الأخبار

نشر وثيقتين تكشفان امتعاض المالكي من إلغاء حماية الوزير للمدراء


  حصلت صحيفة "العالم" امس الاثنين، على وثيقتين حكوميتين تكشفان رفضا حكوميا قاطعا لرفع البرلمان الحصانة عن كبار الموظفين المطلوبين للتحقيق في اتهامات بالفساد، فيما اكدتا توقعات رئيس هيئة النزاهة التي ادلى بها للصحيفة الشهر الماضي، بأن جهات في السلطة ستستخدم كل الاساليب للطعن عبر المحكمة الاتحادية، في القرار الذي عد "خطوة هامة" على طريق مكافحة الفساد، خاصة وأن مجلس الوزراء قد طلب من رئيس الجمهورية جلال طالباني، البدء بالاعتراض دستوريا على قرار مجلس النواب.

لكن الحكومة قدمت عدة مبررات للدفاع عن موقفها، بحيث لا يسيء الوزراء استخدام ذلك الحق.

والقضية بإمكانها ابقاء نحو 114 موظفا كبيرا "بعيدا عن سلطة القضاء" حسب تصريحات هيئة النزاهة على لسان رئيسها الذي تحدث عن حصيلة استخدام حق الوزير بحماية الموظف خلال الشهور الاولى من العام الحالي فقط.

وجاء قرار البرلمان مؤخرا، بناء على مقترح لجنة النزاهة البرلمانية لتعديل المادة التي توفر حصانة للمديرين العامين ومن هم بدرجة خاصة في الوزارات، من الإحالة إلى القضاء بتهم الفساد. وأول من قام بهذه الخطوة وألغى حصانة المسؤولين التي تعود لعهد صدام حسين، هو بول بريمر الحاكم المدني الاميركي عام 2003، لكن الحكومة العراقية في عهد رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي توافقت على إعادة العمل بالمادة وتوفير الحصانة للمدراء العامين وذوي الدرجات الخاصة، بينما بقي اقليم كردستان متمسكا بخطوة بريمر.

وسبق لحلفاء رئيس الحكومة نوري المالكي ان ابدوا مخاوفهم من "تعريض الموظفين الى الخطر" داعين الى توفير الحماية لهم وفق القانون وبما يضمن مكافحة الفساد.

ويبدو من القرارين المذكورين اللذين اتخذهما مجلس الوزراء، ان الحكومة الحالية لن تقف مكتوفة الايدي امام خطوة البرلمان. فالوثيقة الاولى التي حصلت عليها صحيفة "العالم" من مصدر برلماني رفض الكشف عن هويته، هي عبارة عن "توصية" موجهة الى البرلمان بعدم إلغاء المادة القانونية التي تخول الوزير رفض احالة كبار موظفيه الى القضاء، وقد جاءت الوثيقة على شكل قرار لمجلس الوزراء مؤرخ في 5 نيسان (ابريل).

وبعد ان صدر قرار البرلمان بإلغاء حصانة الموظفين المذكورين، بتاريخ 18 من الشهر الماضي، وحسب الوثيقة الثانية، فقد قام مجلس الوزراء، في اليوم التالي مباشرة في جلسته المنعقدة بتاريخ 19 نيسان، بإصدار قرار يطلب من رئيس الجمهورية جلال طالباني "اخذ التدابير اللازمة للاعتراض" على قرار البرلمان، وسط توقع بإمكانية نقضه عبر المحكمة الاتحادية.

وجاء في الكتاب الذي وقعه نائب الامين العام لمجلس الوزراء الدكتور فرهاد نعمة الله، في 26 من الشهر الماضي ان مجلس الوزراء قرر "الطلب من رئاسة الجمهورية بأخذ التدابير الدستورية اللازمة للاعتراض على قانون تعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم (23) لسنة 1971 المتعلقة بإلغاء الفقرة (ب) من المادة (136)، والذي أقره مجلس النواب العراقي بتاريخ 18/4/2011".

وأضاف ان الطلب الموجه لرئيس الجمهورية يأتي "استناداً إلى أحكام المادة (138/البندين خامساً وسادساً) من الدستور، لعدم اقتراحه من مجلس الوزراء، وعدم مراعاة الآلية القانونية عند إعداده وتشريعه".

وكان القاضي رحيم العكيلي عبر عن مخاوف من طعن المحكمة الاتحادية، نظرا لأن خطوة البرلمان لم تتم بالتوافق مع الحكومة، بل جاءت كمقترح من البرلمان نفسه. وبهذا يمكن إلغاء ما قام به البرلمان عبر دعوى قضائية تقام لدى المحكمة الاتحادية.

