أكدت اللجنة الخاصة باستعادة الوثائق العراقية انها نجحت بإقناع الولايات المتحدة الأمريكية لاسترجاع الأرشيف الذي استولت عليه الولايات المتحدة
الامريكية ومنها الأرشيف الخاص بيهود العراق وحزب البعث، وأشار أعضاء اللجنة الثلاثية في مؤتمر صحفي عقدوه في مبنى وزارة الثقافة ، ان مفاوضاتهم الأخيرة مع الأطراف الأمريكية تبعث على التفاؤل، بالرغم من وجود العديد من العوائق اللوجستية والتقنية والفنية،
والعمليات تجري حالياً لتقييم هذه الوثائق بعد عملية تجفيفها، كما أوضح الوفد العديد من التفاصيل الخاصة بنقل هذه الوثائق المهمة والحساسة التي تخص استيلاء الـ(CIA)على وثائق تخص علاقة صدام حسين بالقاعدة و أسلحة الدمار الشامل. واضاف الحمود ان وفد العراق الذي فاوض الامريكان طلب منهم ان يكون هنالك ممثل للحكومة العراقية في مرحلة التقييم، وهي المرحلة الثانية بعد عملية التجفيف التي أجريت للوثائق في أمريكا لتخليصها من العفن والتلف، حيث ان المواد المهمة يشملها الترميم فيما لايشمل ذلك المواد الأخرى، والبحث يجري عن ممول حالياً لانجاز صيانة هذا الأرشيف الذي أجريت عليها العمليات الفنية الأولية بمنحة مالية قدرها 100 الف دولار، وقلنا لهم: سواء قدمتم المساعدة ام لم تقدموها يجب ان يعود الارشيف الى العراق.وقال الحمود عن بدايات قصة استرجاع الأرشيف اليهودي: قبل عامين، تم تشكيل لجنة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وكانت مهمتها الإعداد لمشروع قرار يصدر من مجلس الوزراء بمنع افشاء وتداول واخراج الوثائق العراقية وقد صدر هذا القرار بالفعل في عام 2009 وقصد به جميع الجهات المحلية (الأحزاب والجمعيات والمؤسسات غير الرسمية وحتى الرسمية فضلا عن الاشخاص ووسائل الاعلام)، وبالإضافة الى الوثائق التي صودرت او نهبت او التي وضعت اليد عليها داخل العراق، وأكد ان هناك ملايين من الوثائق العراقية جرى اخراجها من العراق خلال وبعد أحداث عام الفين وثلاثة، من هذه الوثائق الآلاف من الوثائق نقلتها القوات الامريكية لحساب وزارة الدفاع الامريكية، ووضع قسم منها على الموقع الالكتروني للبنتاغون وهناك ملايين أخرى نقلتها وزارة الدفاع لحساب مؤسسة الذاكرة العراقية الكائنة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأودعت في معهد (هوفر) التابع لجامعة ستانفورد والمتخصص بالايداع الوثائقي بموجب اتفاقية بين مؤسسة الذاكرة ومعهد هوفر، وهناك ايضا الارشيف اليهودي الذي نقل من العراق من مبنى المخابرات وسلم الى مؤسسة (نارا) وهي التسمية المعروفة اختصارا للمركز الوطني للارشيف الامريكي.وأوضح الحمود ان زيارة الوفد للولايات المتحدة لم تكن للتفاوض حول استرجاع الأرشيف اليهودي فقط، بالرغم من أهميته، كونه يمثل جزءاً من الموروث الثقافي العراقي ويسلط الضوء على الحياة الداخلية بكل جوانبها الدينية والاجتماعية والتنظيمية لشريحة اجتماعية عراقية هي الطائفة اليهودية، لكن اهمية هذا الارشيف لا ينبغي ان تنسينا اهمية الوثائق الاخرى التي تتعلق بحاضر العراق ومستقبله. وهي مهمة للغاية في مرحلة العدالة الانتقالية، بالنسبة للمضطهدين والشهداء وذويهم وكذلك للسجناء ولفض نزاعات الملكية، كما انها مهمة للمصالحة الوطنية. الاتفاقية الستراتيجية بين العراق وأمريكاولفت الحمود ان المفاوضات تناولت ايضاً ما يمكن ان يقدمه الجانب الأميركي بموجب الاتفاقية الستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية والتي تنص على حماية الموروث الثقافي العراقي، وتم ذلك بحضور وكيلة مساعد وزير الخارجية الأميركي، واستطعنا ان تضّمن الاتفاقية بفقرة تخص الوثائق العراقية المنقولة الى الولايات المتحدة، و أبدى الجانب الأميركي استعداده لتدريب كوادر الشرطة الخاصة بحماية الآثار وادخال منتسبي الكمارك في دورات لتدريبهم للتعرف على القطع الاثارية العراقية، بسبب ان الأولوية هي ضبط هذه القطع الداخلة للولايات المتحدة او الخارجة منها.
