برعاية سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عقد عصر الاربعاء 19/5/2010 الملتقى الثقافي جلسته الاسبوعية بحضور جمع غفير من الوجوه الخيرة من السياسيين والوجهاء وشيوخ العشائر والشباب والنساء من مختلف شرائح المجتمع الذين توافدوا على المكتب الخاص لسماحة السيد الحكيم من مختلف مناطق العاصمة بغداد .
وقد أكد سماحته خلال المحاضرة الاسبوعية التي القاها اتماماً للموضوع الذي تحدث عنه في الاسابيع الماضية حول النظرية الاسلامية في الادارة والقيادة ..
حيث تطرق سماحته الى شخصية الصحابي الجليل مالك الاشتر الذي خصّه امير المؤمنين عليه السلام بالعهد الذي رسم له سياسته حين ولاه مصر .
مشيراً الى ما تميزت به شخصية مالك الاشتر من الكرم والشجاعة والاخلاص و الايمان والخطابة والشعر وهذا يكشف عن التنوع الكبير في هذه الشخصية الاسلامية العملاقة والذي لم يقتصر على جانب واحد وانما احتوت على عدة جوانب تؤهلها للقيادة الحقيقية في ادارة شؤون المجتمع .
ثم تطرق سماحته الى الفقرات الاولى والنقاط المهمة والتي تعتبر مدخلاً الى العهد الذي كتبه أمير المؤمنين (ع) الى الصحابي الجليل مالك الاشتر بعد ان اوكل اليه ولايه مصر وقيادتها بعد الاحداث التي قام بها الخوارج بظهورهم على والي امير المؤمنين محمد بن ابي بكر (رض) ، مشيراً الى فقرات العهد المهمة التي رسمها امير المؤمنين (ع) في تعامل الوالي مع الرعية وكيفية تسييسه للأمور بصورة مطابقة لما يريده الاسلام في نظرية الادارة والقيادة .
كما أستعرض سماحته اهم ما وصل اليه المشهد السياسي الذي تعيشه الساحة العراقية قائلاً : اني أشعر بالخجل من جميع العراقيين بعد مرور 70 يوم على اجراء الانتخابات النيابية ولم تشكل الحكومة التي من اجلها خرج الشعب العراقي بكافة الوانه واطيافه في تظاهرة بنفسجية لاختيارمن يرونه يمثل همومهم وتطلعاتهم تحت قبة البرلمان المرتقب .
كما أكد سماحته على ان أخشى ما نخشاه من ان اطالة فترة عدم تشكيل الحكومة ستؤول تفريغ السقف المعنوي الذي حققه العراقيون في الفترة المنصرمة والذي سيؤدي الى اصابتهم بشيء من الاحباط واليأس . مشدداً على ان هذه التحديات تجعل القادة السياسيين في القوائم الفائزة امام مسؤولية كبيرة في ان يجلسوا ويتحاوروا ويوحدوا موقفهم ورؤيتهم في سبيل تذليل العقبات الكبيرة التي تحول دون أنعقاد البرلمان وتشكيل الحكومة وتنتهي الى فراغ دستوري ، أذاً لابد من ايجاد حلول ومعالجات للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد ، مشيراً الى ان هذا الامر المهم لا يمكن ان يتحقق الا بجلوس السياسيين وجهاً لوجه لمعالجة مشاكلهم بعيداً عن الحساسيات الشخصية وتقديم مصلحة البلد والمواطن على المصالح الشخصية الضيقة مؤكدا على ان من يتصدى للمواقع الرسمية عليه ان يقدم المصالح العامة للبلد على المصالح الاخرى وان يتنازل عن تقييماته الشخصية للآخرين والتي تضع حاجز دون تشكيل الحكومة وتحقيق طموحات المواطنين .
كما ثمن سماحته دعوة فخامة رئيس الجمهورية الاستاذ جلال الطالباني في الجلوس الى المائدة المستديرة ، مشيراً الى اننا نجد فيها مدخلاً مناسباً لتصبح طاولة مستديرة تناقش عليها القضايا المهمة بجدية كبيرة ، مشيرا اننا بأمس الحاجة الى رؤية موحدة في وضع الضمانات والبحث في أسس الشراكة الوطنية التي تطمئن الجميع وتمثل الارادة الحقيقية لجميع الاطراف .
كما رحب سماحته بالاجتماعات الجادة التي تعقد بين الائتلافين الوطني العراقي ودولة القانون واللجان التي أنبثقت لتوحيد رؤى الائتلافين أزاء البرنامج الحكومي المقبل وتوحيد الخطاب الاعلامي للمؤسسات الاعلامية لكلا الائتلافين وتحديد الالية في اختيار رئيس الوزراء وتشكيل لجان التفاوض التي تعمل بشكل مستمر للتواصل بين الائتلافين والقوى الوطنية الاخرى لتحديد ملامح حكومة الشراكة الوطنية التي أصبحت اساساً مهماً في بناء المشهد السياسي للمرحلة المقبلة .
كما أشار سماحته الى الجولة المهمة التي قام بها للتواصل مع القيادات العراقية والتي جاءت لترسيخ الثوابت والاولويات والمبادئ التي من شانها ان تقرب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين .
وفي جانب آخر من كلمته أستنكر سماحة السيد عمار الحكيم التفجير المروع الذي تعرض له ابناء الشعب العراقي في مدينة تلعفر والذي راح ضحيته العشرات من الشهداء والجرحى ، معبراً عن ألمه العميق تجاه هذا الحدث المؤلم والذي يحصل في كل موقع من مواقع هذا البلد الحبيب ، مضيفاً أنني انتهز هذه الفرصة لأنوه لكل المعنيين عن مسؤولياتهم الكبيرة في وضع الخطط المناسبة للحد من هذه الكوارث التي يتعرض لها الشعب العراقي هنا او هناك ، مشدداً على ضرورة وضع الخطط الامنية الكفيلة بالحفاظ على ارواح العراقيين وممتلكاتهم ، داعياً الى تعويض المتضررين من جراء العمليات الارهابية .
https://telegram.me/buratha