أدانت مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية، اليوم الأربعاء، الاعتداءات على دور العبادة كافة والمساس بالرموز الدينية "المقدسة" عند اتباعها، وفي حين أبدت استعدادها التام لاستقبال الأسر النازحة والمهجّرة من العراقيين، دعت الجميع الالتزام بدعوات مرجعية النجف الأشرف للتسامح والعيش المشترك وتعزيز المواطنة ومساواة الحقوق للعراقيين كافة، وطالبت الجهات الوطنية والدولية ذات العلاقة بتحمّل مسؤوليتها تجاه "الخطر المحدق" بالمكونات والأقليات الدينية والعرقية وحماية الأرواح ودور العبادة والآثار التاريخية التي تخلّد حضارات "عراقنا الجريح".
وقالت المؤسسة، في بيان، إنه "انطلاقاً من المفاهيم الدينية الصحيحة التي جاءت بها جميع الكتب السماوية والروح الوطنيّة والقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة، والمسؤولية الملقاة على عاتق أبناء الشعب الواحد من قيادات دينية وسياسية وثقافية وإعلامية ومؤسساتية، في مواجهة التذويب المقصود لبعض المكونات في مجتمعنا من قبل بعض الجماعات التي تحمل المفاهيم المريضة واللا دينية التي لم تكترث بحرمة دم الإنسان من أعداء الدين والإنسانية معاً، ومن يقف وراءهم من مخططي الفتن الطائفية والدينية والعرقية، ندين ونستنكر ونشجب الاعتداءات كافة على دور العبادة من مساجد وحسينيات وكنائس وغيرها، والمساس بالرموز الدينية المقدسة عند اتباعها من كل الديانات والمذاهب".
وأعلنت مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية، عن "الاستعداد التام لاستقبال الأسر النازحة والمهجّرة من العراقيين سواء المسلمين منهم أم المسيحيين وغيرهم"، داعية العراقيين كافة إلى "تقديم المساعدات بأنواعها كافة للأُسر النازحة وحمايتهم من المعتدين عليهم، وفقا لمبادئ الاخوّة الإنسانية والوطنية".
وأكدت المؤسسة، على ضرورة "التزام من يهمهم الأمر من رجال دين ومبلّغين وخطباء ومثقفين وإعلاميين، بدعوات المرجعية الدينية العليا في حوزة النجف الأشرف المتكررة بالدعوة إلى التسامح والعيش المشترك والمطالبة بتعزيز المواطنة ومساواة الحقوق للعراقيين كافة، انطلاقاً من مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية"، مبينة أن على الجهات السياسية والتشريعية والحكومية "تحمّل مسؤوليتها تجاه الخطر المحدق بالمكونات والأقليات الدينية والعرقية، كالشبك والتركمان والايزيدية والصابئة المندائيين وآخرها ما جرى على المسيحيين وغيرهم في الموصل والمدن الأخرى، واتخاذ الإجراء الفعلي والعملي والفوري لحماية الأرواح ودور العبادة والآثار التاريخية التي تخلّد حضارات عراقنا الجريح".
وطالبت المؤسسة، الأمم المتحدة واليونسكو والمنظمة الإسلامية وجامعة الدول العربية بضرورة "تحمل مسؤولياتها الإنسانية والتاريخية واتخاذ الإجراءات السريعة والعملية قبل فوات الأوان"، معلنة عن "رفع شعار نتعاون ونفكر ونعمل ونخطط لننجح والاستعداد التام التعاون مع جميع المنظمات الدولية والإنسانية والمجتمعية في هذا المجال بقلب مفتوح قبل الاذرع"، وفقاً لبيانها.
يذكر أن تنظيم (داعش) الارهابي قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، كما امتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في العراق.
وكان شهود عيان من أهالي نينوى، أكدوا الجمعة الماضي،(الـ18 من تموز 2014 الحالي)، بأن عشرات المسيحيين "يهربون"، من مدينة الموصل،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، بعد تلقيهم تهديدات "بالقتل من قبل تنظيم داعش الارهابي "، إذا لم يغادروا المدينة حتى ظهر يوم السبت الماضي،(الـ19 من تموز 2014 الحالي)، وفي حين بينوا أن عناصر التنظيم كتبوا على منازلهم عبارة "عقارات الدولة الإسلامية"، أكدوا أن عناصر "التنظيم الارهابي ومناصريهم" من أهالي المدينة، بدأوا "عمليات المصادرة لأموال المسيحيين".
وكان مجلس الأمن الدولي، شجب في وقت سابق من أمس أمس الثلاثاء،(الـ22 من تموز 2014 الحالي)، "الاضطهاد الممنهج" لأفراد الأقليات الدينية من قبل تنظيم داعش والمجاميع المسلحة الارهابية المرافقة له، وفي حين عدّ أن "الإرهاب" يشكل واحداً من "أخطر" التهديدات على السلم والأمن الدوليين، طالب المجاميع المسلحة كلها الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية للمدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها، ودعا القوى السياسية العراقية كافة إلى "التغلب على انقساماتها" والعمل سوية ضمن عملية سياسية "شاملة وعاجلة" لتعزيز قوة الوحدة الوطنية في العراق وسيادته واستقلاله.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أدانت أمس الأول الأحد (العشرين من تموز 2014 الحالي)، عملية التهجير القسري التي يتعرض لها المسيحيون في الموصل، معتبرة إياها "وصمة عار" لا يمكن السكوت عنها.
كما حذر بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس رؤفائيل الاول ساكو، أمس الثلاثاء، من تدمير التراث المسيحي في العراق ونهبه كونه يشكل "إرثاً إنسانياً لا يقدر بثمن"، وفي حين عدّ ما تعرض له المسيحيين "جريمة ضد البشرية" شدد على رفض كل مظاهر "العنف والتمييز" بين المكونات العراقية باعتبارها "ضمان للتوازن والعيش المشترك"، دعا حكومة إقليم كردستان إلى حماية المناطق المسيحية من هجمات المسلحين المتطرفين، والحكومة الاتحادية لتعويض النازحين عما لحق بهم من أضرار وصرف رواتب الموظفين منهم.
https://telegram.me/buratha