قال القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، عادل عبد المهدي، ان الوطنية هي توفير الأمن وحماية الحقوق والدفاع عن الحريات، والارتقاء بحياة المواطن إلى حياة المواطنين في الأمم الراقية، مؤكدا ان الوطنية ان تجردت من المواطن وحقوقه فستكون افيوناً لخداع الشعب .
وقال عبد المهدي في بيان "لا اعتقد أن شعوباً ضحت كشعوبنا من اجل أوطانها، رغم ذلك ما زال المواطن يجلد باسم الوطنية التي أفرغت من محتواها وأصبح هدفها، في اغلب الحالات، الدفاع عن الحاكم والمسؤول ".
وزاد بالقول " خسرنا فلسطين، وهُزمت جيوشنا، ولم نخجل، ولم نعترف بضعفنا، ونصلح أحوالنا الذي أساسه، التوكل على الله سبحانه، وتغليب الشعب، واحترام حقوق المواطنين وحرياتهم، بل بقينا ننفخ أبواق النصر، دون تهيئة شروطه، وسقطت عروش مرحلة الاستقلال، وجاءت أنظمة مرحلة الوطنية ".
واوضح ان " هزائمنا لو استمرت، نخسر الإنسان والضحايا وفرص الحياة، ونزداد تفككاً وانقساماً، نخسر الأرض وآخرها الموصل، وغيرها الكثير ونخسر كرامتنا وأمننا، رغم ذلك ندّعي الانتصارات والبطولات ".
واضاف عبد المهدي إن "جردت الوطنية من المواطن وحقوقه وأرضه وحياته وأمنه وتقدمه تتحول إلى أفيون لخداع المواطنين والشعب، فالوطنية الحقة هي عندما يشعر المواطن بحريته في وطنه لا في معسكرات وبلدان اللجوء، وعندما يعتاش المواطن من مصالح بلاده لا من الهبات الأجنبية، وعندما يتجول في ارض بلاده حراً كريماً، وليس سجيناً في وطنه، تمزقه الهويات الطائفية والتقسيمات الاثنية والحروب الأهلية، والأعمال الإرهابية والميليشوية، كما جرى في ديالى مؤخراً، وفي سبايكر قبلها، وعشرات الاعمال اليومية التي تسترخص دماء المواطنين ".
وتابع ان " الوطنية هي توفير الأمن وحماية الحقوق والدفاع عن الحريات، وهي تقدم التعليم والطب والعلوم والإدارة والسكن ومكافحة التخلف والفقر والبطالة والارتقاء بحياة المواطن إلى حياة المواطنين في الأمم الراقية، فالوطنية ستبقى مثلومة ان لم ترتبط بالمواطن، ستبقى ناقصة، بل أكذوبة، أن عزلت نفسها عن المواطن ومصالحه وحقوقه ومستقبله ".
وتابع عبد المهدي بالقول ان " الوطنية ليست الموت من اجل الوطن مجرداً، بل العيش الحر الكريم في وطن، ندافع فيه حتى الموت عن نظام يكتسب سلطاته وسيادته من المواطنين، ونحمي حقوقاً ومكتسبات وثوابت دينية ووطنية يتمسك بها الشعب امام اي عدوان محلي واجنبي، الوطنية ليست في كثرة صناعة الأعداء الداخليين والخارجيين، بل هي في مراكمة الصداقات التي تستجذب القدرات والموارد المشروعة، لتكون إضافة كمية ونوعية لرقي وأمن وتقدم بلداننا، وتجعل قيمة الإنسان والمواطن وحقوقه وحرياته هي القيمة العليا التي توضع في خدمتها كل مؤسسات الدولة والمجتمع، وكل القوانين والتشريعات ".
واشار الى أنه " في بعض الدول، عندما تسأل شرطياً او عسكرياً امراً ما، يقوم بتحيتك تعبيراً، انك الآمر، وان الدولة ورمز قوتها مسخرة لخدمتك كمواطن "
https://telegram.me/buratha