كشفت مصادر مطلعة عن ضغوط كبيرة مارسها مساعد وزير الخارجية الامريكي جيفري فيلتمان الذي انهى زيارة استغرفت ثلاثة ايام للعراق ، بهدف تحيقيق اوسع دعم لـ " القائمة العراقية " وتمكينها من ان تكون لها حصة مباشرة في ادارة وتشكيل الحكومة المقبلة .
وقالت هذه المصادر لشبكة نهرين نت الاخبارية : " ان المعلومات المترشحة عن الاتصالات التي اجراها فيلتمان مع قياديين في معظم الكتل السياسية كشفت عن اصرار امريكي على ان يكون لـ " القائمة العراقية " دور مؤثر وكبير في تشكيل الحكومة المقبلة ، حيث اقترح وبكل صراحة على من التقاهم من القادة السياسيين ، وخاصة في القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون ، ان تتشكل الحكومة من كل من " العراقية و " دولة القانون " واقترح مناصفة الموقع القيادي في الحكومة اي رئاسة الحكومة بين علاوي والمالكي ".
وكشفت هذه المصادر عن " رسائل تهديد صريحة ابلغها مساعد وزير الخارجية الامريكي فيلتمان الى اطراف سياسية التقى مع ممثليها في السفارة الامريكية ، اذا اصرت على عدم الاستجابة لـ " النصائح " التي تقدم لها لتشكيل الحكومة "! وقالت هذه المصادر " ان فيلتمان قال وبكل صراحة " اننا لانسمح لاحد ان يتناسى دورنا في العراق ولن نسمح بتشكيل حكومة تسبب لـ " اصدقائنا " العزلة "!
وتركت الانباء المترشحة عن اجتماعات فيلتمان مع رموز سياسية وقياديين في احزاب وكتل سياسية خلال الثلاثة ايام الماضية ،صدى سيئا واسعا في صفوف سياسيين وبرلمانيين ، واعتبروه " تدخلا فاضحا في شؤون العراق الداخلية ومحاولة للضغط لتشكيل حكومة وفق ط مقاسات امريكية " ، والذي زاد في غرابة الموقف الامريكي هو اصرارهم على دور " كبير " للقائمة العراقية ، بشكل بدا وكان " العراقية " هي رهان امريكي محض على دور امريكي في العملية السياسية في العراق .
وعلق القيادي في الائتلاف الوطني الشيخ همام حمودي على هذه الضغوط الامريكية التي مارسها مساعد وزير الخارجية فليتمان قائلا : " ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية يقود في الكواليس وخلال لقاءاته التي يجريها منذ ثلاثة ايام مع كبار المسؤولين العراقيين مفاوضات لجمع ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي والعراقية برئاسة اياد علاوي لتقاسم السلطة في ما بينهما ".
واضاف الشيخ حمودي "ان فيلتمان يعتقد ان العراقية ودولة القانون يمكن ان يتقساما السلطة وهناك مسعى في تغيير بعض اسس الدستـور او تجاوزه او اتفــاق على صيغـة دستوريــة لتقاسـم هذه السلطـة بين هاتيـن الكتلتين ".
وانتقد السياسي العراقي ازهر الخفاجي زيارة فيلتمان للعراق ومباحثاته السرية مع قيادات سياسية للتاثير في تشكيل الحكومة المقبلة ، وقال في تصريح صحفي " ان زيارة مساعد وزير الخارجية الامريكية جيفري فيلتمان وفي هذا الوقت بالذات وقت الحراك السياسي لتشكيل الحكومة ، انما هو تدخل امريكي فاضح في العملية السياسية ، وماتسرب من الاتصالات التي اجراها فيلتمان خلال الايام الثلاثة الماضية ، وهو انحياز امريكي صارخ ضد الاغلبية الشيعية في العراق وممثليها من الكتل السياسية التي لها امتدادت شعبية وتحظى بشعبية واسعة وحصدت 159 مقعدا وهو اقرب الى ضعف المقاعد التي حصلت عليها القائمة العراقية" .
واضاف الخفاجي " ان زيارة فيلتمان للعراق جاءت كبديل لزيارة نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن التي كانت تطالب بها " القائمة العراقية " لدعمها في مطالبها بتشكيل الحكومة او مساندتها للحصول على " حصة " مقنعة لها في الحكومة الجديدة ، وهذه الزيارة هي دليل اخر على وانحياز امريكي الى " القائمة العراقية " وهذه الزيارة واهدافها، تعيد الى الاذهان الدور القديم الذي كان يمارسه " المندوب السامي " في الدول المستعمرة ، وللاسف فاننا لم نلحظ ادانة تنناسب وحجم هذا التدخل الامريكي الفاضح لتشكيل حكومة وفق " ارادة " خارجية .
والجدير ذكره ان تقارير سابقة اكدت ان المخابرات الامريكية والسفارة الامريكية كانت قد وضعت خطة اعلامية وسياسية لايقاع الفرقة بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني قبل الانتخابات في السابع من شهر اذار الماضي ، وجاء اعلان التحالف بين الائتلافين مفاجئا للادارة الامريكية ، خلط الاوراق امام المعنيين في السفارة الامريكية والمخابرات الامريكية بالشان العراقي ، وزيارة فيلتمان هو محاولة امركية لايقاع " الفرقة " من جديد بين الائتلافين وتقديم اغراءات وممارسة ضغوط على ائتلاف دولة القانون للتحالف مع " القائمة العراقية " وتقاسم السلطة بينهما .المصدر : نهرين نت
https://telegram.me/buratha