حذر مسؤول دولي من رداءة جودة المياه في العراق، وقال إن معدات ومنشآت معالجة المياه في البلاد أغلبها قديمة وتعمل في ظروف صعبة، وهو ما يشكل خطورة على الصحة العامة.
وقال جيوم بيير أومبير، نائب منسق دائرة المياه والسكن في اللجنة الدولية للصليب الأحمر-بعثة العراق، في تصريحات للجزيرة نت، إن توفير الماء الآمن الصالح للشرب في العراق ما تزال تعيقه أمور كثيرة.
زيادة الملوحة
وأكد أن انحسار مستويات المياه واستنزاف المياه الجوفية أدى إلى عدم توفر المياه بشكل كاف، وأن المياه الجوفية المتوفرة شهدت زيادة كبيرة في نسبة ملوحتها مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك.
وحذر أومبير من مخاطر انتشار الأمراض المنقولة عبر الماء، مشيرا إلى أن معالجة مياه الصرف الصحي لا تتم بصورة صحيحة مما يؤثر سلبا على البيئة.
وقال المسؤول الدولي إنه في الآونة الأخيرة ازداد نقص المياه في العراق وفي المنطقة عموما، وتفاقم هذا الأمر بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد.
وكان صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) قد أعلن في وقت سابق أن 70% من أمراض الطفولة في العراق ترتبط باستهلاك المياه غير النظيفة.
مشاريع عديدة
ويشير أومبير إلى أن السلطات العراقية حاولت في السنوات الأخيرة اتخاذ إجراءات من شأنها معالجة هذه المعضلة، مثل إنشاء وحدات جديدة لمعالجة المياه، إلا أنه أكد أن تحسين وصيانة ما هو موجود من منشآت شيء مهم جدا إلى حين البدء بتشغيل الوحدات الجديدة.
وقال إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل على إصلاح ما هو موجود من أجهزة ومنشآت، من أجل توفير مياه آمنة وصالحة للشرب، كما بدأت بتدريب العاملين في وحدات معالجة المياه "لأنه من الضروري جدا معرفة تشغيل وإدامة المنشآت التي نقوم بتسليمها لهم".
وكشف أومبير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنجزت العام الماضي مشاريع عديدة ووفرت المياه لثلاثة ملايين ونصف مليون عراقي، مطالبا بتضافر جهود جميع الأطراف الحكومية والشعبية لتحسين الأوضاع البيئية للمياه بالعراق.
جهود متواصلة
من جهته قال مدير الإعلام بوزارة البيئة العراقية مصطفى حميد مجيد إن الجهود تتواصل على مختلف الأصعدة لتقليل خطورة المياه الملوثة، وأكد أن الوزارة عقدت أكثر من ندوة بالاشتراك مع وزارة الصحة وأمانة بغداد لتدارس أوضاع المياه ومدى خطورة الملوث منها على الصحة العامة.
وأعلنت الوزارة عن خطة لعام 2010 تسعى من خلالها للسيطرة على مرض الكوليرا والتيفويد وتقليل نسبة الوفيات إلى أقل من 1% من مجموع الإصابات، وهي النسبة المقبولة عالميا.
وطالب مجيد الدوائر والمؤسسات المعنية الأخرى بضرورة إصدار تقارير دورية عن حالة المياه، ومدى التحسن أو التراجع على هذا الصعيد.
https://telegram.me/buratha