الديوانية بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية . بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي . امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر . بعدها قدم سماحته احر التهاني والتبريكات لمولانا صاحب العصر والزمان (عج) . ومراجع الدين العظام والامة الاسلامية جمعاء واتباع اهل البيت (ع) . بذكرى الولادات المباركة للامة الاطهار وولادة امير المؤمنين ويعسوب الدين علي بن ابي طالب (ع) . متحدثاً عن هذه المناسبة العظيمة التي تعبر عن تاريخ ومسيرة وصفحات مشرقة . مؤكداً ان الحديث عن علي واسع وقد عجزت عنه الاقلام والمنابر . فهذه الشخصية جمعت الكثير من الكرامات . وهذه المناسبة هي بحد ذاتها كرامة بل هي معجزة . فقد ولد داخل الكعبة الشريفة . ولم يولد شخص آخر غيره في الكعبة المطهرة .
ذاكراً الرواية الجامعة والشاملة عن كيفية ولادة هذه الشخصية العظيمة . والتي ذكرتها جميع المصادر لجميع المذاهب . كما تطرق ايضاً الى اهتمام ورعاية النبي (ص) . لعلي منذ ولادته . ومرافقته له واعتزاز النبي به وتعليمه . هذا وقد تحدث سماحته ايضاً عن شذرات من حياة امير المؤمنين (ع) . وتصديه للخلافة وما واجهه وحققه في فترة خلافته . كما تناول صفات امير المؤمنين التي كونت منه هذه الشخصية العظيمة من العدالة والانصاف والنظر الى المساكين والفقراء وطلاقه للدنيا . فقد كان حاكماً عادلاً لايعرف في حكمه الا الله سبحانه وتعالى .
اما في خطبته الثانية . فقد اكد سماحته على ضرورة ان يتحلى الحاكم بصفات امير المؤمنين من العدالة والصدق والنزاهة والمساواة والانصاف والاستقامة . ومن ابرز صفات الحاكم والقائد والميصدي ان يكون عادل ومستقيم . فيجب ان يبتعد عن المساومة والمحسوبية . وهذه الصفات يجب ان يتذكرها كل من يتصدى للقيادة فاول ما تصدى امير المؤمنين للقيادة والخلافة فقد لاحق وتصدى وحارب الفساد الاداري والمالي وهو اول من عمل بذلك بعد الرسول (ص) . مستذكراً خطاب امير المؤمنين الاول لولاته وكيف كان امير المؤمنين يتعامل مع قضية الفساد الادار والمالي . محارباً اياه في جميع المفاصل .
واليوم نحن نعيش بل غارقين بالفساد المستشري في جميع مفاصل دولتنا ونحن ندعي انتسابنا الى مدرسة امير المؤمنين (ع) . فعلي كان عادل مع الجميع وكان مستقيم فلا يساوم ولا ينقض الوعود والعهود ويكره الغدر ولا يسمح له دينه ولا عقيدته ان يمارس الخداع والدجل والنفاق . فعلي مثل هذه المدرسة ومثل هذا المنهج . منهج التقى والعدالة والاستقامة والتقوى السياسية وعدم نقض العهود والمواثيق مقابل مدرسة مثلت النفاق والدجل ونقض العهود والمواثيق . فنحن اليوم احوج ما يكون لان نطبق سياسة علي بن ابي طالب (ع) . واليوم العراق يتعرض لمشكلات ويتعرض لازمات ويمر بمرحلة خطيرة . ومصدر المشاكل وسبب المشاكل الرئيسي وما عانيناه امران رئيسيان قابلان للعلاج ولكن المساومة والتواطئ فهذين الامرين هما الفساد السياسي والفساد الاداري والمالي . فكل ما تعرض له العراق من ازمات بسبب هذين الامرين الرئيسيين . وان بقيا هذا الامران على حالهما فلن تعالج أي مشكلة في العراق . طالما ام هماك فساد سياسي موجود يتسترون من خلاله على الفاسدين والمفسدين الذين ينتمون الى جهات معينة . وبالتالي فهذا الفساد السياسي اصبح هوالمهيمن . لانهم اتوا بوزراء فاسدين نهبوا اموال العراق وهربوا وعلى مرآى ومسمع من الجميع . والفساد المالي والاداري الذي جعل المفسدين والسراق والمختلسين والمرتشين يامنون العقاب لان ليس هناك من يعاقبهم . بل العكس وجدوا ان هناك من يحميهم ويتستر عليهم ويساعدهم في ممارسة فسادهم .
فكل ما يتعرض له العراق من ازمات هو بسبب هذان الامران . ومسالة الكهرباء التي حدثت فهي تحدث منذ سبع سنوات وابناء الشعب العراقي يعانون منها وفي المقابل نجد المسؤولين يتنعمون بالكهرباء ولا يشعرون بما يعاني منه المواطن . ولكنهم اليوم التفتوا الى ذلك . لماذا ؟ . لان الجماهير اقوى من كل شيء فقد صبر الشعب وتحمل وها هو اليوم يقول كلمته فعندما خرج الشعب الكل ارتجف والكل خاف من موقعه .كما دعا ابناء الشعب العراقي الى ان يبقوا ينادون ويطالبون بحقوقهم وهم يستطيعوا ان يغيروا كل شيء . فالشعب انتخب ونصب ويستطيع هو ايضاً ان يخرج هؤلاء الذين انتخبهم . داعياً ابناء الشعب العراقي بان يخرجوا ليتظاهروا بمظاهرات سلمية ليحققوا مطالبهم وحقوقهم المغيبة . متسائلاً في الوقت نفسه اين كانت الكهرباء قبل خروج التظاهرات الشعبية فبالامس بقت الكهرباء الى الصباح ؟؟ . فاين كانت هذه ؟ .
مطالباً في الوقت نفسه جميع السياسيين والقادة الى الالتفات لمطالب الشعب وعدم تهميش المطالبات ولايواجه بالرصاص . وعدم الاستهانة بهذه الثورة الجماهيرية وعدم تغطيتها بالاتهامات التي توجه لها بانها مسيسة . والمساومة على حقوق ابناء شعبنا العراقي المضحي . مطالباً اياهم ايضاً بالوفاء بعهودهم ووعودهم التي قطعوها على انفسهم . وتطبيق الشعارات التي رفعت قبل الانتخابات . وعلى المجلس الجديد ان ياتينا بحاكم عادل وصادق مع شعبه منفذاً لما وعد به وهذه هي وضيفة مجلس النواب .
فتذكروا ان الشعب لا يرحم كما خرجت الجماهير من اجل الكهرباء فستخرج وتبقى تخرج ان بقي الوضع على ماهو عليه . فعلى الكتل السياسية ان تسارع في تشكيل الحكومة واختيار الحاكم الذي يصلح لقيادة البلد والابتعاد عن المصالح الحزبية والفئوية وعلى من جرب حظه ان لايتمسك ويترك الفرصة لغيره من المخلصين والصادقين والمضحين والذين يخدمون البلد ومصالحه .
https://telegram.me/buratha