وجه فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني بيانا الى الشعب العراقي دعا فيه الى معالجات سريعة لملف الخدمات وانهاء معاناة المواطنين، وشدد على ان التعبير عن الرأي حق يكفله الدستور، وأن التقصير في توفير الكهرباء يشكل عبئا على المواطن.كما اكد ضرورة التعاطي بحكمة مع الملفات الساخنة وعدم استثمار المشاكل ومفاقمتها بل مساهمة الجميع في حلها باعتبار انها مسؤولية مشتركة. وفي ما يأتي نص البيان:"بسم الله الرحمن الرحيم تمر بلادنا بمنعطف بالغ الحساسية والتعقيد يقتضي منا جميعاً التحلي بروح المسؤولية الرفيعة عن مصير عراقنا الحبيب والحرص الكامل على تمتع شعبه الكريم بما يستحقه من خدمات، وما يطمح إليه من رفاه. إن التقصير الحاصل في توفير الكهرباء والخدمات الأخرى يشكل في الظرف الراهن عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن ويؤشر إلى خلل في الأداء والتنفيذ ويتطلب معالجات سريعة وناجعة لهذه الملفات الساخنة. إن العراقيين الذين ظلوا طوال عقود محرومين من حرية التعبير عن آرائهم، يحق لهم أن يرفعوا اصواتهم مطالبين بتوفير ابسط مقومات الحياة الكريمة، وهو حق يكفل الدستور ممارسته بمختلف الوسائل، بما فيها التظاهر السلمي من دون الإخلال بالأمن أو المساس بممتلكات الدولة التي هي في الواقع ملك الشعب كله. إن المشاكل المتراكمة في مجال توفير الخدمات هي، من جهة، جزء من الإرث الثقيل للماضي الإستبدادي، وهي من جهة أخرى، حصيلة أخطاء وسلبيات المرحلة التي أعقبت عام 2003 وتقع مسؤولية ذلك، وإن بدرجات متفاوتة، على السلطتين التنفيذية والتشريعية. وإننا إذ ندعو جميعا إلى الشراكة والتوافق في تشكيل هيئات السلطة وفي إدارة الدولة، فإن هذه الدعوة يجب ان تعني أيضاً الشراكة والتوافق في تحمل المسؤولية، والبحث المشترك عن حلول للمعضلات القائمة. إن المرحلة المعقدة الراهنة تتطلب من القيادات السياسية الإصغاء إلى صوت الجماهير ومطالبها المشروعة، كما تقتضي من هذه القيادات أن تعي خطورة الظرف الذي يكتنف العملية السياسية وتساهم في معالجة المشكلات وليس مفاقمتها أو إستثمارها، وأن تضع في حساباتها أن أعداء العملية السياسية يتربصون بها ويتحينون الفرص لإستغلال الثغرات لتعطيلها. لكن الدعوة إلى الحكمة لا تعني ابداً كم الأفواه وتعطيل الحريات التي ناضل شعبنا طويلاً في سبيلها. الا إن مسؤوليتنا جميعاً تتمثل حالياً في الإرتقاء إلى مستوى المسؤولية وإدراك خطورة المرحلة. أن معالجة المشاكل المتراكمة في مجال الخدمات وتجاوز الانسدادات في العملية السياسية تقتضي من جميع القوى السياسية إبداء أقصى قدر من الحصافة والحكمة والإسراع في استكمال الخطوات الدستورية لإنتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل مجلس الوزراء والشروع في العمل المشترك من أجل إنهاء معاناة المواطنين وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم. جلال طالباني رئيس جمهورية العراق".
https://telegram.me/buratha