دعا نائب رئيس مجلس النواب الشيخ الدكتور همام حمودي، منظمة اليونسكو والمجتمع الدولي الى ضرورة حماية التراث العراقي من عبث عصابات داعش الارهابية.
ونقل بيان لمكتبه عن الشيخ حمودي القول في كلمته التي القاها في مؤتمر منظمة اليونسكو في باريس، "ابدأ شكري وامتناني للمديرة العامة لليونسكو على تفضلها بالمشاركة معنا في العمل على حماية وحفاظ التراث الثقافي العراقي واقامة هذا المؤتمر الذي يتزامن مع اجتماع دول العالم، والامم المتحدة، ومجلس الامن الدولي الذي احس بخطر هذا التنظيم الارهابي الذي يهدد المجتمع الدولي باسره للوقوف بجانب العراق ودعمه في محاربته لهذا التنظيم، ونشكر ايضا دول العالم التي حضرت الاجتماع المذكور والدول التي تساندنا في حربنا ضد الارهاب والتي نطلب منها اليوم ان تقف معنا ايضا في حماية تراثنا وارثنا الحضاري والثقافي".
واضاف ان "العراق، بلاد وادي الرافدين الذي اقترن أسمه بمهد الحضارات وثراءه الاستثنائي الذي عرف اعرق الحضارات الانسانية كالسومرية والاكدية والبابلية والاشورية والعباسية، والتي خدمت الانسانية في اختراع الكتابة وتشريع القوانين "، مشيرا الى ان " هذه الحضارات التي نشأت في بلدنا قد تجاوز الستة الستة الاف سنة، وما زالت اثار هذه الحضارات شاخصة في المواقع الاثرية المعروفة والمسجل منها على قائمة التراث العالمي لليونسكو كسامراء والحضر واشور ومؤخرا قلعة اربيل ".
واوضح الشيخ حمودي ان "هذا الارث الحضاري المعروف بتنوعه الثقافي واللغوي والاثني والديني اعطى للعراق خاصية فريدة من نوعها وهي تعايش هذه الاجناس فيما بينها بالمحبة والسلام، لكن العراق تعرض على مر العصور الى هجمات كثيرة من قوى مختلفة ومتخلفة تريد تدمير كل ماهو حضاري وفكري ونعلم جميعا ما تعرضت له بغداد علصمة الثقافة والادب والعلوم والفنون والفلسفة من خراب على ايدي جيوش هولاكو وقوى الظلام وغيرهم واليوم يتصورون بان التأريخ يريد ان يعيد نفسه ولكن هيهات لن تستطيع هذه الفئة المتخلفة والضالة من ذلك بفضل الدعم الدولي ووعي الجميع باهداف ومقاصد هذه القوى الشريرة ".
واشار الى ان "هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العراق اليوم من قبل المجموعات الارهابية المتطرفة تريد ان تدمر كل ماهو ثقافي وحضاري وعلمي، والخطر الذي تشكله على تراثنا الثقافي والديني من خلال تدمير الاضرحة والكنائس والمساجد وتهريب الاثار، هو خطر يهدد ايضا الانسانية جمعاء لان هذا التراث هو ملك للانسان والبشرية جمعاء ".
ولفت " اننا ندق ناقوس الخطر وندعو دول العالم اجمع للوقوف مع العراق وحكومته الوطنية الشاملة والتي تمثل كافة القوى الوطنية في العراق من اجل انقاذ شعب وادي الرافدين بكافة طوائفه ودياناته وانقاذ حضارته وميراثه الثقافي وروحه ايضا ".
وبين "نحن اليوم في اشد الحاجة الى تضافر جهود المجتمع الدولي لحماية هذا التراث الانساني العريق، ومكافحة تهريب اثاره ومخطوطاته وممتلكاته الثقافية ومتاحفه ودور العبادة فيه من كنائس وأديرة وجوامع وحسينيات وحماية تنوعه الثقافي والاثني والديني ".
وتابع الشيخ حمودي "ندعو جميع الدول التي وقعت على اتفاقيات اليونسكو الخاصة بالاثار كاتفاقية لاهاي في حماية الاثار في زمن النزاع المسلح واتفاقية 1970 الخاصة باعادة الممتلكات الثقافية الى بلدانها الاصيلة التي هربت بطريق غير مشروعة واتفاقية 1972 الخاصة بالتراث الثقافي والطبيعي والقرار الذي اعتمده المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته الاخيرة 195 في شهر تشرين الاول لدعم التراث العراقي تنفيذ بنود هذه الاتفاقيات ومساعدتنا في دحر الارهاب ومشاركتنا في حماية واعادة ترميم تراثنا الثقافي".
وتوجه نائب رئيس مجلس النواب الشيخ همام حمودي بالشكر للحضور ودعمهم لحماية الارث الثقافي والحضاري العراقي ، مشيدا بـ "جهود جميع المشاركين في المؤتمر من خبراء واكاديميين وباحثين "، معربا عن امله في "التوصل الى نتائج ايجابية ومثمرة للحفاظ على التراث والاثار من اخطار التهريب وتقديم التدابير الواجبة للحفاظ عليها وكذلك على مقتنيات المتاحف والمخطوطات".
كما توجه حمودي "بالشكر الى منظمة اليونسكو على كل ما قدمته وستقدمه من دعم مساندة رغم المخاطر والصعوبات ، وشكر بوكوفا على جهودها ودعمها وعلى قرارها بزيارتها الاخيرة الى العراق وقولها ان الاعتداءات على الثقافة انما هي اعتداءات على الشعوب، وعلى هوياتها وعلى قيمتها وتاريخها، بل وايضا على مستقبلها "، كما ان حماية التراث العراقي يجب ان تمثل جزءا الا يتجرأ من جميع الجهود الرامية الى بناء السلام ".
واكد "اننا سنعمل سويا وسننهض جميعا بالعراق وبحماية تراثه رغم كل التحديات ورغم كل قوى الشر والارهاب الذي نحن على يقين انها ستندحر في نهاية المطاف والسلام "، منوها الى ان " العراقيين لن ينسوا من وقف معهم
https://telegram.me/buratha