ويعيد الامر التذكير بقرار اصدرته المحكمة العام الماضي حين قالت انه لا يحق لمجلس النواب ان يشرع القوانين، بل يجب ان يناقش قوانين تقوم الحكومة باقتراحها. اما مقترحات القوانين التي تتبلور داخل البرلمان فهي "مخالفة للدستور".

ويقول العكيلي "اشعر ان اكثر من طرف في الحكومة لا يرضى بخسارة الحصانة الممنوحة لكبار المسؤولين في الوزارات، ولذلك يمكن بمجرد نشر التعديل في الجريدة الرسمية ان يقوم اي مواطن عادي بالطعن لدى المحكمة الاتحادية، لتقوم بدورها بإلغاء دستورية خطوة البرلمان وإعادة الحصانة".

وذكر ان "الوزراء بدأوا يتشددون اكثر في استخدام حق حماية المسؤولين، فطيلة العام الماضي لم يستخدموا هذا الحق الا مع 176 حالة، بينما حصل ذلك 114 مرة خلال الربع الاول من العام الحالي فقط".

وفي الكتاب الاقدم الذي يتحدث عن طلب مجلس الوزراء من البرلمان بعدم السير في إجراءات تعديل الفقرة المذكورة، حاولت الحكومة تقديم مبررات لخطوتها.

وقالت حسب الكتاب الرسمي "ان قرار الوزير بعدم إحالة الموظف (الى القضاء) لا يعني ان قرار عدم الإحالة يكتسب صفة الحصانة، ويمكن الطعن فيه لدى الجهات الرقابية بما في ذلك الجهات القضائية والإدارية.. وكجزء من إجراءات الرقابة على قرار الوزير بعدم الإحالة فهنالك لجنة مشكلة بموجب توجيه دولة رئيس الوزراء.. وتضم ممثلين عن مكتب رئيس الوزراء وهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية.. تتولى مراجعة قرار الوزير بعدم الإحالة، والتوصية بإلغائه إذا كان الوزير متعسفاً في قراره أو كان مشوباً بخطأ".

وقال العكيلي في مقابلة سابقة اجرتها معه "العالم" ان الهدف من خطوة البرلمان المعرضة للطعن القانوني "حصر صلاحية تقرير براءة المتهم او ادانته بيد القضاء ولتاكيد استقلاله وضمان اكبر في ميدان محاربة الفساد وعملا بمبدأ الفصل بين السلطات".

وذكر ان الامر لا يخص هيئة النزاهة فقط، بل المستفيد من رفع هذه الحصانة هو جهاز القضاء بأكمله "لأن المادة المذكورة تشترط اذن الوزير في حصول اي ملاحقة قضائية سواء تعلقت بفساد او جريمة اخرى، طالما ان المسؤول اتهم بارتكاب جريمة اثناء اداء اوظيفته الرسمية".

ويقول "نحن نستكمل جمع الادلة ونعرضها على المحكمة، وحين يقتنع القضاء، يسارع الوزير الى رفض احالة المسؤول على المحكمة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي النجفي
2011-05-03
بسبب حماية نوري المالكي للشخصيات الفاسدة في البلد وهو جزء من مخطط كبير تديره امريكا لبقاء العراق تحت التخلف والفساد الاداري والمالي اي سياسة الفوضى الخلاقة سيؤدي ذلك بعد اشهر ليست ببعيدة ليس لزوال او ازالة المالكي فقط انما لزوال حزب الدعوة نهائياً لانه انقلب على اخلاق وافكار مؤسسه العملاق بأفكاره والكبير بأخلاقه وصار حزباً مبتذلاً يجري وراء المال والسلطة فقط بخلاف ما ضحى من اجله السيد الجليل والعالم الامين محمد باقر الصدر قدس الله سره الشريف...ونحن معكم على موعد من ذلك
السيد صباح الموسوي
2011-05-03
يقول- الامام امير المومنين عليه السلام -يفعل القوم مايفعل ملكهم وهولاء القوم المفسدين الموجودين حاليا بحكومه المالكي جاءو عن طريق التوافق السياسي يعني اطيك وطيني وليس بطريق الكفاءه او الا ستحقاق الانتخابي والنتيجه كما ترونها امام اعينكم فساد وفساد يتمادى يوم بعد يوم والمسكين اللة له0
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك