افادت وزارة الزراعة ان العراق وتسع دول عربية واقليمية تسعى لتأسيس مركز اقليمي في ايران للرصد المبكر للعواصف الترابية وتطويق مظاهر التصحر التي استفحلت بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة . وقال وكيل الوزارة الدكتور مهدي القيسي بتصريح خاص لـ”الصباح”، انه تم تداول فكرة انشاء مركز اقليمي للرصد المبكر للعواصف الترابية التي استفحلت خلال السنوات العشر الاخيرة ،مقره في ايران، مشيرا الى ان الفكرة تبلورت عقب توقيع محضر اجتماع مبني على الاتفاقية البيئية المبرمة بين البلدين ، اذ لقيت الفكرة تجاوبا من قبل سبع دول اقليمية وعربية تعاني من مشكلة التصحر وكثرة العواصف الترابية هي الاردن وتركيا والسعودية وسوريا وقطر والامارات وسلطنة عمان والكويت. وكشف ان الوفد العراقي اطلع نظيره الايراني على ما حققته الوزارة بمجال مكافحة التصحر والحد من العواصف الترابية في محافظات واسط وذي قار والديوانية وضمن مساحة 120 الف دونم على جانبي حوض المصب العام من خلال زراعة سبعة ملايين شتلة من الشجيرات المتحملة للجفاف والملوحة والتي تعمل كمثبتات للتربة، اضافة الى عملها كمصدات رياح واحزمة خضراء بسيطة، لافتا الى ان برنامج الوزارة الناجح اسهم بتأمين الحماية الكاملة للمصب العام والطرق والاراضي الزراعية والقرى من الرمال الزاحفة خلال السنوات السبع الماضية. من جهته، كشف مدير الهيئة العامة لمكافحة التصحر في الوزارة الدكتور فاضل الفراجي في اتصال هاتفي مع “الصباح”، ان اسباب تزايد حدة العواصف الترابية في البلاد، بالدرجة الاولى، يعود الى قيام البدو بإزالة النبات الطبيعي ضمن المناطق الصحراوية لزراعتها بمحاصيل الحبوب بشكل عشوائي وغير مدروس، مؤكدا ان اغلب تلك الاراضي تشهد امطارا بمعدلات لا تتجاوز 200 مليمتر سنويا وبالتالي عدم وجود عوائد اقتصادية مجدية لتلك الزراعة، علاوة على ما اسهم به الجفاف الذي ضرب البلاد لخمس سنوات متتالية، بزيادة حدة ومدة العواصف الترابية لاسيما خلال العامين الماضيين، متوقعا استمرارها للعام الحالي والاعوام المقبلة، ما لم تتخذ اجراءات عملية مدروسة بهذا الشأن. وكان العراق قد تعرض خلال الاونة الاخيرة لمشكلة تصحر وصفها الخبراء بـ”الخطيرة”، ابتليت بمقتضاها اكثر من 90 بالمائة من مساحته بالتصحر بدرجات متفاوتة، اذ أسهم الانسان بممارساته الخاطئة باستغلاله غير المدروس للموارد المائية وما نتج عنه من تملح وتغدق التربة وكذلك الرعي الجائر، وهو ما ادى في نهاية الامر لتكوين الكثبان الرملية المتحركة وظهورها في مناطق لم تكن موجودة من قبل. يشار الى ان الكثبان الرملية تغطي ما يزيد على اربعة ملايين دونم يتركز تواجدها ضمن المنطقتين الوسطى والجنوبية من البلاد ضمن محافظات واسط وذي قار والديوانية والمثنى وصلاح الدين، فضلا عما تحويه اراضي البادية الغربية من كثبان رملية تصل مساحتها الى عشرة ملايين دونم.
https://telegram.me/buratha