أدان عدد من رؤساء تحرير الصحف الكوردية الاحد مقتل الصحفي محمد بديوي، مطالبين الاسرة الصحفية العراقية بالتصدي لكل الاصوات التي تسعى لتحويل الحادث الى منصة لـ"بث روح الشوفينية والثأر والتعصب الاعمى".
كما أبدو استغرابهم مما أسموها بـ"الهمة والسرعة" التي ابداها رئيس الحكومة نوري المالكي بالحضور الى مكان الحادث والمطالبة بالقصاص من الجاني.
وقتل بديوي وهو أستاذ جامعي وصحفي يدير مكتب إذاعة العراق الحر في بغداد أمس برصاص ضابط من الفوج الرئاسي بمنطقة الجادرية بعد مشادة كلامية، ولم تتضح بعد اسباب اندفاع الضابط لإطلاق النار.
وقال الصحفيون في بيان عقب اجتماع في مكتب السليمانية لمركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، ان مقتل الصحفي محمد بديوي "جريمة مشهودة" وعلى القضاء العراقي ان يأخذ دوره في التحقيق بالحادث واصدار قراره باستقلالية وحياد.
وطالبوا بأن "تكون عملية تسليم القاتل فاتحة لتسليم جميع المطلوبين في حوادث قتل الصحفيين ومكافحة الافلات من العقاب، واعادة التحقيق في الجرائم السابقة التي طالت الصحفيين وتقديم القتلة الى العدالة".
وقال الصحفيون الكورد إن "البعض حاول تصوير الحادث وكأن مواطنا كورديا قتل مواطنا عربيا وليس ضابطا بزي رسمي قتل صحفيا في ظروف غامضة".
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد دخل منطقة القصور الرئاسية بعد مقتل بديوي إلى جانب كبار المسؤولين وأمر بإلقاء القبض على الجاني.
وفسر خصوم المالكي خطوته المفاجئة على أنه يريد أن يلمع صورته قبل الانتخابات المقررة في 30 نيسان المقبل والظهور بمظهر المدافع عن القانون رغم عدم الكشف عن قتلة عشرات الصحفيين الذين قضوا خلال فترة ثماني سنوات قضاها المالكي على رأس الحكومة.
وأبدى الصحفيون استغرابهم من "الهمة والسرعة التي ابداها رئيس الحكومة نوري المالكي بالحضور الى مكان الجريمة والمطالبة بالقصاص"، مشيرا الى "حصول مئات من جرائم القتل التي طالت الصحفيين وإفلات المجرمين من العقاب".
وطالبوا القضاء العراقي بـ"القيام بدوره الجدي لتحقيق العدالة لكي لا يفلت اي مجرم من جريمته"، مشددا على "الابتعاد عن الثقافة البعثية في بث الشعور الشوفيني والتعصب والثأر الذي لم نذق منه سوى المرارة والخسارة وخيبة الامل طيلة تاريخنا الحديث".
وذيل البيان بتوقيع كل من رئيس تحرير جريدة هاولاتي كازاو جمال، ورئيس تحرير جريدة آوينة سردار محمد، ورئيس تحرير مجلة لفين احمد ميرة، ومنسق مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين رحمن غريب، ورئيس تحرير شارِبريس كمال رؤوف.
وكانت قيادة عمليات بغداد قد تسلمت السبت الضابط المتهم بقتل بديوي بعد أن أعلنت رئاسة الجمهورية أنها ستسلمه إلى الجهات المعنية لاتخاذ القضية مجراها القانوني.
وفي وقت سابق من اليوم أعلنت قيادة عمليات بغداد عن تسلمها مهام مداخل الموقع الرئاسي من الفوج الاول والثاني التابع لرئاسة الجمهورية تنفيذا لأوامر المالكي وإسنادها إلى الشرطة الاتحادية.
https://telegram.me/buratha