طالب تجمع أقيم في مدينة أبو غريب القوات الأمنية العراقية بالبدء بعملية تنقيب وبحث عن مقابر جماعية تضم رفات العشرات من أبناء المدينة والمدن المجاورة لها قتلوا خلال سيطرة الجماعات المسلحة على أبو غريب خلال الأعوام الماضية، فيما أكد زعيم قبلي وجود مقبرتين جماعيتين في منطقة السعدان وقرية الطويل بانتظار موافقة الجهات المختصة لفتحمها. وقال الشيخ مخلف الزوبعي، في حديث لــ"السومرية نيوز"، خلال تجمع أقيم في منزله وضم عدداً من زعماء القبائل وسكانا محليين على هامش معلومات تقدم بها عدد من أهالي المنطقة بشأن وجود مقبرتين جماعيتين في المدينة، إن "المدينة زاخرة بالمقابر الجماعية والأهالي يعلمون مواقع عدد منها، لكن خوفهم من الإقدام على حفرها واستخراج الجثث من دون إذن حكومي يجعلهم عاجزين عن معرفة مصير أبنائهم".وأوضح الزوبعي أن "أكثر من ستين شاباً في المدينة فقد أثرهم في السنوات الماضية، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن"، مطالباً السلطات المحلية وقوات الجيش والشرطة بـ"البدء بعملية التنقيب والبحث"، ومؤكدا "استعداد الأهالي للتعاون مع الاجهزة الامنية في هذا المجال". من جهته، أعرب الشيخ قيس عبد الله، وهو أحد وجهاء قرية الطويل، عن "أسفه لأن القوات العراقية تعرف مكان عدد من المقابر وتحتفظ بوقت إعلانها لتحقيق أهداف سياسية، فيما لا تزال الأمهات بانتظار من يخبرهم عن مصير أبنائهم".وأكد عبد الله "وجود اثنين من المقابر في منطقة السعدان وقرية الطويل أحداهما في منطقة زراعية من جهة الطريق الدولي السريع، واصبحت الشرطة على علم بالموضوع لكنها لم تتحرك لحد الآن لنبش المنطقة"، لافتاً إلى أن "قيام المواطنين بعملية الحفر بشكل عشوائي واستخراج الجثث قد تعرضهم للاعتقال والمساءلة، الأمر الذي يجعلنا عاجزين عن حل القضية".وكانت مدينة أبو غريب قد شهدت في أيلول الماضي العثور على مقبرة جماعية في منطقة الزيدان جنوب المدينة تضم رفات 16 شخصاً من أهالي المنطقة قتلوا رمياً بالرصاص بتهمة الارتداد عن الإسلام، من قبل جماعات مسلحة في المنطقة خريف العام 2006. فيما تم اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات 25 شخصاً، من المرجح أنهم قتلوا رمياً بالرصاص في منطقة صحراوية تقع على مساحة 17 كم شمال شرق هيت، 180 كم غرب بغداد. من جهته، قال ضابط رفيع في شرطة أبو غريب يعمل في وحدة مكافحة الإرهاب إن "المقابر الجماعية في أبو غريب تختلف عن باقي المدن فهي تتميز بكثرتها وقلة عدد الضحايا المدفونين فيها". وأضاف الضابط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المقابر الموجودة حالياً لا يتجاوز عدد الجثث فيها الخمسة أشخاص وبعضها شخص واحد، كما حدث منذ شهر تقريباً حيث عثرنا على هياكل عظمية لثلاثة ضحايا وموقع آخر وجدنا فيه جثة واحدة"، مشيراً إلى أن "مسلحين قاموا مؤخراً بقتل شخص وربطه بحبل متصل بحجر كبير ورميه في النهر كي لا يطفو، فيما أكلت الأسماك جثثاً أخرى تم استخراجها خلال عملية كري الأنهار الأخيرة".واعتبر الضابط أن مطالبة المواطنين بالبدء بعملية التنقيب عن المقابر الجماعية "غير واقعية"، موضحاً "ليس عليهم سوى الاتصال بنا وإبلاغنا بالمكان المشتبه به، ويتركوا الأمر لنا، فلا أهداف سياسية وراء عدم الكشف عن أي مقبرة بل يتم التعامل مع المقابر المكتشفة في غضون 42 ساعة".يذكر أن مؤتمر المقابر الجماعية الذي عقد منتصف ايلول من العام 2006، في العاصمة البريطانية لندن قرر تحديد الـ16 من شهر أيار من كل عام يوماً للمقابر الجماعية بمناسبة العثور على أول مقبرة جماعية في قضاء المحاويل بمحافظة بابل، فيما شهدت محافظة النجف خلال العام 2008، عقد المؤتمر الثاني ليوم المقابر الجماعية.
https://telegram.me/buratha