النجف الأشرف- عادل الفتلاوي
رحّب سماحة حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف بدعوة رئيس البرلمان السيد أسامة النجيفي بكشف ممتلكات أعضاء البرلمان والرئاسات الثلاثة ، مشيراً ان هذه الفكرة قد طرحت في الدورة السابقة ولم تتم الاستجابة حينها حتى دعا السيد رئيس البرلمان مرة اخرى لهذه الدعوة وقدم كشفاً بأملاكه، ومعه 111من أعضاء البرلمان من أصل 325 نائباً ،قائلاً سماحته: كشف الذمم للبرلمانيين هي محاولة ضبط بصالحهم وهي خطوة صحيحة.
جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور جميع غفير من المؤمنين والمؤمنات. هذا وأشار سماحة السيد القبانجي إلى مجموعة نقاط في هذه الخطبة هي:
أولاً:- تفجيرات الأنبار قائلاً: نستنكر تفجيرات الأنبار وهو عمل إرهابي لا يمكن قبوله بحال من الأحوال.
ثانياً:- استغرب سماحته انقطاع التيار الكهربائي في محافظة البصرة الذي امتدّ إلى عشرين ساعة في اليوم، وأيضاً في محافظات أخرى ونحن في فصل الشتاء.
ثالثاً:- تزامن موعد الامتحانات الدراسية مع أربعينية الإمام الحسين(ع) مشيراً سماحته إلى ان لدينا 15مليون زائر وأغلبهم من جيل الشباب قائلاً: علينا ان نتفاعل مع الطلبة ونغير موعد الامتحانات لمزامنتها مع أربعينية الإمام الحسين(ع)، داعياً وزارة التربية والتعليم العالي إلى حل هذه الأزمة، مباركاً لهم تحملهم مسؤولياتهم الجديدة في هذه الوزارت.
رابعاً:- استنكار تنفيذ حكم الإعدام بـ(40) عراقي في السعودية، حيث ان وزير حقوق الإنسان في العراق أدان ذلك العمل الذي جرى بدون ان يكون لهؤلاء ذنب ولا سبب معين لإعدامهم، فإذا كانوا متهمين فعلى الجهات المعنية ان تعلمنا بهذه التهمة قائلاً: نناشد المملكة السعودية بمراعاة لياقات القضاء وحقوق الجوار وحقوق الإنسان وحقوق المجتمع الدولي، كذلك ناشد سماحته المؤسسات الدولية والعربية ان ينظروا في هذا الموضوع، وكذلك مناشدة الدولة العراقية عن طريق وزير الخارجية ليدين هذا العمل والمطالبة برفع الظلامة وهو حق.
خامساً:- إدانة منع الحجاب في أذربيجان وهو شعب مسلم والنظام الحاكم علماني :قائلاً: منع الحجاب في أذربيجان هو تجاوز على حريات جميع الشعب الأذربيجاني، واصفاً هذه القضية بغير المقبولة إسلامياً وعالمياً، مطالباً سماحته الحكومة الأذربيجانية باللاتزام بحقوق الإنسان وحريات الناس فضلاً عن القيم الإسلامية وأضاف: نقف مع الشعب الأذربيجاني الذي يعاني من العدوان على الحريات.
وفي الخطبة الدينية تحدث إمام جمعة النجف الأشرف عن الصدق في القول والعمل وانه جوهر الأديان وعلى جميع المستويات، الصدق مع الله تعالى ومع الحق ومع الناس حيث تؤكد النصوص الشريفة أن ما من نبي إلا وبعث بالصدق قائلاً: يجب ان نكون صادقين على مستوى الفعل كما على مستوى القول، حيث تربط الآيات القرآنية الصدق بالتقوى، مشيراً سماحته إلى ان الأحاديث الشريفة تقبّح الصدق في ثلاث أماكن هي: النميمة، واخبار الرجل عن أهله بما يكرهه، وتكذيبك الرجل عن الخير.
ومن جانب آخر تحدث سماحته عن ذكرى شهادة الإمام السجاد(ع) في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام عام 94هـ، وأشار سماحته بهذه المناسبة إلى أدعية الإمام(ع) المسماة بـ(الصحيفة السجادية) قائلاً: الصحيفة السجادية أروع انتاج أدبي وعقائدي ما يزال لم يأخذ استحقاقه في الأدبيات الإسلامية، مؤكداً انها تمتاز بعدّة امتيازات هي: التنوع والشمولية في الأدعية، وانها تقدم لنا منظومة فكرية من الاعتقادات الالهية، وتقدم لنا عرفاناً إسلامياً، وتربينا على الأدب العظيم في مخاطبة الله تعالى.
داعياً سماحته السادة في الحوزة العلمية والطلبة في الجامعات ان يهتموا اهتماماً خاصاً بالصحيفة السجادية ودراستها على مستوى رسائل الماجستير والدكتوراه بعد ان انفتحت الحوزة العلمية والجامعات على الحرية بعد التضييق.
هذا واستذكر سماحة السيد القبانجي الذكرى الخامسة لهدم قبة الإمامين العسكريين(ع) في الثالث والعشرين من محرم الحرام الذي وصفه بأنه عدوان على أهل البيت(ع) والشيعة والإسلام بشكل عام، مؤكداً ان هذه العملية أخفقت في تحقيق اهدافها، وقال: لم يستطيعوا هدم المذهب والقلوب وإيقاع الفتنة والاقتتال الداخلي وإسالة الدماء بين العراقيين. وأضاف: استطاع الشيعة ان يتغلبوا على فتنة كانت معدّة لهم.
على صعيد متصل أشاد سماحته بدور المرجعية الدينية في ضبط النفس والوعي الديني والسياسي لشيعة أهل البيت(ع) الذين يتمتازون بعدّة امتيازات وقال: امتاز الشيعة بالعقل والعقلانية، والصبر والتحمل، والاستعداد للفداء والطاعة لعلمائهم، فهم أولياء الله تعالى، مشيراً سماحته إلى حديث الشيخ القرضاوي الذي ذكر ان الشيعة يمتازون بقوة التنظيم، وتقديسهم لعلمائهم، واستقلالية وحرية مراجع الشيعة، مؤكداً سماحته إلى ان السبب في ذلك هو الارتباط بالله تعالى وأهل البيت والمرجعية الدينية.
في جانب آخر هنأ سماحته العالم وبخاصة المسيحيين بمناسبة ذكرى أعياد الميلاد واننا نفرح بفرح العالم غير أننا نتعامل مع الأعياد بعكس ما يتعامل معه العالم فلدينا ان الأعياد هي فرصة للارتباط بالله تعالى قائلاً: يوم ولادة المسيح(ع) هو يوم ولادة الرحمة.
https://telegram.me/buratha

