان يريد ان يكلف احد خدمة الحسين عليه السلام ان يؤدي له خدمة هذا لا يعرف فارسي وذاك لا يعرف عربي هذا يقول له تفضل انا اعمله لك وذاك يقول له كم وبعدهم لا يعرفون الاجواء وبعد ان اتى المترجم اتضح للايراني ان العراقي يقول له تفضل وانا الذي ادفع لك حتى اخدمك .
https://telegram.me/buratha