لم تُحسم المعركة بعد، لكن قائداً عسكرياً كبيراً، أعياه الوقت المستنزف في حرب الأنبار، والتي يبدو انها ستسمر طويلاً، دون ان يجد الرصاص طريقاً لـ"الحل" الذي بات عصياً و"مستحيلاً" سياسياً، بعد ثلاثة أشهر عجاف في صحراء الغربية.
القادة العسكريون الكبار، يقضون غالب أوقاتهم بالأنبار منذ بدء الأزمة في 23 كانون الأول، لإدارة معارك على جبهات عدة في الغرب العراقي، والتي شملت مناطق في شمال بغداد. وعلى الرغم من شحة المعلومات عن الأدوار التي يقوم بها القادة، ممن يمثلون أركان القيادة العامة للقوات المسلحة، غير ان بعضاً من الصور والفيديوهات تظهرهم في مناطق قتال بالانبار، يفترشون امامهم خرائط خطوط التماس.
ورغم الوقت الطويل الذي مرّ، والتحشيد العسكري المستمر، لكن المعركة لم تحدث تقدماً ملموساً في الحدث من فاعلية الجماعات المسلحة "الداعشية" او من مقاتلي العشائر اللذين يتشاطرون موقفاً مضاداً من القوات الحكومية، ويختلفون في الايديولوجية والمنهج.
ويبدو أن أحد صقور العسكر البارزين، تعرض بعد ظهر أمس السبت، لعارض صحي شديد، نقل على إثره على وجه السرعة الى مشفى متخصص داخل المنطقة الخضراء.
مساء أمس السبت، أبلغ مصدر مقرب من الفريق أول ركن عبود قنبر "العالم الجديد" بأن "قنبر أصيب بجلطة قلبية".
ولفت المصدر، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي وصديق مقرّب من قنبر، أن الأخير "شعر بعارض صحي مفاجئ، وسرعان ما تدهور وضعه صحي، فنقل الى مستشفى داخل المنطقة الخضراء".
وبيّن أن "الفحوصات دلّت على إصابته بجلطة قلبية"، ولم يشر الى انه "ينقل الى خارج العراق لتلقي العلاج".
ويرأس قنبر الآن تشكيلا عسكريا وامنيا، بصلاحيات ادارية وعملياتية واسعة النطاق، باسم "مقر قيادة العمليات المشتركة"، ويشرف على مناطق وقيادات في عدد من المحافظات العراقية.
وشُكل المقر، وفقاً لأمر القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، المرقم 1-1-5102 والمؤرخ في الثالث من ايلول 2013، وعيّن بموجبه قنبر كقائد بمناصب عدة وصلاحيات موسعة، لادارتها.
ويتمتع قنبر بثقة رئيس الوزراء نوري المالكي، ما يجعله اهم قائد عسكري يلعب دوراً مؤثراً في صنع السياسة الامنية التي يمسك بزمامها رئيس الوزراء، الذي يتولى مهام وزارتي الداخلية والدفاع بالوكالة.
ويرأس قنبر الذي يشغل منصب معاون رئيس اركان الجيش للعمليات، مع توليه لقيادة "المقر" مهام قائد القوة البرية، وكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة، قائد الشرطة الاتحادية، قائد عمليات بغداد، قائد قوات مكافحة الارهاب، امين السر الاقدم لمكتب القائد العام للقوات المسلحة، ممثل عن قيادة طيران الجيش، ما يجعله القائد الامني الاخطر والاكثر صلاحيات في تاريخ المؤسسة العسكرية والامنية العراقية.
وولد قنبر في مدينة العمارة الجنوبية، وخدم كضابط بالجيش العراقي (السابق) حتى حصوله على رتبة لواء, ولم يلتحق بكلية الأركان.
وفي حرب الخليج الثانية عام 1991, سلم قنبر نفسه للقوات الأميركية, ثم عاد إلى العراق ليخدم في الجيش العراقي مجدداً، قبل دخول القوات الأميركية البلاد في التاسع من نيسان عام 2003.
وعلى اثر صدور قرار إعادة ضباط سابقين في الجيش العراقي, أعيد قنبر إلى الخدمة بعد حل الجيش العراقي على يد الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر.
وبعد تولي رئيس الوزراء نوري المالكي ولايته الاولى، عُد من القادة العسكريين المقرّبين منه، واختير كقائد لعمليات بغداد، والتي قسمت بموجبها العاصمة الى تسع مناطق امنية رئيسة.
ورأس قنبر ابان الاقتتال الطائفي في العراق، غرفة ادارة العمليات، والتي ضمت قادة الصنوف الامنية العراقية بالاضافة الى القائد العسكري الاميركي، وقائد القوات متعددة الجنسيات، وعرف التشكيل فيما بعد بـ"خلية الازمة" وضم فيه رئيس الوزراء ومستشار الأمن الوطني ووزيري الدفاع والداخلية.
وفي الثلاثين من تشرين الاول 2009، سُربت معلومات عن تغييرات كبيرة اجراها المالكي ضمن القيادات الامنية في بغداد، اثر موجة تفجيرات واسعة وعنيفة، طالت عددا من مناطق العاصمة.
واشارت التسريبات الى ان الفريق الركن عبود قنبر والذي كان يشغل حينها منصب قائد عمليات بغداد، شُمل بقرار اقالة واحالة على التقاعد اتخذه المالكي، شمل 32 قائداً، لكنه سرعان ما تراجع عنه، بسبب عدم وجود كوادر مهيئة لتولي مناصبهم، ولجهة الفراغ الامني الذي سيخلفه القادة المقالون.
وشمل قنبر على غير مرة بإجراءات هيئة المساءلة والعدالة، والغيت تلك اجراءات الاجتثاث بأوامر من رئيس الوزراء.
https://telegram.me/buratha