وصف الشيخ جلال الدين الصغير صرف اموال الموازنة من دون الرجوع الى البرلمان بانه انقلابا على الدستور ،محذرا من تردي اوضاع البلد نحو الاسؤ ، محملا السلطات الثلاث مسؤولية ذلك .
وقال في خطبة صلاة الجمعة اليوم التي القاها في جامع براثا ببغداد ان"من يمسك بزمام الامور اثبت قدرة على افساح المجال في ان يقوي العدو عليهم وان يجعل مواطنهم يسير بمسارات الحرمان ويبقون في طي النسيان ".
واضاف ان "السجالات التي نراها خلال هذه الفترة ليست وليدة يومها انما هي امتداد لسجالات تعايشنا معها منذ سنين ونراها هذه الايام مرشحة للتصاعد الخطير خلال الفترة المقبلة".
وتابع الشيخ الصغير اننا"رأينا مفاجئات كبرى على مستوى القضاء على ماتبقى من قوة العملية السياسية ولا استثني احدا من النافذين في عملية الامساك بقرار الدولة فلا الحكومة ولا البرلمان ولا رئاسة الجمهورية ولا القضاء ولا ايضا الاقليم ولا الحكومات المحلية التي لا زالت داخلة في طبيعة العملية التي تتردى يوما بعد اخر".
واوضح ان"الحديث الذي نشهده هذه الايام بقدر ما يمثل انتهاكا صريحا لكل الاوضاع دستورا وقانونا ، ولكنه مرشح لكي يتصاعد بشكل كبير جدا ولا اخفي ان احتمال الانقلاب من داخل هؤلاء على بعضهم اصبح واردا بمعزل ان يكون هناك احترام للدستور او العمل بالقانون".
وبين الشيخ الصغير ان"الايام المقبلة في غاية الصعوبة وهي مرشحة للتصاعد وهي لن تبقى متصاعدة الى يوم الانتخابات بل ستبقى مرشحة للتصاعد حتى نرى حكومة جديدة هذا ان وصلنا الى خيار الانتقال السلمي للسلطة".
واشار الى ان"الايام ستكون مظلمة بشكل مؤسف جدا في وقت يتمادى فيه الارهاب بشكل كبير ويبرز مقابله ضعفا في كل السياسيات الامنية وفشلا في كل المخططات وترديا في كل الاداءات الامنية".
ولفت الى انه " بعيدا عن الاعلام وقضاياه فان الوضع مؤلم حيث ان ما قيل في الاعلام الحكومي عن عمليات الانبار لو تم عمل احصائية له فانها ستشير الى انه تم قتل قرابة 4000 ارهابي في حين انه قيل انه قد قتل في بداية العمليات لا يتجاوز الـ 400 عنصر فقط"، متسائلا "فما هو السبب في ذلك؟".
واشار الى ان"الواقع الموجود ليس كما يقال لنا وهو ان تضرب الحلة بكل هذا الالم يوم امس وماقبلها والمسيب وبغداد بانفجارات كبيرة وباعداد غير مالوفة"، مبينا ان" المديح لافائد له بل ان الارقام الموجودة في الارض هي الواقع بمرارته".
واعتبر الشيخ جلال الدين الصغير ان " كل صوت انفجارات ورائه عوائل تسبى وايتام تضاف الى ارقام اليتامى وفجائع تتكرر في كل يوم ".
وطالب السياسيين "بان يبرزوا قواهم وبطولاتهم التي يبتاهون بها فيما بينهم على الارهاب ".
وبين الشيخ جلال الدين الصغير ان "الفراغ السياسي لم يأتنا من السماء بل جاء من خلال المشاركين في العملية السياسية والذين اتفقوا في اربيل ، ومن ثم نرى ان هناك ثلاث جهات تتصارع والمشكلة الدستور والقانون فماذا كان اتفاق اربيل وعلى اي شيء تم".
وقال ان"الحديث الذي يجري عن الموازنة يوجد به حق وباطل ، ولا نستثي احدا حيث ان المفروض ان تقدم الحكومة مشروع الموازنة في شهر ايلول الماضي وهي اخرته الى شهر شباط الماضي وقامت كل اسبوع تقدم تعديل على الموازنة حتى انها قبل ايام طلبت اضافة مليار دولار الى الانبار "متسائلا"اذا كان ذلك الامر لماذا هرجوا على رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم عندما طرح مسالة انه كل سنة تعطى الانبار مليار دولار ولمدة اربع سنوات حتى نحل المشكلة لان الفقر يوجد بجانبه الارهاب ويمكن من خلال القضاء على الفقر وعلى المشاكل الاجتماعية ان نحل المشكلة الامنية".
وبين اننا"نتحدث عن موازنة تعد اكبر موازنة في تاريخ العراق وهي تقدر بـ120 مليار دولار واذا كان المطلوب من البرلمان ان يناقش بطريقة السرعة فانه يمكن بساعة واحدة ذلك ويتم التصويت عليها ولكنه سيخون ما تبقى من ثقة موجودة فيه".
واشار الشيخ جلال الدين الصغير الى ان"الحديث عن ان الحكومة يمكن ان تنفق دون الرجوع الى البرلمان يمثل انقلابا على الدستور حتى لو كان البرلمان مقصرا لكن لايعالج الخطأ بخطأ اكبر منه كما ان طريقة التحدث هذه تعد سلب لاخر صلاحية للبرلمان مثل ما سحبت الصلاحيات من رئاسة الجمهورية".
وذكر ان"الالحاح بطلب الموازنة بحجج ان الاعمار والبناء والرواتب متوقفة عليها فان هذه الامور موجودة من قبل فماذا رأينا منها"مشيرا الى ان"الموازنة في العراق تختلف عن اي موازنة في العالم اذ انها لا تتضمن حسابات جدولية ختامية".
واشار الشيخ جلال الدين الصغير الى ان"دوام البرلمان بهذا المستوى امر غير مقبول لانه حول نفسه الى مقهى لنشر الغسيل والتجاذب السياسية دون معنى حقيقي لمناقشة اوضاع البلد"موضحا ان"اهم سلطة للبرلمان نهبت ولم يتبقى منها الا هذا المقدار المتبقي ".
وطالب "البرلمان والقضاء والحكومة ان يراقبوا طبيعة مايصلوا اليه اذ انه لم يتبق للانقلاب سوى الخطوة الاخيرة ولم يتبقى شيء ونحن ننتظر من ينفذ قبل الاخر ولكن هذه التضحيات والدماء والاموال اين اصبحت واين نحن متجهين فنحن اصبحنا امام باب في منتهى الخطر .
https://telegram.me/buratha