وقال صديق للقس رفض الكشف عن شخصيته "لا أعلم كيف ومن أين أبدأ، فمن الصعب تلخيص عِشرة 8 سنوات في سطور قليلة، أنا والأب رغيد عزيز كني، وصلنا روما في الأسبوع ذاته في أيلول 1997، وبقينا سوية حتى احتفل هو شخصيا بزفافي في اليوم السابق لعودته للعراق. كنا نتحادث أو نلتقي يوميا تقريبا، وكان بالنسبة لي أخاومرشداً في كل هذه السنوات. عرفت فيه رجلا صاحب نكتة، مستعد للتهريج أو للرقص فقط لإضحاك من أمامه، ومع هذا، ففي لحظات الصعاب، كان يظهر روحية عميقة. ليس هذا هو رأيي الشخصي بل رأي كل من عرفه، كان يمكنه كسب ود وصداقة أي شخص بعد معرفته بوقت قصير، ولهذا فقد امتلك أصدقاء كثيرين في كل أنحاء العالم التي كان يتردد عليها، وبشكل خاص ايطاليا وايرلندا والسويد. كان يعشق حياته الكهنوتية التي كانت حلمه منذ طفولته ويعيشها بملئها، والتي لأجلها ترك شهادته وعمله، فهو مهندس مدني قبل أن يكون كاهنا. عاش حياته القصيرة (35 عاما) وهو يحب الجميع، دون أي تمييز لدين أو لون أو عرق، وكانت رسالته هي محبة الجميع، وقدقتل لهذا السبب فقط، وبأيدي أشخاص حاقدين لا دين لهم ولا مذهب ولا ضمير."
واضاف "منذ أن سمعت الخبر الفاجع عصر الأمس، يتردد في ذهني شيئان فقط، الأول أنه كان يردد دائما بأن حياته ستكون قصيرة، وانه سيموت شابا، حتى إنني في كل مرة كان يقولها، كنت أوبخه في الحال، والثاني هي آخر مكالمة لي معه منذ حوالي شهر، والتي كان يبكي فيها تقريبا ويقول بأن الحال أصبحت لا تحتمل، وأنه أصبحيتمنى الموت، وبخته ثانية قائلا 'إن كنت أنت الذي عمله بعث الرجاء في الناس تقول هذا، فما عسى الناس أن تقول! '." واختتم بحادثة مرت عليه والقس كني "لا أعلم إن كانت ستثير لديكم الضحك أم البكاء، في زيارته الأخيرة إلى روما في شهر تشرين الثاني الماضي، خرجنا إحدى الأمسيات في جولة بالسيارة لزيارة القلاع الرومانية، وعند وصولنا إلى 'نيمي' وبينما كنا نتمتع بمشاهدة المنظر الرائع من بانوراما المدينة، التفت هو إلىالساحة الموجودة التي كنا فيها ولاحظ أن اسمها 'ساحة ضحايا الإرهاب'، فوقف هو تحتها ضاحكا وأشار إلى اسم اللوحة وقال، صورني لو سمحت، فهؤلاء هم نحن. أطالب بهذا كل من لديه سلطة، كنسية أم مدنية، التدخل لوقف هذه الأعمال والتحرك بجدية لإنقاذ من بقي من المسيحيين في العراق، الذين يذهبون كل يوم ضحايا هذهالعمليات الإرهابية."
وكالات
https://telegram.me/buratha