في واحدة من الغرائب، ترزح مدرسة أنشأت منذ أربعة عقود تحت غبار الزمن حيث إنها احتفظت بصفتها كمدرسة رغم أنها ومنذ إنشائها في عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم في بداية الستينيات وإلى الآن لم تخرج واحدا من طلابها وكل الذين ينتمون إليها يتسربون منها قبل أن يصلوا إلى خط نهايتها. وحتى عندما خالفت المعتاد وخرجت ثلاثة من طلابها قبل سنتين كان امتحانهم خارج أسوارها العتيدة. إنها مدرسة الشبكة الابتدائية المختلطة التي تقع في ناحية الشبكة الحدودية غرب النجف. وتحدث لـ"راديو سوا" مدير المدرسة محمد عبد الغني السعيدي قائلا إن "المحيط البدوي الذي يكتنف المدرسة هو خليط من السنة والشيعة الذين اتفقوا هذه المرة على الإعراض عن الولوج في غياهب هذا البناء إلا أن جهود الكادر التدريسي أثمرت مؤخرا في زيادة عدد طلبة المدرسة وتحسين واقعها التعليمي". المدرسة المغرقة في الغرابة لا تضع على جدرانها سوى صورة الجنرال البريطاني كلوب باشا قائد الفيلق العربي الأردني الذي أسس الناحية عام 1920 وصورة أخرى لمدير المدرسة. والمدرسة بكل ما تعانيه يمكن أن تنهض إذا ما مدت لها أطواق النجاة ووزارة التربية هي المعنية بإسعافها قبل أن يطويها النسيان تماما.
https://telegram.me/buratha