شددت المرجعية الدينية العليا على ضرورة الاسراع باقرار الموازنة المالية لعام 2015 مع محاربة الفساد، محذرة من الغفلة عن الحفاظ على المكتسبات والانتصارات التي تحققت على عصابات داعش الارهابية".
وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد احمد الصافي في خطبة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، لا يخفى ان هناك عوامل عديدة في العراق تستوجب ان يكون حاله افضل مما هو عليه الان ومن ابرزها العامل الاقتصادي والثروات الكثيرة والمتنوعة، بالاضافة الى وفرة المياه، ولكن نتيجة لظروف عديدة ومعقدة مر بها البلد لم تستثمر هذه الثروات بالطريقة المثلى التي تحقق الحياة الكريمة والعيش الرغيد للمواطنين".
وأضاف انه "لم يتضح الى الان وجود خطة اقتصادية او تنموية واضحة المعالم والافق تتماشى مع امكانيات البلد الهائلة، بل في الاعم الغالب لا نرى الا تجميع المال عندة الوزارة المعنية وتوزيعه على مؤسسات الدولة، ويخضع هذا التوزيع لتجاذبات غالبا ما تكون سياسية وكل طرف يتمسك بمطالبه كما حدث في مجمل السنوات الماضية بما يتعلق بالموازنات المالية، وهو أمر يثير الأسف والاستغراب وهذا ما لا نرجو ان يتكرر في المستقبل ولابد من ايجاد رؤية واضحة فالتخطيط بهذا الشأن مسؤولية كبيرة امام المسؤوليين الان وامام الاجيال القادمة".
وأشار الصافي الى ان "الاعتماد الكلي على ثروة واحدة كالنفط في تغطية الحاجات المالية والاقتصادية للعراق امر غير صحيح بل يعرض البلد الى مجازفات اقتصادية ومالية مع وجود واردات اخرى كالسياحة الدينية والسياسية مما يستدعي الاهتمام بهذا الجانب فضلا عن المشاريع العمرانية والاستثمارية العملاقة التي ممكن ان تكون رافدا اضافيا الى العراق، ما يحتم على المسؤولين تطوير الجانب الاقتصادي للبلد".
وتابع ممثل المرجعية الدينية "بالاضافة الى ما تقدم فاننا نرى ان عدم الاهتمام بالقطاع الصناعي، بل لا يقتصر ذلك على تطويره فحسب، بل اهمال ما موجود منه والذي كان يوفر العديد من فرص العمل في الصناعات المحلية كمعامل الانسجة وغيرها، وعلى المسؤولين عن هذه القطاعات الوطنية الحافظ عليها وتطويرها".
ولفت الى ان "مسالة الرقابة من المسائل المهمة لمتابعة اي عمل كي تعلن نتائجه سلبا او ايجابا ثم تقييمه ونلاحظ عدة جهات رقابية مع بطء العمل او تركه نهائيا والمحصلة هي التأخر بخدمة المواطن وعدم الاستفادة ولو استقصينا ذلك لحصلنا على نتائج مخيفة سواء بهدر الاموال او بدون منفعة".
وشدد الصافي على "ايجاد حلول جذرية لما موجود من فساد مالي كونه آفة تنخر في جسم أي مؤسسة، اذا لم تكافح فهي تعيق اي تقدم"، مشيرا الى ان "تفشي هذه الظاهرة يستدعي ان تكون هناك معالجات حقيقة سواء في القرارات او اللوائح او اختيار الاشخاص في المواقع الحساسة، ونشعر بالالم والمرارة ازاء ما يحصل في بعض المؤسسات من استشراء الفساد، فكم من عمل ينفع الناس لولا هذا الفساد".
ودعا ممثل المرجعية الدينية العليا "المسؤولين في كل المواقع بلا استثناء الى محاربة الفساد ومكافحته في كل المواقع وبلا استثناء بما يؤتي من وسائل مع تكريس الطاقات الاعلامية والثقافية لبيان مخاطر هذه الآفة".
وأشاد الصافي "بالانتصارات الكثيرة والكبيرة المهمة التي تحقق في جبهات القتال من ابنائنا الابطال في القوات المسلحة والحشد الشعبي الذين تمكنوا من طرد داعش من مناطق كثيرة سبق وان استولوا عليها، سائلين الله تعالى ان يشد على قلوبهم لتطهير العراق وكل العراق من شرور هذه العصابات، مؤكدين في نفس الوقت على مراعاة جميع الحقوق وعدم المساس بها وعدم الاعتداء على اي شخص بريء في دمه وماله باي مبررات وفي كل الحالات".
ودعا ممثل المرجعية الى "عدم تاخير استحقاقات القوات المسلحة والحشد العشبي من رواتب ومؤن وتسليح فانهم بحاجة الى ذلك رغم الظروف الصعبة، خاصة في الوحدات التي اعيد تشكيلها".
وشدد على "عدم الغفلة عن اي موقع وعدم الاطمئان التام فان آفة النصر الغرور ولابد من اليقظة والحذر فان العدو يحاول العبث هنا وهناك، ومنها في مناطق عزيز بلد والاسحاقي وطريق سامراء في محافظة صلاح الدين، والاستمرار بالمعارك بشجاعة حتى يُطرد الارهابيون عن كل تراب العراق"
https://telegram.me/buratha