الصفحة الدولية

انهيار متسارع لأستراتيجية "اعادة التنظيم " حرب باردة جديدة في الشرق الأوسط

809 01:31:00 2013-08-09

الغاء اجتماع القمة بين باراك اوباما وفلاديمير بوتين ، الذي كان مرتقبا في مطلع أيلول، "بعد دراسة معمقة " من الجانب الأميركي يؤشر الى توتر جديد في العلاقات الأميركية _ الروسية ، وتصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة ، التي اتهم فيها روسيا بالعودة أحيانا الى "عقلية الحرب الباردة " ليست آخر الأدلة على هذا التدهور .

وتتوقع مصادر دبلوماسية في بيروت أن تشهد منطقة الشرق الأوسط في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، تصعيداً ملموساً في الصراعات الدولية ينعكس سلباً على الكثير من دولها.

سبب هذا التصعيد، وفق هذه المصادر، هو إنهيار جل استراتيجية "إعادة تنظيم" العلاقات ( Reset) التي وضعتها إدارة أوباما منذ العام 2009 بهدف بناء شراكة استراتيجية مع روسيا.

صحيح أن هذه الاستراتيجية حققت العديد من الاختراقات، مثل انضمام موسكو إلى العقوبات الغربية ضد إيران ومشاركتها في الحرب على الإرهاب في أفغانستان والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، في مقابل دمج روسيا في الاقتصاد العالمي وإطلاق يدها جزئياً في بعض مناطق الاتحاد السوفيتي السابق.

إلا أن السنتين الأخيرتين شهدت جموداً ثم تراجعاً في هذا التعاون، بعد أن برزت خلافات بين الطرفين حول العديد من المسائل كسورية وثورات الربيع العربي، والدرع الصاروخي في أوروبا، والتطورات في جورجيا وأوكرانيا.

بيد أن العامل الأهم في تراجع العلاقات كان رغبة الرئيس بوتين الجامحة في حمل الرئيس أوباما على معاملته كند متساوٍ في الأهمية والأدوار، الأمر الذي دفعه إلى القيام بخطوة أدت إلى قرع الكثير من أجراس الانذار في واشنطن: التقارب مع الصين، ودعوتها إلى الوقوف معاً ضد استراتيجية أوباما التي أطلق عليه اسم "الاستدارة نحو آسيا" (Pivot ) .

ثم جاء الحافز الذي دفع أوباما إلى تفجير الخلافات علناً مع بوتين وإلى إعلان الوفاة السريرية لاستراتيجية "إعادة التنظيم"، وهو موافقة موسكو أمس الأول على منح عميل الاستخبارات الأميركي سنودن حق اللجوء السياسي لمدة سنة. إذ حينها أطلق أوباما أول تصريح من نوعه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، حين أعلن أن الرئيس الروسي "لايزال يعمل بعقلية الحرب الباردة". وهذا كان تصريحاً خطيراً بما فيه الكفاية، لأنه يعني عملياً أن واشنطن باتت قاب قوسين أو أدنى من اعتبار نفسها في حالة حرب باردة جديدة تشنها روسيا- بوتين عليها.

بالطبع، الأمور لم تصل بعد إلى هذه المرحلة. فأوباما، رغم ألغائه القمة الثنائية المقررة مع بوتين، لايزال مستعداً لحضور قمة مجموعة العشرين في روسيا. ووزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان سيواصلان المحادثات غداً في موسكو مع زميليهما الروسيين حول إبرام اتفاقية جديدة لخفض الأسلحة النووية وحول سورية و إيران.

لكن مع ذلك، تشير المصادر الدبلوماسية إلى أن العلاقات الأميركية- الروسية دخلت بالفعل مرحلة جديدة ستتغلَّب فيها روح التنافس على نزعة التعاون، والضغوط على التسويات، والمجابهات على التحالفات.

وهذا قد يتضح أكثر مايتضح في سورية التي كانت واشنطن قد منحت موسكو حيالها شيكاً على بياض لترتيب أمور المرحلة الانتقالية فيها. لكن المصادر تتوقع الآن انخراطاً أميركياً أكبر وأوضح في دعم المعارضة السورية المسلحة، وحملات دبلوماسية أميركية أكثر حدة في مجلس الأمن وبقية المحافل الدولية ضد السياسة الروسية في سورية.

يبقى سؤال : أين العراق في هذه الأنعطافة ؟

وهذه الخطوة في حال حدوثها (والأرجح أنها ستحدث)، ستدفع روسيا إلى الرد من خلال التقارب أكثر من إيران وتشجيعها على رفض أي تنازلات نوعية في مفاوضاتها المقبلة مع الغرب. كما قد تدفعها إلى محاولة جذب العراق إلى محورها، سواء عبر صفقات أسلحة أقل كلفة أو من خلال تعاون أمني واقتصادي أوثق.

موسكو قد تفيد أيضاً من امتعاض السلطات المصرية الجديدة من الدور الأميركي في الأزمة السياسية المصرية، وإن كانت تعلم أن ذلك لن يؤذ واشنطن كثيراً بسبب اعتماد الجيش المصري كلياً على الأسلحة والمساعدات العسكرية والمالية الأميركية.

بكلمات أوضح: المنطقة مقبلة على حرب باردة روسية - أميركية جديدة، وإن ستكون حرباً من نمط جديد بسبب غياب العامل الإديولوجي عنها، ستستخدم فيها كل أنواع الأسلحة الاقتصادية والدبوماسية والأمنية.

وتشدد المصادر على أن الخاسر الأكبر في مثل هذه الحرب ستكون شعوب المنطقة، لأنه حين تتواجه الفيلة يكون العشب أول من يدفع الثمن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك