أفاد عضو في مجلس النواب العراقي عن الائتلاف الكردستاني اليوم الاثنين، بأن جميع الكتل تؤيد في تصريحاتها الاعلامية انسحاب القوات الاميركية من العراق، الا انها تقوم من وراء الستار بالاجتماع مع الاطراف الاميركية وتتحدث عن بقاء تلك القوات في البلاد.
وأوضح روز مهدي خوشناو في تصريح صحفي اليوم ان "غالبية الاطراف السياسية العراقية تعرب عن قلقها بشأن الانسحاب الاميركي من العراق، الا انه لا احد لا يفصح علناً عن تأييده لبقاء تلك القوات في العراق".
وتابع بالقول ان "غالبية الكتل النيابية، تؤيد في تصريحاتها لوسائل الاعلام انسحاب الجيش الاميركي من العراق، الا انها في الوقت ذاته تعقد اجتماعات مع الاميركيين وتتوافق معها" مبيناً ان "تلك الكتل تزايد على حساب ابناء الشعب".
وعن رأي الائتلاف الكردستاني بشأن بقاء القوات الاميركية في العراق، قال خوشناو ان "الكردستاني ملتزم بالانسحاب الاميركي، الا انه لم يعقد اجتماعاً لمناقشة الموضوع لكي يقوم بتغيير رأيه في المسألة".
ووفقاً لاتفاقية (صوفا) التي ابرمت عام 2008 بين واشنطن وبغداد، ينبغي على الجيش الاميركي ان يسحب كامل قواته من العراق بحلول نهاية العام الحالي 2011.
ويأتي الانسحاب الاميركي في الوقت الذي لا تزال الاوضاع الامنية في العراق، وبخاصة في المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل غير مستقرة بشكل كامل، وبحسب الدستور العراقي الدائم فان جميع الاتفاقات الامنية المبرمة مع دول العالم، يتحتم ان تتم بموافقة الحكومة الاتحادية في بغداد.
وقال الامين العام لوزارة بيشمركة اقليم كردستان جبار ياور ان "حكومة اقليم كردستان لا تستطيع بأي شكل من الاشكال ان تعقد اتفاقات امنية وعسكرية مع بقية دول العالم، ووفقاً للدستور فان جميع تلك الاتفاقات تستوجب موافقة الحكومة الاتحادية".
واضاف ياور اننا "نعد مسألة بقاء قوة اميركية في المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل ضرورية، لتأمين الحماية والاستقرار الأمني فيها بالتعاون مع قوات البيشمركة والجيش العراقي".
واعرب عن اعتقاده بأن "الاوضاع الامنية وقوات الجيش العراقي ليست بالمستوى الذي يسمح بانسحاب القوات الاميركية، ولا نستبعد انه لو اتفقت جميع الكتل السياسية في العراق، ان يتم ابرام اتفاق جديد بهذا الصدد".
يشار الى ان زيارة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيست الى العراق، التي استمرت يومين، تناولت بحث التجهيزات المطلوبة لانسحاب الجيش الاميركي من العراق، واشغال المناصب الامنية في تشكيلة حكومة نوري المالكي، والتباحث بشأن المسائل العالقة بين بغداد وأربيل.
واستقبل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في الثامن من شهر نيسان/ابريل الجاري، بعد اجتماع الاخير مع الرئيس العراقي جلال طالباني، ورئيس الحكومة نوري المالكي.
وكانت قضيتا الانسحاب الاميركي من العراق، واشغال المناصب الامنية، محورين اساسيين من محاول مباحثات غيتس وبارزاني، اعقبتها بعد يوم واحد، مناقشة المحورين المذكورين خلال مكالمة هاتفية جرت بين نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، ورئيس الاقليم مسعود بارزاني.
واضاف خوشناو بالقول ان "القوات الامنية العراقية ليست جاهزة بعد لتسلم الملف الامني بصورة كاملة، ولا تمتلك سوى اسلحة خفيفة" مبيناً انه "صحيح ان الاوضاع الامنية شهدت تحسناً في الآونة الاخيرة، ولكن عند حدوث اي مشكلة عسكرية داخلية او خارجية، حينها فقط سنشعر بالفراغ الامني في البلاد".
وأعرب عن اعتقاده بأن "وزارة الدفاع العراقية ملزمة بتسليح قواتها بشكل جيد، وان ترفع من قدراتها اكثر، الا ان هذه المسألة تنطوي على صعوبة، والسبب هو عدم موافقة دول الجوار على تقوية تسليح العراق".
وبهذا الصدد، اعرب ياور عن اعتقاده بأن "القوات الجوية العراقية ليس لها دور مؤثر حالياً، وليست هناك قوات داعمة كافية كالدبابات والمدرعات والصواريخ، وما يمتلكه الجيش العراقي يتمثل في 15 فرقة مشاة".
وبعد ان انهى الجيش الاميركي مهامه القتالية في العراق في شهر آب الماضي، ابقى على 50 الفاً من جنوده يؤدون مهام غير قتالية في البلاد
https://telegram.me/buratha