آثارنا تنهب وشرطي لكل عشرة مواقع!واستطرد الحمود ليقول: هناك عمليات نبش ونهب مستمرة للمواقع الأثرية العراقية، مقابل عدم وجود القوة الكافية ولا الامكانات الفنية لحماية هذه المواقع،وهناك 12 الف موقع اثري في حين ان الشرطة الاثارية المكلفة بحماية هذه المواقع لا تتجاوز 1200 شرطي، ما يعني ان كل عشرة مواقع يحميها شرطي واحد! وقد استطعنا الحصول على دعم امريكي لحماية تلك المواقع الاثرية وتدريب عناصر الشرطة المحلية المكلفة بحمايتها.
انتشال الوثائق من سراديب المخابرات العراقيةمحسن حسن علي، شاهد عيان على نقل صناديق الوثائق ومدير عام المتاحف، تحدث عن قصة نقل صناديق الأرشيف اليهودي الى امريكا قائلاً: تحديدا في يوم 8/ 10/ 2003 تم الكشف عن صناديق في المنطقة الخضراء وعددها 27 صندوقا معدنيا وخمسة كارتونات كبيرة، كانت تحتوي على كتب عبرية متعفنة من جراء تأثرها بالمياه الثقيلة الموجودة في احد سراديب جهاز المخابرات العراقي، إضافة الى وثائق لجهاز المخابرات وأوراق تحتوي على مراسلات معينة سرية، قدمنا عن هذه الكتب تقريرا الى دائرة الاثار والتراث ولم نوافق وقتها على إخراجها الى الولايات المتحدة وطالبنا اذا ما أرادت جهة ما صيانتها بأن تعمل على ذلك في المتحف العراقي ذاته وبكوادر عراقية، لكن فوجئنا انها أخرجت من العراق ولم نعرف كيف، وعرفنا بعد فترة انها وصلت الى الولايات المتحدة.وأيد محمد طاهر التميمي مدير عام دائرة شؤون اللجان في الامانة العامة لمجلس الوزراء جهود الوفد لأجل استرجاع تلك الوثائق وقصة وقوعها بيد الأمريكان قائلاً: هناك وثائق كثيرة تقدر بالملايين، اعتقد انها الابلغ والاهم لهذه الرحلة، ومهمة الوفد قد أنجزت، ولابد من الإشارة الى ان الجيش الأمريكي قام باستخراج الأرشيف اليهودي من احد مباني جهاز المخابرات العراقي، وبادروا الى تجفيفه لإيقاف التدهور الذي أصابه، وأضاف: يحتوي الأرشيف على 70 % من المواد العبرية و25 % من المواد المكتوبة باللغة العربية و 5% من المواد التي كتبت بالغة الانكليزية ولغات اخرى، ومعظمه كتب معاصرة بعضها كتب باللغة العبرية وبعضها مما هو موجود في المكتبات العامة، وكذلك وجدنا ثلاث رقائق جلدية كتبت عليها التوراة، وبعض مذكرات العوائل، وبعض التفاصيل الاخرى التي تهم الطائفة اليهودية.
فوضى إعلاميةسعد بشير اسكندر مدير عام دار الكتب والوثائق قال : هناك فوضى بين الإعلاميين فهم لا يفرقون بين التعاريف الاربعة: ارشيف حزب البعث، الارشيف اليهودي، ما اخذه البنتاغون وما أخذته وكالة المخابرات الامريكية، بالنسبة للارشيف اليهودي سمي أرشيفاً وهو ليس كذلك، بل هو مجموعات مختلفة لا توجد بينها وحدة الموضوع بل مواضيع مختلفة: كتب، وثائق، مخطوطات، تم تجميعها في مبنى المخابرات، أما بالنسبة الى ما اخذته وزارة الدفاع فهو يتعلق بقضايا مختلفة، عندما قاموا بمداهمات للمؤسسات الأمنية وغير الأمنية وحصلوا على الوثائق، وبشأن ما يمتلكه البنتاغون فهو مجموعة ارشيفات وليس ارشيفا واحدا ووضعتها في متناول الباحثين الامريكان والافراد لغرض دراستها، وقد سجلنا اعتراضنا على هذا المشروع، اما ال (CIA) فقد استولت على مجموعة من الوثائق تتعلق بقضايا حساسة للامن القومي الامريكي وهي قضية العلاقة بين صدام والقاعدة، وعلاقة الأخير بقضايا أسلحة الدمار الشامل وغيرها من القضايا الحساسة، اما ارشيف حزب البعث فهو متكامل من حيث الموضوع والتنظيم. ورداً على سؤال خاص (للمدى) حول امكانية العراق وجاهزيته لاستيعاب الوثائق بعد اكتمال عمليات ترميمها قال اسكندر: انهينا جميع الاستعدادات المطلوبة لأجل حفظ تلك الملفات بما يضمن سلامتها من أي ضرر، حيث ان الإمكانات الفنية لدار الكتب والوثائق متكاملة الآن ، وسيكون بامكان المواطن واي جهة رسمية ان تطلع على تلك الآثار عندما يجري حفظها في متاحف عراقية كونها تمثل جزءاً مهماً من ارث العراقيين.
https://telegram.me/buratha