أعلنت وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كردستان، الأحد، إن عدد المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في العراق حتى الآن بلغ 346 مقبرة، منها 81 مقبرة تضم رفات المئات من الضحايا الذين كان النظام السابق اعتقلهم أثناء فترة الأنفال عام 1988، مبينة أن الأيام المقبلة ستشهد انتشال الرفات من 70 مقبرة للكرد تم اكتشافها في محافظة ديالى خلال الأيام الماضية.
وقال وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين مجيد محمد أمين في حديث لـ"السومرية نيوز"، بمناسبة يوم المقابر الجماعية إن " جرائم عمليات الأنفال التي استخدم خلالها النظام السابق الأسلحة الكيماوية والإعدامات والاعتقالات التي طالت أبناء الشعب الكردي تعتبر من أبشع جرائم النظام السابق التي حول خلالها البلاد إلى مقبرة جماعية كبيرة".
وكان مؤتمر المقابر الجماعية الذي عقد منتصف ايلول من العام 2006، في العاصمة البريطانية لندن قرر تحديد الـ16 من شهر أيار من كل عام يوما للمقابر الجماعية بمناسبة العثور على أول مقبرة جماعية في قضاء المحاويل بمحافظة بابل، فيما شهدت محافظة النجف خلال العام 2008، عقد المؤتمر الثاني ليوم المقابر الجماعية.
وأضاف أمين أن "عدد المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في عموم محافظات العراق منذ العام 2003 وحتى الآن بلغت 346 مقبرة منها 81 مقبرة تضم رفات المئات من ضحايا عمليات الأنفال من الكرد"، مشيرا إلى أن "الوزارة تعمل وبالتنسيق مع وزارة حقوق الإنسان لانتشال رفات المئات من المواطنين الكرد من 70 مقبرة تم اكتشافها خلال الأيام الماضية في مناطق حمرين لإعادتهم إلى إقليم كردستان".
وتابع أمين أن "الوزارة ستعقد مطلع شهر تموز المقبل اجتماعا مع وزارة حقوق الإنسان"، لافتا إلى أن "الاجتماع سيناقش كسب مساندة المجتمع الدولي من اجل تقديم المساعدات الفنية للبحث عن المقابر الجماعية وانتشال الرفات من تلك المقابر،
وأكد وزير حقوق الانسان في الإقليم أن "مؤتمر المقابر الجماعية القادم سيتم عقده في إحدى مدن إقليم كردستان العراق"، متوقعا أن "يشهد المؤتمر مشاركة واسعة من قبل المنظمات المحلية والعالمية المختصة بشؤون المقابر الجماعية".
وتطلق مفردة "الأنفال" على عمليات عسكرية واسعة النطاق شنتها القوات الأمنية العراقية في عام 1988 في قرى ومناطق يغلب على سكانها الأكراد، ظاهرها كان لتعقب المعارضين من أفراد "البيشمركة"، فيما انتهت إلى اعتقال نحو 180 ألفاً من الرجال والنساء والأطفال والمسنين ولا يزال مصير القسم الأكبر منهم مجهولاً ويعقد أنهم قتلوا ودفنوا في قبور جماعية بمناطق غير معروفة.
وكانت مدينة جمجمال في محافظة السليمانية شهدت، يوم الثلاثاء الـ13 من نيسان الماضي، مراسيم وصول رفاة 104 أطفال وامرأتين كانوا قد دفنوا جماعيا بكركوك إبان النظام السابق، بحضور ممثلي رئيس جمهورية العراق ورئيس إقليم كردستان، إضافة لحضور رئيس حكومة الإقليم برهم صالح.
وكان مواطنون عثروا على هذه المقبرة الجماعية في 19 من شباط الماضي بقضاء دوبز التابع لمحافظة كركوك. وكان الضحايا قد توفوا في سجن طوبزاوة 10كم غرب كركوك، ودفنوا في مقبرة جماعية في قضاء دوبز 40 كم شمال شرق كركوك.
يذكر أن مصادر حكومية بأربيل قد ذكرت في وقت سابق أن عمليات استقصاء عن ضحايا عمليات الاعتقال الجماعية العديدة التي شنتها الحكومة العراقية السابقة خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، أظهرت وجود رفات لمعتقلين كرد في نحو 286 موقعاً على الأرض العراقية من أقصى الجنوب إلى داخل إقليم كردستان، بعضها عرف موقعها وبعضها لا يزال مجهولاً.
https://telegram.me/buratha